الموقعتحقيقات وتقارير

تدخل الأهل السبب..حالة طلاق كل دقيقتين و 15 مليون حالة عنوسة.. «الموقع» يفتح الملف

– القومي للبحوث الاجتماعية: تدخل الأهل احتل المرتبة الأولى في الانهيار المبكر للأسر

– أستاذ أصول التربية: تدخل الحموات السبب الرئيسي في ارتفاع حالات الطلاق وصراعهن سبب العنوسة

– عميد أصول الدين السابق: على الزوج ألا يفضل الأهل على زوجته فحقوقها في الشرع مقدمة عليهم

كتبت- منار إبراهيم

“طالق” كلمة قاسية للغاية، تنطق في لحظة غضب فيقع أثرها كالسيف، تمزق قلوب، وتشرخ صدور كانت عامرة بالمودة والرحمة، لتعلن حرب بين زوجين وتشردهما إلي محاكم الأسرة، مما يؤدي إلي وقوع ضحايا لا ذنب لهما سوي أنهما جاءوا إلي هذه الدنيا أبناء لأب وأم لا يقدرون المسئولية الملقاة علي عاتقهما.

ومن هذا المنطلق بأرقام مخيفة كشف تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن ارتفاع حالات الطلاق في مصر، حيث وصلت إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، وهذا يعنى أن حالات الطلاق، تتعدى في اليوم الواحد 2500 حالة، فيما يقدر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 مليون على يد مأذون، ونتج عن ذلك تشريد ما يقرب من 7 ملايين طفل، ووصلت نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إلى 15 مليون حالة.

كما أشارت نتائج بحث أجراه المركز القومي للبحوث الاجتماعية بعنوان “الطلاق المبكر ظاهرة تؤرق المجتمع”، حول دوافع الطلاق المبكر وأسبابه إن أعلى معدل لاستمرار الحياة الزوجية في حالات الدراسة يتراوح بين 4 إلى 5 سنوات لعدد 28% من الحالات, في حين أن عدد الحالات التي استمر زواجها عاماً واحداً بلغ 20% من الحالات، وأن عدد الحالات التي استمر زواجها عامين بلغ أيضا 20% من حالات البحث, كما تبين أن هناك 18% من الحالات استمر زواجهما لمدة ثلاث سنوات.

وأكد البحث أن تدخل الأهل احتل المرتبة الأولى في الانهيار المبكر للأسر، فتمثل السبب الأول للطلاق في تدخل أهل الزوج والزوجة في شئون الأسرة، وأن الأسرة المنتهية بالطلاق تعيش قريبة من منزل العائلة بواقع 88% من الحالات، و 22% من الحالات يعيشون في منزل العائلة, وبجمع النسبتين نجد أن 60% يعيشون في علاقات مباشرة بأسرة التوجيه.

وفي هذا الصدد قال الدكتور مصطفى رجب، استاذ أصول التربية وعضو المجلس القومي للمرأة، إن 99% من حالات الطلاق سببها تدخل الحموات، لأنها عند الكبر تفقد القدرة على السيطرة على بيتها فتفرض شخصيتها على بناتها وأزواجهن وتتدخل في كل كبيرة وصغيرة، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاق لتكن 80% من حالات خُلع.

وأضاف “استاذ أصول التربية” في تصريحات لـ«الموقع» أن هذا الأمر يجب أن يكون له وقفه، وعلى الأمهات أن يتقوا الله في ابنائهن، ولا يجب التشدد في المطالب من العريس المتقدم لخُطبة بناتكن، ما بُني على يٌسر مستمر وما بُني على التشدد ينهار، يمكن للشباب أن يستطيعوا تجاوز هذه الضغوط حتى يتم الزواج، ولكن مع ضغط الديون وهموم الحياة علاوة على تدخل الحماة المتسلطة يحدث الطلاق.

وتابع “رجب” صراع الحموات سبب رئيسي في فشل زواج ابنائهن منذ أقدم العصور، ولذلك يجب أن يكون سكن العروسين مستقلا عن سكن الأهل، وأن يكون لدى العروسين الشخصية القوية التي تحمي علاقتهم من تدخل الأهل.

وأكد أن المبالغة في متطلبات الزواج والاهتمام ببعض قطع الأثاث شديدة التكلٌفة مثل “النيش” وغيرها من قطع الأثاث التي لا تستخدم في بداية الحياة الزوجية، سبب عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة بين الجنسين، وتشدد بعض الأسر في كم الذهب المطلوب، الحرص على إقامة سكن الأبن جوار أمه، المرجع الأساسي في ارتفاع نسب العنوسة والطلاق الوالدتين فإذا صٌلح حال الأمهات أصبح كل شيء يسير.

ومن جانبه قال الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر السابق، إنه يجب على الزوج أن يكون خيرا وطيبا مع زوجته، وألا يفضل عليها أهله لأن حقوقها في الشرع مقدمة علي حقوق الأهل، وأن لا يتلفت إلي راتبها لأن الرجل الذي يصنع ذلك ليس به رجولة ولا نخوة.

وأكد “عميد أصول الدين” لـ«الموقع» أن قوام العلاقة الزوجية هو الاختيار الصحيح وألا تغلب فيها العواطف جانب التعقل وأن تعود الفتاة في اختيارها إلي الوالدين لأنهم ينظرون إلي المستقبل نظرة صاخبة.

واختتم حديثه مؤكدًا: على ضرورة عدم ادعاء العروسين أخلاقاً ليست فيهم فإذا تم الزواج أنكشف المستور ونشبت الخلافات التي تنهي العلاقة لأنها لم تقم علي أساس سليم من الصدق والشفافية، وألا تترك الأسرة الفتاة أثناء فترة الخطوبة دون ضوابط الشرع من عدم الخلوة بها، حتي لا يكون له عواقب وخيمة إذا ما وقع الزواج.

ومن هنا تكاتفت بعض مؤسسات الدولة لوقف نزيف الطلاق، فقامت مشيخة الأزهر بتدشين وحدة “لم الشمل للصلح بين الأزواج” المختلفين حتى لا يصلوا لمرحلة الطلاق، كما أصدر الرئيس “السيسي” تكليفاته لإعداد المشروع القومي “مودة” لتوعية الشباب المقبلين على الزواج، ولتيسير أمور الزواج وخفض نسبة العنوسة أطلق مجمع البحوث الدينية مبادرة “لتسكنوا إليها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى