الموقعتحقيقات وتقاريرغير مصنف

جولة في آسيا.. رمضان في ماليزيا..افطار جماعي وتعطير للمساجد

كتب-علا خطاب

يحتفل العالم الإسلامي بشهر رمضان المبارك بالعديد من الطرق والعادات، فهو شهر اليمن والبركات، كما يسمي، نفس الأمر ينطبق علي مسلمي اليابان، الذي يمثلون الأغلبية داخل البلاد، ولهم الكثير من الطقوس الخاصة والمميزة احتفالاً بالشهر الكريم،التي ينضم اليها السكان الغير مسلمين ايضًا .

ويعرض الـ “الموقع” بعض احتفالات دول العالم الإسلامي والمسلمين في جميع انحاء العالم بالشهر الكريم والطقوس المختلفة من شعب لآخر، وما طرأ من تغيرات عقب جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية ..

“سلامات رمضان”
وتتراوح نسبة المسلمين في ماليزيا حوالي 70 بالمائة من السكان، فالدين الرسمي هو الإسلام، وعند ثبوت رؤية هلال رمضان ترفع رايات “سلامات بواسا” أو “سلامات رمضان” في كل زاوية من زوايا البلاد.
بينما قبل دخول شهر رمضان يستعد مسلمي ماليزيا، فيعملون على تنظيف المساجد والمنازل واقتناء الحاجات المنزلية، وشراء احتياجات رمضان من مستلزمات غذائية وغيرها، اذ يعرف الشعب المسلم هناك بأنه شعب متدين ومحافظ.

 

هلال رمضان
وتستخدم ماليزيا غالبًا الحساب الفلكي لتحديد اول أيام رمضان، ولكن يبقى على الدولة تطبيق السنة النبوية في تحري رؤية الهلال ليلة 29 من شعبان، فيقوم وزير الشؤون الدينية وعدد من المواطنين بهذه المهمة ويكون الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام وتقرع الطبول الكبيرة في القرى.

وعقب ثبوت الرؤية يخرج الناس لتأدية صلاة التراويح في المساجد، وتقوم السلطات العمومية بعملية تنظيف الشوارع والساحات العامة ورشها بالمياه.
كما تُضاء المساجد ومآذنها طيلة ليالي الشهر الكريم، ويتم إشعال البخور والعطور داخل المساجد، وتتزين شوارع المدن الرئيسة أيضا بالأنوار الكهربائية والشعارات الرمضانية.

ويصلي الماليزيون المغرب ثم يتناولون إفطارهم ويعودون للمساجد من أجل أداء صلاتي العشاء والتراويح، ويتْلون القرآن الكريم.

ويوجد في العاصمة ماليزيا، كوالالمبور، قرابة الـ 70 مسجدًا و110 قاعات للصلاة، اذ تبقى هذه المساجد مفتوحة طوال اليوم .

وتشهد أغلب المساجد إفطارا جماعيا يحضره الفقراء والميسورون على حد سواء، وخصوصا في المدن الكبيرة حيث، يكثر الطلبة والعمال الأجانب والمهاجرين من عابري السبيل.

الإفطار بالدور

تحرص العائلات على إلباس الفتيات الملابس الوطنية التقليدية وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات اللواتي يرتدين الزي الشرعي، ومن الأمور التي يُحرص عليها أيضا خلال هذا الشهر هو تبادل الأطعمة والحلويات بين بعضهم البعض.
أما في المناطق الريفية يكون الإفطار بالدور، فكل منزل يتولى إطعام أهل قريته يومًا خلال الشهر الكريم في مظهر يدل على التماسك والتراحم.
ويحظى شهر رمضان في مالیزیا باحترام خاص ليس فقط للمسلمين ولكن أيضًا لـ 40٪ من السكان غير المسلمين.

الطبق الرئيسي
وتتنوع وجبات الإفطار الماليزية علي مائدة رمضان، لكن يبقي الأرز هو الطبق الرئيسي والأهم بين تلك الأطباق، وتتعدد المشروبات بتنوع الفواكة الاستوائية الموجودة في البلاد.

ولكن القهوة الخفيفة والشاي هما المفضلان لدى الجميع بعد الإفطار، وبعد السحور لا يفوت أحد أن يشرب “الكولاك” الذي يساعد على تحمل العطش.
أما المشروب الرسمي للإفطار في ماليزيا، فهو مشروب محلي مصنوع من التمر والماء، تيمنا بأن الرسول الكريم كان يفطر على الماء والتمر.

المسحراتي
كما يحرص المسلمين في ماليزيا علي أداء صلاة التراويح في المساجد، وعقب الانتهاء منها تعقد مجالس العلم.

وتنظم حلقات تلاوة القرآن الكريم وتدارس معانيه، حيث يجلس جموع المصلين في حلقات لسماع دروس العلم الشرعي من المشايخ هناك، وغالبا ما تتنهي تلك الحلقات مع حلول منتصف الليل استعدادا لصلاة القيام.

ولا يزال شخصية “المسحراتي” موجودة بين عادات المسلمين هناك، فهو حاضر في العديد من القرى والمدن مع بداية رمضان ومستمر إلى نهايته، يطوف بالأحياء والمنازل لينبه أهلها بأن موعد تناول طعام السحور قد حل.
وفي أواخر شهر رمضان هي قيام خريجي المدارس الدينية بالتنسيق مع لجان المساجد بجمع زكاة الفطر في الأماكن العمومية وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين.

نرشح لك..جولة في آسيا.. رمضان في الهند..يبدأ من شعبان و الفطار علي وجبتين

عيد الفطر
و من العادات المتوارثة في ماليزيا هی اقامه احتفالات عيد الفطر التي تسمى “مفارش المائدة المفتوحة “، في جميع أنحاء ماليزيا لمدة ثلاثة أيام مغلقة .
ففي هذا اليوم یقوم الأغنياء والأثرياء ، مثل المسؤولين في البلاد ، بنشر مفارش المائدة الكبيرة ، ويمكن للناس الاستمتاع بالطعام على هذه المائدة.
وفيما يتعلق بالإعلام الرسمي الماليزي، تنقل القناة الماليزية الأولى وقائع صلاة التراويح مباشرة من المسجد الحرام بمكة المكرمة في كل عام، وذلك في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل توقيت ماليزيا

زمن كورونا
بالمقابل، تأثرت معظم العادات والشعائر الخاصة بمسلمي ماليزيا، السابق ذكرها، بجائحة كورونا وتداعياتها، حيث اغلق العام معظم المساجد، والأسواق الرمضانية، التي كان يتدفق عليها المسلمون لشراء حلويات ما بعد الإفطار.
ويقول محمد شكري محمد، أعلى رجل دين في ولاية كيلانتان المحافظة بماليزيا،”إنها المرة الأولى في حياتي التي لا أتمكن فيها من الذهاب إلى الجامع”، بحسب وكالة “فرانس برس”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى