المتابع لهذا الكم الرهيب من المؤتمرات والمنتديات والورش التى تناقش حال الإعلام فى مصر والعالم العربى ، لابد أن يخرج بنتيجة نهائية مؤداها أن حال الإعلام حتمًا سينصلح طالما لدينا هذا العدد الكبير من الخبراء والمتخصصين القادرين على وضع روشتة لعلاج أوجه القصور والنواقص التى تواجه الاعلام .
وعلى مدى سنوات طويلة سنحت لى الفرصة لحضور العديد من الفعاليات الاعلامية سواء داخل مصر أو خارجها ، وربما كانت تدهشنى تلك الرغبة المحمومة فى الكلام والاستفاضة و”التنظير” ، فنحن فى عالمنا العربى عاشقين للكلام وما ان يأخذ أحدهم الميكرفون حتى ينبرى للحديث عن انجازاته وأمجاده فى العمل الإعلامى مع وضع خطة متميزة لمواجهة هذا الخلل الذى يواجه وسائل الإعلام بجميع أشكالها!
ولطالما كنت أتطلع أن تخرج هذه المؤتمرات بمشروع إعلامى على أسس أكاديمية ومهنية بدلًا من سياسة (كلام فى كلام) المتبعة فى مثل هذة المنتديات والمؤتمرات ، إلا أن تطلعاتى سرعان ما تتحطم أمام الرغبة الجامحة فى الكلام وإعادة تدوير نفس النظريات والكلمات التى يتم تداولها من مؤتمر لآخر!.
كلامى السابق لا يعنى الاعتراض على هذه المؤتمرات ، فلا بأس أن يلتقى هؤلاء حول قضية ما خاصة بمعالجة وسائل الإعلام لها، وبحث مدى إمكانية تحسين الأداء مستقبلًا تجاه مثل هذه القضية ، لكنى أهيب بالسادة القائمين على تنظيم مثل هذه المؤتمرات توجيه الجزء الأكبر من الميزانية المخصصة لهذا المؤتمر أو تلك، فى عمل مشروع محدد المدة لوسيلة إعلامية يشارك فيها هؤلاء الصفوة من رجال الإعلام، لتقديم وسيلة إعلامية بأسلوب مهنى وأكاديمي بحيث يمكن أن تكون نموذجًا للإعلام المرجو ظهوره فى المستقبل، وأعتقد أن ذلك سيكون مفيدًا على أرض الواقع بصورة أكثر فاعلية مقارنة بمحاضرات (الكلام).
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. المتسول المحترف !
جورج أنسي يكتب لـ«الموقع»: انخفاض الجنيه يشجع السياحة!
جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. تذكرة النقل الموحدة
