معادلة معروفة نتائجها بالنسبة لجميع الدول السياحية التى تنتمى للعالمين الثانى والثالث -ومن بينها مصر- وهى أنه كلما انخفضت قيمة العملة المحلية ، زادت العائدات من السياحة.
فصناعة السياحة -كغيرها من الصناعات التى تعتمد على الخدمات- تنتعش وتزدهر كلما نجحت الدولة فى خفض عملتها الوطنية ، فالسائح عمومًا -الذى ينتمى للطبقة المتوسطة- يبحث دائمًا عن التوفير من أجل تحقيق أكبر إستفادة ممكنة بأقل الأسعار ، وهو ينظر دائمًا لمقدار ما يستطيع الحصول عليه من خدمات سياحية فى مقابل حفنة دولارات أو يوروهات أو أى عملة دولية.
ولذلك فإن عملية تخفيض العملة المحلية للدول السياحية النامية، سينتج عنه ارتفاع فى عدد السائحين الوافدين؛ ومن هنا فإن من أهم المزايا التى يمكن تحقيقها من جراء التعويم الأخير للجنيه المصرى أو تحرير سعر صرفه فى مقابل العملات الدولية وأهمها على الإطلاق الدولار الأمريكى – العملة الدولية الأولى فى العالم- هى تحقيق زيادة ملحوظة فى عدد السائحين القادمين الينا، مع تدعيم ذلك بعروض مغرية لزيادة عدد ليالى الإقامة، وهو ما سيؤدى حتمًا إلى زيادة المدخول من العملات الأجنبية التى نحتاجها فى ظل ضعف الصادرات.
وليس خفيًا على أحد ما تحققه دول جنوب شرق أسيا مثل تايلاند، اندونيسيا، بنجلاديش، نيبال والهند من جراء تخفيض سعر عملاتها المحلية، مما انعكس فى زيادة عائدات السياحة ، وإن كان الأمر لدينا يحتاج لتفهم من جانب الجهات الإدارية والتنفيذية بل والشعب نفسه، لأهمية صناعة السياحة فى إنعاش الإقتصاد الوطنى وهو أمر لايزال قاصرًا فى مصر مما يعرقل أية جهود لتحقيق نتائج إيجابية.
اقرأ ايضا للكاتب
جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. تذكرة النقل الموحدة
جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. تذاكر مرتفعة فى مقابل خدمة «حديدية»مميزة!
جورج أنسي يكتب لـ«الموقع».. التبول فى الطريق العام ..بين الفعل الفاضح وتلبية نداء الطبيعة!
