أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..نقص “الفكة” يرفع أسعار السلع والخدمات!

من وقت لآخر ، أتعامل مع وسائل النقل العامة خاصة إذا كنت غير مرتبط بموعد محدد أو كنوع من الابتعاد عن قيادة السيارة لما فيها من إرهاق نفسى وعصبى وربما بدنى فى بعض الأحيان.

وبطبيعة الحال فإن ارتفاع أسعار المحروقات بجميع أنواعها يتبعه زيادة فى تعريفة المواصلات ، وهو أمر يبدو منطقيًا وبديهيًا ،لكن الغريب فى هذا الإطار هو أن الزيادة وصلت لخمسين قرشًا -نصف جنيه- والأغرب هو عدم وجود (فكة) لدى السائق بالنسبة لسيارات المينى باص، والمحصل فى الأوتوبيسات الكبيرة التى تتبع هيئة النقل العام الحكومية، وهو أمر مثير للغرابة، لأن ذلك يعنى ببساطة ضياع الباقى على المواطنين وهو ما يعد استفزازًا كبيرًا فى ظل هذه الظروف، ورفعًا لأسعار الخدمات بصورة أكبر من المحددة سلفًا!

على النقيض تمامًا، فإن معظم شبابيك التذاكر فى محطات مترو الأنفاق تضع ورقة تحذر فيه من رفض المواطنين التعامل بفئتي الجنيه والنصف جنيه (الورقى)، مع توضيح العقوبة التى ستوقع وفقًا لقانون العقوبات، وهو أمر شديد الغرابة من جانب المواطنين الذين يشتكون من ارتفاع الأسعار وقلة الفكة!.

ومع ذلك فأنا لا أفهم حتى الآن؛ ما الحكمة فى عدم تعامل الجهات الحكومية – بل والخاصة- التى تعمل فى المجال العام وتقدم خدمات للمواطنين، مع البنك المركزى المسؤول عن إصدار الجنيه والنصف (الورقيان)، ووزارة المالية المسؤولة عن اصدار الوحدات النقدية المعدنية من فئات الجنيه، ٥٠ قرش و ال ٢٥ قرش، درءًا للتشاحنات ومساعدة للمواطنين البسطاء لمواجهة غلاء المعيشة !

ربما يقول قائل؛ أن هذه ليست مشكلة، ولكنى أراها غير ذلك بالنسبة للملايين من البشر -خاصة الذين يستخدمون باستمرار وسائل النقل العامة- وبالمناسبة فإن غالبية الدول -سواء الفقيرة منها أو الغنية- لاتزال حريصة على (الفكة) حرصًا على ثبات الاسعار نسبيًا وترسيخًا لإعطاء الناس حقوقها، ويكفى أن أقول أن دول الاتحاد الاوروبى المنضوية تحت العملة الموحدة (اليورو) تطرح كسور هذه العملة بدءا من 50 سنت وانتهاء ب(سنت واحد)، بل أن جميع المحلات والمطاعم والكافيتريات..الخ توفر هذه العملات بكميات كبيرة لإعطاء المواطنين (الباقى)، وقد شهدت بنفسى هذه المحلات وهى تجهز أكياسًا من (الفكة) بتنويعاتها المختلفة، ولم يحدث مطلقًا ان أعطانى أحدهم لبانًا او كبريتًا بالباقي!

وحتى لا يتصور البعض أن اوروبا من طينة مختلفة، فان هناك دولًا فى عالمنا العربى لاتزال تتعامل بنفس المنطق الأوروبى والأمريكي، وأتصور أن الامر ليس صعبًا ولكنه يحتاج لصرامة فى التطبيق والالزام؛ مع ضمير حى من جانب المنفذين لإعادة (الفكة) للعمل بكثافة لمصلحة خلق الله.

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»: سناتركو  للإنتاج التعليمى!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. غرامة كنسية ترسخ العند ولا تدعم الأخلاق!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..الكتب المدرسية ومطابع المؤسسات الصحفية القومية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى