أراء ومقالاتالموقع

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. غرامة “كنسية” ترسخ العند ولا تدعم الأخلاق!

دائمًا ما أتجنب التعرض لأى أمور دينية أو طائفية ، اللهم إلا ما يرتبط بالشأن العام أو التلامس مع السياسة، والأخيرة تشكل بالنسبة لى الخطر الأكبر الذى يقود مصر ودول عالمنا العربى إلى السقوط فى هاوية التشدد والتزمت والتطرف.

وما دفعنى للكتابة اليوم فى هذا الأمر ، هو تلك العقوبة الغريبة والشاذة -والتى تسربت أخيرًا عبر وسائل التواصل الإجتماعي – بغرامة وقعتها أخيرًا كنيسة الشهيد العظيم أبوسيفين (بابيوها)التابعة لإيبارشية أبوقرقاص وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، على أحد رعيتها بقيمة ألفين جنيه، لقيامة بتشغيل (دى جى) فى إحدى المناسبات الاجتماعية السارة!

ولعل إعلان الأنبا فيلوباتير -أسقف ابوقرقاص وتوابعها -إلغاءه إيصالات غرامة ال (دي جي) منذ توليه مهام الايبارشية فى ٧ مارس ٢٠٢١، وأن الكاهن المسؤول عن إصدار تلك الإيصالات، لم يكن يعرف بقرار إلغاء تلك الغرامات ولن يكرر الأمر ثانية، لا ينفى أن هذا القرار (الخزعبلى) كان يحمل فى داخله أسبابًا أخرى غير تدعيم القيم الأخلاقية والاجتماعية، خاصة أن “المخطئين” استخدموا (دى جى) خارج نطاق الكنيسة وفى مناسبة سارة، وهى غرامة لم نراها ولم نسمع بها ولم نشهدها من قبل فى كنائسنا المصرية، ولذلك فإن التحليل المنطقى لذلك يحمل إحتمالين؛ الأول يتعلق بالأزمة الاقتصادية التى طالت الجميع منذ فترة، مما دعا رعاة هذه الكنيسة لإختراع هذه الغرامات كوسيلة لإنعاش خزينتها بمباركة الأسقف فى ذلك الوقت، والثانى هو المزايدة على السلفيين المنتشرين بقوة فى محافظة المنيا الموبؤة بجميع عناصر التشدد والتزمت، وربما ذكرتنى هذه الغرامة بإعلانات “الاعتذار عن زيارة القدس” والتى تم تفعيلها من خلال الصحافة الورقية فى عهد البابا شنودة الثالث، وكانت محاكاة مصرية لصكوك الغفران التى دشنتها الكنيسة الكاثوليكية فى القرن العاشر الميلادى، وكانت ترسخ لخلط الدين بالسياسة لأول مرة فى تاريخ الكنيسة المصرية.

أفهم أن تكون هذه العقوبة منطقية اذا ما تم ذلك فى إحدى القاعات الموجودة داخل حرم الكنيسة، فقد قام السيد المسيح نفسه بطرد الباعة والصيارفة من ساحة الهيكل، وهو يعلن “بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص”..وهو ما أثار وقتها القيادات اليهودية ضده وبدأ التفكير جديًا فى التخلص منه، أما اليوم فإن توظيفها أبعد ما يكون عن ذلك، ولعل مثل هذه العقوبات والغرامات تزيد النقمة والغضب لدى الأجيال الجديدة من الشباب، فهى قرارات ترسخ العند والتحايل ولا تدعم الأخلاق والورع!

اقرأ ايضا للكاتب

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»: رغيف كبير و ;نص !

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع»..الكتب المدرسية ومطابع المؤسسات الصحفية القومية!

جورج أنسى يكتب لـ«الموقع».. خطة كيوبيد  للمقبلين على الزواج!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى