منذ أن انتهت مباراة الهلال السودانى وصن داونز الجنوب أفريقي بالتعادل الإيجابي ١ / ١ فى اللقاء الذى جمع الفريقين فى الجولة الخامسة من دورى المجموعات لبطولة دورى أبطال افريقيا وتجدد أمل النادى الأهلى فى الصعود لدور الثمانية على اعتبار أن اللقاء الأخير سيجمع أبناء وادى النيل على ملعب القاهرة الدولى، وجمهور الشياطين الحمر يستعد جديًا لـ يصل(موقعة) الهلال، بشحن يغلب عليه العصبية والحدة والتحفز الشديد للثأر من الهلاليين!.
ربما كانت الأمور ستسير بطريقة عادية وفى إطار المنافسة الرياضية كما هو حال فى جميع لقاءات الأندية والمنتخبات المصرية بنظيرتها السودانية ، لكن ما حدث مع الأهلى من تجاوزات فى ملعب “الجوهرة الزرقاء” بأم درمان ،قبل شهر، ترك أثرًا سيئًا فى نفوس عشاق القلعة الحمراء وهو ما استدعى أيضًا عقوبات مغلظة على الهلال من جانب الاتحاد الافريقى للعبة -كاف-وجعل مباراة العودة بالقاهرة- بعد اسبوعين- أشبه بمعركة حامية الوطيس!.
ورغم أن ظروف هذه المباراة تستدعى مساندة الدولة للأهلى -ممثل مصر الوحيد فى هذه البطولة- والسماح بأكبر عدد ممكن من الجماهير لملء جنبات ستاد القاهرة الدولى -الذى يسع لحوالى ٧٥ الف شخص- لمؤازرة الفريق، الا أن حالة الشحن الغير طبيعية بين جماهير الأهلى على صفحات (فيس بوك) والاستعدادات التى يقودها شباب المشجعين لتحفيز الجماهير التى تنوى حضور المباراة، جعلت هذه المباراة ليست مجرد مباراة فى كرة القدم ولكنها مواجهة لرد الاعتبار والكرامة وتلقين الهلال درسًا لن ينساه!.
لدى قناعة بضرورة استخدام سلاح “الحرب النفسية” فى منافسات كرة القدم، والجمهور يشكل عنصرًا ضاغطًا على الخصم بل وقد يساهم فى تغيير نتيجة أى مباراة والأمثلة كثيرة من جميع أنحاء العالم، لكن فى النهاية لابد من التذكير بأنها
مجرد مباراة فى كرة القدم، ولا ينبغى أن تترك تداعياتها أية رواسب فى نفوس الشعوب مهما كانت أهمية المباراة، ولنا فى الماضى القريب العبرة والدرس المفيد.
