قرار تأجيل مهرجان الجونة السينمائى الدولى فى دورته السادسة والمزمع عقدها فى أكتوبر المقبل، إلى العام الجديد – ومن ثم الاتجاه إلى إلغائه – يؤكد أننا نسير بسرعة الصاروخ نحو السقوط السريع وتدمير واحد من أهم أنواع المنتج السياحى الذى نتميز به فى منطقة الشرق الأوسط.
فعلى مدى الدورات الماضية ، تعرض”الجونة السينمائى” لهجوم شديد وأحيانًا غير مبرر ، وكان الهجوم الأكبر من نصيب ضيوف المهرجان من الفنانات بسبب الأزياء وهو أمر طبيعى جدًا فى كل مهرجانات السينما فى العالم أن ترتدى الفنانات أحدث خطوط الموضة خاصة فى حفلى الافتتاح والختام؛ حيث يطالب المهاجمون بأزياء” “وقورة” كما لو كان مهرجانًا لوسائل إنتاج الطاقة النظيفة!.
الأعجب أنه بدلًا من تركيز النقد السلبى على الأمور الفنية والترتيبات اللوجستية وغيرها من الأمور التى تعيب أى تظاهرة فنية أو ثقافية، فإن جهد المعارضون للمهرجان انصب حول ضرورة إلغاء المهرجان وإيقاف ترخيصه، وهو ما يعنى خسارة كبيرة على أكثر من مستوى.
كنا – ولانزال-من المحظوظين فى العالم بوجود تنوع فى المنتج السياحى المصرى ما بين ثقافية، تاريخية، دينية، علاجية، سفارى ..الخ، وأخيرًا سياحة المهرجانات والمؤتمرات والتى تحقق مردودًا جيدًا إذا أحسن استثمارها، ويكفى أن أشير هنا لمدينة ورزازات -وهي مدينة سياحية مغربية- تخصصت فى إتاحة تصوير الأفلام العالمية على أرضها مستغلة صعوبة الإجراءات والموافقات فى مصر – هوليوود الشرق سابقًا- لتجنى من ورائها المغرب ملايين من العملة الصعبة بالإضافة إلى توفير فرص عمل كثيرة طوال العام، وها نحن- بأيدينا- نمنح فرصًا ذهبية لدول عديدة فى المنطقة للانطلاق، ثم نعود للبكاء والشكوى وصب اللعنات على العيشة واللى عايشينها.
