أراء ومقالاتالموقع

جمال قرين يكتب لـ«لموقع» التعليم في خطر

استفزني خبر وفاة الطفلة بسملة 9 سنوات بالصف الرابع الابتدائي – مدرسة طرانيس العرب – السنبلاوين بالدقهلية ‘ قصة الشهيدة بسملة بدأت في اليوم الثالث من بدء الدراسة ‘حينما قام مدرس اللغة العربية القاتل سمير ع .ب بإخراج بسملة عند السبورة واختبارها في بعض قواعد الإملاء بطريقة تعجيزية كعادة بعض المدرسين في بداية العام الدراسي لابتزاز الأطفال وأولياء أمورهم بهدف إعطائهم دروسا خصوصية ‘ حظ بسملة العاثر أنها راحت ضحية هذا المدرس الأحمق رغم عمره المديد 50 سنة فانهال على الطفلة البريئة بالضرب المبرح على جسدها ورأسها ‘الأمر الذي أحدث لها نزيفا حاد بالمخ ‘ وتم إسعافها ومحاولة إنقاذها والذهاب بها لمستشفى الطوارئ بالمنصورة تحت العناية المركزة ‘ لكن القدر لم يمهلها ففارقت الحياة أمس *تم القبض على المدرس القاتل الذي من المفترض أن يكون مربيا وأبا فاضلا لكل التلاميذ ..

*ثمة تساؤلات حول مقتل بسملة وأجزم أنها تدور الآن في أذهان معظم المصريين خاصة المهتمين بالشأن العام وفي القلب منه التعليم الذي يذهب إليه كل طلعة شمس 25 مليون طالب وطالبة في مراحل عمرية مختلفة ‘ من هذه التساؤلات المهمة لماذا تكثر الحوادث في المدارس الحكومية مع بداية كل عام دراسي والتي تفضي إلى الموت المروع بينما لا يحدث هذا في المدارس الخاصة ‘ دولية أو لغات أو تجريبيات ….الخ والإجابة لأنه ببساطة هذه المدارس يوجد فيها انضباط ومتابعة دقيقة بمعنى الكلمة مش تهريج وكوسة ومحسوبيات وفيها المدرس متراقب في كل تحركاته وسكناته يشبه إلى حد كبير لاعب كرة القدم المحترف في نادي عريق ‘ ومن يخطئ يتم عقابه وفصله من المدرسة ‘أما ما يحدث في المدارس الحكومية فهو : سمك ‘ لبن ‘ تمر هندي ‘ وسياسة كله تمام يا فندم بالإضافة لغياب الرقابة والمتابعة وإن كانت موجودة فهي شكلية فقط .. *والسؤال الذي يشغل بالي وبال الكثيرين ‘ إلى متى يظل التعليم قبل الجامعي بهذه الصورة المتخلفة رغم الجهود التي تبذلها الدولة للنهوض به ‘ والمليارات التي تنفق كل عام في هذا الشأن ‘ أتمنى أن أرى تعليم بلادي الحكومي أفضل تعليم في مصر مثلما يحدث في جنوب كوريا وفنلندا وماليزيا وسنغافورة والهند وغيرها من الدول التي كانت يوما ما في نفس مستوانا الاجتماعي والاقتصادي ولكنها اليوم في حتة تانية واستولى أن أقترح على حضراتكم بعضا من بنات أفكاري لعلها تساهم في إنقاذ التعليم من هذا المستنقع ..

*أولا لابد من التوسع في بناء آلاف الفصول المدرسية بصفة مستمرة وضرورة توفير التمويل اللازم لهذا الأمر لتخفيف الكثافة حتى تصل إلى 30 طالبا’ لأنه لا تعليم ولا تحصيل ولا فائدة مرجوة من التعليم ما دامت الفصول المدرسية لا يزال محشورا فيها أ 100 تلميذ وتلميذة أو أكثر ..

ثانيا وهو الأهم الكشف على جميع المدرسين الذين يزاولون مهنة التدريس بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية والتأكد من سلامتهم العقلية والنفسية ومن يثبت عليه شيء يتم استبعاده فورا من التدريس ونقله لوظيفة إدارية ‘ فتح المجال أمام الحاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه للعمل في مجال التدريس خاصة بالمرحلة الابتدائية ‘ والاهتمام بحصص الفنون مثل: المسرح والتمثيل والموسيقى واكتشاف ذوي المواهب في هذا الشأن بالإضافة طبعا للاهتمام بالرياضة بمجالاتها المتعددة وتوفير ملاعب لممارسة هذه الألعاب حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بمراكز الشباب في القرى والمدن لأن المدارس أصبحت اليوم بلا ملاعب في معظمها بعد البناء عليها ‘ *تحسين أوضاع المعلمين المادية الصعبة بحيث لا يقل راتب المعلم في بداية تعيينه عن 5 آلاف جنيه وبعد كده إذا قام المدرس بإعطاء دروس خصوصية نقطع رقبته ..

اختيار مدراء المدارس ووكلائهم بعناية والتخلص من الفاسدين ‘ وأنا مع فكرة تدوير القيادات مثل وكلاء الوزارات ومديري المديريات والإدارات لأن بقاءهم فترة طويلة في أماكنهم خطأ كبير ويكرس لوجود مراكز قوى وهذا يؤدي إلى مزيد من الفساد والرشوة ولا يصب في صالح العملية التعليمية ‘ ناهيك عن تنقية المناهج من الحشو الممل والموضوعات التي ليس لها صلة بأرض الواقع ولا تخدم المجتمع في شيء ‘ محتاجين نركز على بعض المواد الأساسية التي لا يستغنى عنها الطالب في المراحل الثلاث : الابتدائية ‘ الإعدادية ‘ الثانوية وهذه المواد هي :

اللغة العربية ‘ اللغة الإنجليزية ‘ الرياضيات ‘ العلوم ‘ أما بقية المواد الأخرى مثل الدراسات الاجتماعية والتاريخ والفلسفة والمنطق والاجتماع وخلافه فيتم تكليف الطلاب بعمل أبحاث فقط فيها كما تفعل فنلندا رائدة التعليم في العالم ‘ وأن يختار الطالب معلمه خاصة في المرحلة الابتدائية لأن الطفل يرتبط نفسيا بمعلمه وأقسم بالله كل ده موجود في تجارب الدول المتقدمة’ فقط محتاجين إرادة وتصميم وقيادات أدمغتها متسنفرة ولديها الاستعداد لتنفيذ هذه الأفكار الجديدة والواعدة وليس قيادات تعمل بشكل روتيني وتوقع على البوستة كل يوم وتجلس في مكاتب فخيمة ومكيفة وتأكل كافيار في المساء لأجل أن ننهض ببلدنا ‘ لأنه من غير تعليم منضبط وفق رؤية مستقبلية هدفها التنمية المستدامة لن نتقدم خطوة للأمام ..

*بالأمس اتصل بي أحد أصدقائي وكان منفعلا جدا ابنه في مدرسة الفيصلية الإعدادية بإدارة الهرم جيزة بالصف الأول تقريبا فصل 1/10 يشتكي لي أن مدرس اللغة العربية بيشتم طلاب الفصل بأقذر وأحط الألفاظ التي تنال من شرف أمهاتهم والتي يعاقب عليها القانون فهل هذا معقول؟!

* كلمة أخيرة لا زلت أكرر أن التعليم في خطر وأن حادثة وفاة الطفلة بسملة لن تكون الأخيرة !

اقرأ ايضا للكاتب

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» : خطبة الجمعة تحتاج لوقفة

جمال قرين يكتب لـ«لموقع» نظرة لـ«أصحاب المعاشات» والتموين يا حكومة !

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» : شيطنة الثانوية العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى