أراء ومقالاتالموقع

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» مسلم ومسيحى إيد واحدة

ثمة حوادث فردية متفرقة عادة مايكون وراءها نفر ممن يجهلون حقيقة الإسلام وجوهره السمح و لايفهمون الدين فهما صحيحا ‘ مكتفين بظواهر الٱيات القرٱنية الكريمة يفسرونها على حسب أهوائهم وأمزجتهم الخربة وهنا تحدث الكارثة وينفرط عقد الأوطان ‘ متناسين قول الله تعالى فى القرٱن العظيم : “لتجدن أشد الناس عداوة للذين ٱمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين ٱمنوا الذين قالو إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون ”

( 82المائدة)

و أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الصدد كثيرة نذكر منها قوله عليه الصلاة والسلام :
” إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بالأقباط خيرا لأن فيها رحما ودما ” وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام :
“من ٱذى ذميا فقد ٱذانى ومن ٱذانى فقد أذى الله ”

*إن علاقة المسلمين بالمسيحيين أزلية وتضرب بجذورها فى أعماق التاريخ’ اختلطت دماؤهم بدمائنا فى الثورات والأحداث الكبرى مثل ثورة 1919وكانت أسرة مكرم عبيد من الأسر الوطنية التى كان لها باع طويل فى النضال الوطنى وفى حرب أكتوبر 1973كان اللواء فؤاد عزيز غالى قائدا للجيش الثانى الميدانى وأبلى فى الحرب بلاء حسنا وكتب الله له الشهادة دفاعا عن مصر الحبيبة التى تجمع بين عنصرى الأمة مسلمين ومسيحيين .

*وفى ثورة 30يونية التى أطاحت بحكم الإخوان شاهدنا المصريين يرفعون جنبا الى جنب صور الهلال مع الصليب ومن قبلها فى أحداث 25يناير 2011 كان الإخوة المسيحيون يحرسون إخوتهم المسلمين فى ميدان التحرير حتى ينتهوا من أداء الصلاة خوفا عليهم من أنصار مبارك ..

*والبابا شنودة نفسه قدس الله روحه كانت له مواقف وطنية عظيمة أثناء حرق الكنائس بعد ثورة 30يونيو من قبل المتطرفين المسلمين وكانت مقولته الشهيرة “فلتحرق الكنائس وتبقى مصر”

*إذن من يحاول إفساد العلاقة الأبدية بين المسلمين والمسيحيين واهم وغبى وتحركه جهات داخلية وخارجية خبيثة هدفها زعزعة استقرار الوطن و إن شاء الله كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل وعلى الجماعات التى تمارس البلطجة والارهاب باسم الدين الإسلامى الحنيف أن تفهم أنه لن يسمح أبدا باللعب بالنار فى هذه المنطقة الخطرة والضامنة لبقاء مصر صلبة قوية ‘ وأن الأجهزة الأمنية قادرة وبعون الله على القضاء على أى محاولات يائسة قد تحدث من حين لٱخر ولجم هؤلاء الأوغاد الذين يكرهون الوطن ويريدون تمزيقه حتى يرقصوا على أشلائه

*وأنصح أهالينا شبابا وشيوخا ‘ رجالا ونساء ألا ينساقوا وراء الشائعات والمقولات التى لاأساس لها من الصحة والتى تسيء للإسلام ‘ ووجود كنيسة أوحتى مجمع كنائس هنا اوهناك لن ينتقص من الإسلام أو يخصم من رصيده لأن الله حفظه منذ أكثر من 1400سنة ” حيث قال :

“إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ” فلا تشغلوا أنفسكم أيها المسلمون الموحدون بقضية قد حسمها رب العباد وهو وحده من سيحاسب الناس على اختلاف عقائدهم وسلوكياتهم يوم القيامة ..

*وبهذه المناسبة أذكر المسلمين فى القرى والمدن والنجوع سواء فى الصعيد أوالدلتا أن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب
( رضى الله عنه وأرضاه) حينما زار بيت المقدس أثناء جولة تفقدية لمتابعة شئون الرعية فى بلاد الشام ( فلسطين حاليا ) وحان وقت صلاة الظهر تقريبا رفض أن يصلى داخل بيت المقدس رغم إلحاح القساوسة عليه بأن يصلى داخله وقد خصصوا له مكانا للصلاة لكنه رفض وصلى على سلالم مدخل بيت المقدس وحينما سئل لم فعلت هذا ياأمير المؤمنين قال :
خوفا أن يأتى المسلمون من بعدى فيحتلون بيت المقدس ويحولونه إلى مسجد تقام فيه الصلاة ..

*الرسالة الأخيرة أوجهها لأهالينا فى مسقط رأسى بقرية الحلة الطيبة وكذلك لأبناء القرى المجاورة ‘ إياكم أن تنفخوا فى النار كما يفعل الإخوان فى كل العصور من محاولات إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين شركائنا فى الوطن وذلك لأهداف خبيثة وتصفية حسابات غبية مع الأجهزة الأمنية المنوطة بالحفاظ على أمن واستقرار الوطن لأن الإخوان طول عمرهم ومن 1928 بداية ظهور الجماعة فى مدينة الإسماعيلية على يد حسن البنا لايعنيهم أويهمهم من قريب او بعيد مصر كما ذكر مرشدهم مهدى عاكف حين قال بلاخجل : “طظ فى مصر ”

*إذن الوطن فى عقيدة هؤلاء ليس مصر كما تعرفونه ولكن قد يكون بلد ٱخر فى العالم ‘ ماليزيا ‘ أندونسيا ‘ أفغانستان مثلا باعتبار أن الجماعة تهدف للوصول إلى الحكم وإقامة الخلافة الإسلامية من المحيط الى الخليج وهذا حلمهم منذ نشأة الجماعة ..

* يقينى أن قرية الحلة الإسناوية الأقصرية ٱمنة مستقرة بأهلها الطيبين وشبابها الواعد المتدين بغير عصبية أو تطرف وأن ماحدث مؤخرا ليس من طبع أهلها ولامن تقاليدهم التى توارثوها عن ٱبائهم وأجدادهم وإنما دخلت القرية أثناء الأحداث عناصر غريبة وخبيثة واأستبعد بأى حال من الأحوال أن يكون شباب جماعة الإخوان من بين هؤلاء والأجهزة الأمنية قادرة على جمع معلومات تصب فى هذا الشأن لأن القادمين من القرى المجاورة كانوا ملثمين وهم من قاموا بالاعتداء على رجال الأمن وحرق الدراجات النارية التابعة لرجال الشرطة كما أخبرنى بعض المواطنين من أبناء القرية ..

* ستظل ثورة 30يونيو خالدة فى أذهان المصريين الوطنيين سواء المسلمين أو المسيحيين لأنها استردت الوطن من بين أنياب الإخوان بعد أن كاد يدخل فى أتون حرب أهلية طاحنة بين الجماعة وأنصارها من ناحية وبين أبناء الثورة من المصريين المسلمين والمسيحيين المتدينين فى غير تعصب أو تطرف .. والحمد لله نجحت 30يونيو فى التخلص من الإخوان الذين الذين يثبتون يوما بعض يوم أنهم ليسوا دعاة وليسوا سياسيين بفضل تماسك وصلابة الجبهة الداخلية بين عنصرى الأمة مسلمين وأقباطا وتأكيد مقولة مسلم ومسيحى إيد واحدة للأبد .

اقرأ ايضا للكاتب

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» قراءة لحادثة قتل طالبة المنصورة

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» عن الجنرال الصامت

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» عن «قارئ الملوك»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى