أراء ومقالاتالموقع

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» : شيطنة الثانوية العامة

كنت من هؤلاء الذين أعجبوا بفكر وعقلية د.طارق شوقي وزير التربية والتعليم في بداية تقلده هذا المنصب الرفيع ‘ والذي سبقه إليه قامات علمية وأدبية عظيمة أمثال د.طه حسين عميد الأدب العربي وأحد أبرز دعاة التنوير في مصر والعالم العربي ود. أحمد لطفي السيد من جهابذة العلم والأدب ‘ ورفاعة الطهطاوي الذي أحدث نهضة في التعليم ما زلنا نشيد بها ونتحسر عليها ‘ بدأ د. شوقي محاولات جادة للإصلاح لكنه بدأ من فوق بالثانوية العامة ولم يبدأ من تحت بالمرحلة الابتدائية ورياض الأطفال وأراد أن يجمع بين تطوير الثانوية من ناحية وبين تطوير المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال من ناحية أخرى وهذا خطأ كبير وقع فيه’ ومن ناحية أخرى استخدم لهذا التطوير أدوات لم تتوفر لها البنية التحتية حتى الطلاب والمدرسين لم يكونوا مهيئين ولم يتم تدريبهم وإعدادهم بشكل علمي لائق كما تفعل بلدان العالم المتقدمة وكان
” التابلت ” محور التطور المزعوم من وجهة نظر د.شوقي عبئا على الطلبة وأيضا المدرسين ‘ ناهيك عن تكلفته الباهظة على خزينة الدولة وهي بالمليارات والمحصلة أننا لم نستطع حتى كتابة هذه السطور لا تطوير الثانوية العامة بل شيطنتها ولا التعليم الابتدائي وأظن شكاوى التلاميذ من منهج الصف الرابع خير دليل والسبب يا سادة أننا أردنا أن نحدث التطوير مرة واحدة وليس بالتدرج وهذه سياسة أثبتت فشلها وتعثر بذلك التطوير المنشود الذي رصدت له الدولة المصرية مليارات الجنيهات من أجل النهوض به والارتقاء بعقول أبنائها ‘ والمحصلة صفر فلا الطالب أصبح راضيا عن التعليم الذي يقدم له ولا المجتمع ‘ خاصة فيما يتعلق بالثانوية العامة التي صارت كابوسا مخيفا يكتوي بنارها المصريون ينفقون كل ما لديهم من أموال على الدروس الخصوصية التي بالغ المدرسون بلا رحمة في أسعارها فتجد مثلا الحصة تتراوح ما بين 100 جنيه إلى 200 علاوة على الكتب التي يبيعونها للطلبة من متعاطي الدروس الخصوصية حتى وصل ثمن الكتاب للمادة الواحدة 250 جنيها وهؤلاء يعملون تحت سمع وبصر الدولة بلا أدنى رقابة ‘ وأنا هنا لا ألوم هؤلاء ولكن اللوم والمسؤولية تتحملها الوزارة التي لم تقدم تعليما جيدا لا يعتمد على الدروس الخصوصية بالإضافة أنها تركت المعلم ولم تهتم به لا ماديا ولا اجتماعيا وفي المقابل تطلب منه أن يكون ملكا من الملائكة لا يخطئ ‘ سبق وأن وعد وزير والتعليم المصريين في بداية توليه المنصب أنه سيقضي تماما على آفة الدورس الخصوصية بالتعليم المتطور الذي سيقدمه والذي لم يحدث حتى الآن وقد مضى أكثر من 5 أعوام على تولى الرجل مقاليد الوزارة..لذلك أقترح على فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو الداعم الأول لفكرة تطوير التعليم اختيار 30 من الشخصيات والقامات العلمية والتربوية وتعطى لهم الصلاحيات الكافية لوضع رؤية حقيقية للنهوض بالتعليم قبل الجامعي بدلا من حالة الضبابية التي تخيم على أجواء التعليم خاصة منظومة الثانوية العامة حتى تتبوأ مصر المكانة اللائقة بها لأنه بدون تعليم متميز لن يحدث التقدم أبدا .

اقرأ ايضا للكاتب

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» أشلاء على طريق الصعيد

جمال قرين يكتب ل«الموقع» روشتة لكل الناس

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» عن «الصوت الملائكى»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى