أراء ومقالاتالموقع

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» أشلاء على طريق الصعيد

ثمة تساؤلات كثيرة تحمل مرارة وألما يرددها أهالينا الصعايدة الذين يستخدمون “طريق الموت” المعروف بالصحراوي الشرقي والذي يبدأ من بوابة حلوان بالقاهرة وينتهي عند مدخل الأقصر ‘ لماذا لم يتم تطوير هذا الطريق حتى اليوم أسوة بالطرق الأخرى التي تم تحديثها وتطويرها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي وطرق أخرى كثيرة ؟!

لكن يبدو أن هذا الطريق لا يهم الحكومة من قريب أو بعيد ‘ وبسبب هذا “التطنيش” للطريق لا يمر يوم أو اثنين إلا ونفاجأ بحادث مريع يقتل العشرات من أبناء مصر الأبرياء بسبب إما تصادم ” عربة نقل كبيرة بأتوبيس أو مكروباص لنقل الركاب أو ملاكي لأن الطريق ضيق جدا عبارة عن حارة واحدة ” رايح جاي”

وهذا قمة المأساة أن تترك الحكومة هذا الطريق الذي يمتد لأكثر من 700كم بهذا الشكل المريع وكأن الصعايدة من كوكب آخر أو من بلاد ” الواق واق”

* أخبرني بعض الأصدقاء من أهالينا بالجنوب والذين يستخدمون هذا الطريق كثيرا في سفرهم ذهابا وإيابا إلى القاهرة أنه حاليا تتم بعض عمليات التطوير بالطريق لكن على استحياء وببطء شديد جدا وللأسف دا بيحصل منذ سنوات ‘ وحتى لا نغفل هذا الجهد فإن المسافة من بوابة حلوان حتى المنيا يبدو الطريق فيها مزدوجا ‘ لكن المسافة من المنيا حتى الأقصر لا تزال حارة واحدة والعمل بها يجرى ببطء شديد ومنذ سنوات ..أصدقائي اقترحوا أنه إذا ما حدث وقام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة واحدة للوقوف على ما يحدث بالطريق يوميا سيتغير الحال بلا شك 180 درجة وسيصبح

“طريق الموت” وفي خلال شهور معدودة من أفضل الطرق في مصر على الإطلاق من حيث الجودة والسلامة والخدمات الأمنية والمرورية والصحية المفقودة’ فهل يفعلها السيد الرئيس كما تعودنا منه في مثل هذه الحوادث التي تذهب بعشرات الأرواح من أبناء الوطن ؟! أم أن الحال سيستمر حتى إشعار آخر وتجنى مصر المزيد من إزهاق الأرواح والضحايا !!

* والمثير للعجب والدهشة أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تشهد طفرة كبيرة في إنشاء الطرق الجديدة والجسور لأهميتها القصوى في جذب الاستثمارات وفتح آفاق واسعة للتنمية وتحقيق فرص عمل أمام الشباب لذلك أندهش من سقوط هذا الطريق من ذاكرة الحكومة وخارطة تحديث الطرق برغم حيويته كمنفذ للتجارة بين محافظات الصعيد المختلفة ‘ علاوة على كونه شريانا حيويا يربط بين هذه المحافظات وأيضا القاهرة العاصمة والدلتا من ناحية أخرى ‘ كما يوجد على جانبي الطريق مساحات واسعة من الأرض الممهدة التي يمكن استغلالها كمدن عمرانية وصناعية وزراعية تخدم أهالينا في الصعيد للخروج من الوادي الضيق الذي يعيش عليه معظم أبناء الصعيد ‘ وهذا ما يطلق عليه الظهير الصحراوي والمتنفس المهم لهذه المحافظات ..كما يمكن استغلاله أيضا في إنشاء العديد من المطارات المدنية التي تخدم هذه المحافظات وتخدم أيضا المستثمرين هناك ‘ بالإضافة لإنشاء سكة حديد لنقل البضائع بين المحافظات وأيضا إلى القاهرة والدلتا .

* يقيني أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي قادرة وبعون الله على اقتحام الطريق الصحراوي الشرقي وتطويره ومده إلى أسوان حتى يمكن الاستفادة من خلاله في تحقيق أهداف كثيرة منها المحافظة على أرواح المواطنين وهذا هو الأهم ‘ وخلق فرص عمل لشباب الصعيد من خلال استثمار الطريق والأراضي الواسعة المحيطة به وتحويلها كما قلت إلى مجتمعات عمرانية وصناعية وزراعية جديدة تساهم في القضاء على البطالة والفقر المنتشر بمعظم محافظات الصعيد

والتي تمثل أكثر من ثلث سكان مصر 35٪ تقريبا وهذا رقم ليس بالهين ويستحق أن تبذل الحكومة الكثير من أجل إسعاده وحل مشاكله المزمنة ‘ يذكر أن الجنوب كان قد أهمل كثيرا في ظل الحكومات السابقة حتى إنه صار منفى لبعض القيادات المغضوب عليها لذلك انصرفت تلك الحكومات عن خدمته وأهملته طويلا حتى جاء الرئيس السيسي وغير هذه المفاهيم الخاطئة لتحقيق العدالة بين الجميع ‘ وقد رأينا ذلك واضحا في تنفيذ المشروع العملاق

“حياة كريمة” الذي شمل كل محافظات الجمهورية خاصة الأشد فقرا بهدف تحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة لكل المصريين بداية من توفير كوب مياه نظيفة وإنشاء صرف صحي وإدخال الغاز وإنشاء الطرق والمجمعات الخدمية والصحية والزراعية وغيرها من الإنجازات الأخرى ..

*لذلك لن تكتمل فرحة أهالينا في الجنوب إلا بعد تطويرالصحراوى الشرقي أسوة بالطرق العديدة الأخرى التي تم إنشاؤها والأخرى التي تم تحديثها أيضا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وحتى تختفي للأبد صور الموت والدماء من فوق الطريق المشؤوم .

اقرأ ايضا للكاتب : 

جمال قرين يكتب ل«الموقع» روشتة لكل الناس

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» عن «الصوت الملائكى»

جمال قرين يكتب لـ«الموقع» مسلم ومسيحى إيد واحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى