الموقعخارجي

“توتو” قس جنوب إفريقيا المدافع عن فلسطين.. كيف كان سيتسبب في إفلاس 3 بنوك إسرائيلية؟

كتب- أحمد إسماعيل علي: لم يكن يخشى التعبير عن مشاعره أمام الملأ في شتى المناسبات، ومنها ما علق في الذاكرة من ضحكه ورقصه في حفل افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أُقيمت في جنوب إفريقيا في 2010. كما كان مناصرًا حادًا لحقوق الشعب الفلسطيني.

هو الأسقف ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي ساعد في إنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتأكد خبر وفاته مساء أمس، في بيان صادر عن الرئيس سيريل رامافوزا، عن 90 عامًا.

وقال رامافوزا إن وفاة توتو تعتبر بمثابة “فصل آخر من الفجيعة في وداع أمتنا لجيل من الجنوب إفريقيين المتميزين الذين ورّثونا جنوب إفريقيا محررة”.

وكان الأسقف، الذي عاصر نيلسون مانديلا رمز الكفاح ضد نظام الفصل العنصري، ضمن القوى وراء الحركة التي سعت لإنهاء سياسة الفصل العنصري والتمييز التي فرضتها حكومة الأقلية البيضاء على الأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا من عام 1948وحتى 1991.

وقد مُنح جائزة نوبل في عام 1984 عن دوره في الكفاح من أجل إلغاء نظام الفصل العنصري.

وجاءت وفاة توتو بعد أسابيع فقط من وفاة آخر رئيس لجنوب إفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري، أف دبليو دي كليرك، الذي توفي عن عمر ناهز 85 عامًا.

وقال الرئيس رامافوزا، إن توتو كان “زعيماً روحياً مبدعاً، وناشطاً ضد نظام الفصل العنصري ومدافعاً عالمياً عن حقوق الإنسان”.

ووصفه بأنه “وطني لا نظير له وقائد صاحب مبدأ وبراغماتية أعطى معنى للتصور الإنجيلي بأن الإيمان بدون عمل هو إيمان ميت”.

وأضاف قائلاً إنه كان “رجلاً تميز بذكاء استثنائي واستقامة وقوة في مواجهة قوى الفصل العنصري، كما أنه كان لينا وعطوفاً في مشاعره تجاه أولئك الذين عانوا من الاضطهاد والظلم والعنف في ظل نظام الفصل العنصري، وتجاه المضطهدين والمسحوقين حول العالم”.

ومن المؤسسات والشخصيات التي نعت الأسقف الراحل، مؤسسة نيلسون مانديلا التي قالت إن “مساهمات توتو في النضال ضد الظلم، على المستويين المحلي والدولي، لا يضاهيها إلا عمق تفكيره بشأن إرساء مستقبل تحرري للمجتمعات الإنسانية”.

وبعد أن أصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في 1994، عين توتو رئيسًا للجنة الحقيقة والمصالحة التي شُكلت للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها البيض والسود خلال فترة الفصل العنصري.  وأعرب في سنوات حياته الأخيرة عن أسفه لأن الأمة لم تندمج بالطريقة التي حلم بها.

وفيما يلي نبذة عن أبرز مواقفه 

عام 2002: شبه توتو سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين بسياسة التمييز العنصري التي كانت تنتهجها حكومة بريتوريا ضد السود في جنوب إفريقيا، وهو يرى أن العنف الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يولد إلا المزيد من الكراهية والعنف المتبادل.

ـ 16 فبراير 2004: دعا توتو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش أن يعتذرا عن شنهما حربا غير أخلاقية في العراق.

ـ 28 يونيو 2007: خلال مؤتمر في لندن بمناسبة تدشين مؤسسته في المملكة المتحدة، تساءل توتو عن استخدام ما يسمى “الإرهاب الإسلامي” في وقت لم يذكر فيه قط تعبير “الإرهاب المسيحي”، مشيرًا إلى أن ذلك يعني ضمنا أن الإسلام يدعو إلى العنف لكن أحدًا لم يتحدث قط عما حدث في أيرلندا الشمالية على أنه “إرهاب مسيحي”.

ـ يوليو 2014: أعلن دعمه لمبدأ المساعدة على الانتحار، قائلا إنه “لا ينبغي المحافظة على الحياة بأي ثمن”، وقال -في رأي خالف كثيرا من الزعماء الكنسيين- “إن للبشر الحق في اختيار الموت”.

ـ 27 أغسطس 2014: دعا توتو صندوق “إيه بي بي” (ABP) الهولندي -وهو ثالث أكبر صناديق معاشات التقاعد بالعالم- إلى توجيه ضربة قوية وغير عنيفة من أجل سلام الشرق الأوسط بتصفية استثماراته في 3 بنوك إسرائيلية. ويضم الصندوق نحو 3 ملايين عضو بهولندا، وبلغت استثماراته 309 مليارات يورو (408 مليارات دولار) حول العالم نهاية 2013، من بينها حيازات قيمتها الإجمالية نحو 51 مليون يورو (67 مليون دولار) في البنوك الإسرائيلية الثلاثة (هابوعليم ولئومي ومزراحي تفحوت). لكن رفض صندوق إيه.بي.بي الهولندي، تلك المطالبة.

ـ 1 يناير 2021: كتب مقالا في صحيفة “جارديان” (Guardian) البريطانية دعا فيه إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى التوقف عن التستر على سلاح إسرائيل النووي، والتوقف عن ضخ الأموال الضخمة إليها.

ـ توتو قال إنه يجب وقف التستر جنبٍا إلى جنب وقف منح المبالغ الضخمة لمساعدة دولة ذات سياسات قمعية تجاه الفلسطينيين فـ”يجب أن تنتهي هذه المهزلة”، ويجب على حكومة الولايات المتحدة الالتزام بقوانينها وقطع التمويل عن إسرائيل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى