اقتصادالموقع

تقديم المشورة للحموات.. كيف تواجه الدولة المصرية قضية الزيادة السكانية؟.. (ملف الموقع)

تناولت عدة جلسات في منتدى شباب العالم الحديث عن تنمية الإنسان، باعتباره الركيزة الأساسية في تقدم الشعوب، والعقل المفكر في إحداث التغيير، لذا نور الرئيس والوزراء إلى أهمية تحديد النسل، نظرا لأن الزيادة السكانية الخالية لا تتناسب مع موارد الدولة المتاحة، ما يتسبب في تقديم خدمات قد يصفها البعض بالسيئة.

لذا فقد أكد الرئيس على أن البلاد تحتاج لميزانية قد تصل إلى تريليون دولار لتقديم خدمات صحية وتعليمية جيدة لكل أبناء الدولة، مشيرا إلى أنه تم اتخاذ خطوات لحل أزمة الانفجار السكاني، ويرصد “الموقع” خطوات الدولة لحل تلك تلك المعضلة.

تقديم خدمات تنظيم الأسرة لمليون سيدة في عام 2021

بحسب وزارة الصحة والسكان، فإنه تم تقديم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، لمليون و483 ألف و211 منتفعة في عام 2021، من خلال الوحدات الصحية، والحملات التنشيطية وقوافل الصحة الإنجابية، بجميع محافظات الجمهورية

كما أشارت في بيان صدر عنها أن قوافل الصحة الإنجابية الخدمية والتوعوية يتم تنفيذها لتحقيق نسب تغطية عالية في الوصول لجميع المنتفعات بكافة المناطق على مستوى الجمهورية، حيث تم تقديم الخدمة لـ 338 ألف و396 منتفعة من خلال 1530 قافلة صحة إنجابية، ولـ 901 ألف و537 منتفعة من خلال 3 حملات تنشيطية وتوعوية لتقديم خدمات تنظيم الأسرة.

كما تم تقديم الخدمة لـ 243 ألف و278 منتفعة، منهم 80 ألف و732 منتفعة جديدة، من خلال نظام الطبيبة الزائرة، حيث يتم الاستعانة باستشاريات نساء وتوليد، للعمل بعض الوقت بوحدات الرعاية الصحية الأولية.

كما تم تدريب حوالي 8 آلاف من الفرق الطبية بالمديريات والإدارات الصحية لتقديم خدمات تنظيم الأسرة، وفقا لأحدث معايير منظمة الصحة العالمية من خلال برامج، كما تم تدريب 1488 طبيب أخصائي نساء وتوليد، و1096 ممرضة بأقسام النساء والتوليد، ضمن برنامج تقديم خدمات تنظيم الأسرة بعد الولادة وحدوث الإجهاض أثناء الولادة القيصرية.

الفرق بين تحديد النسل وتنظيمه

يتم حل الأزمة السكانية عن طريق تحديد النسل، والذي يختلف عن تنظيم النسل ويعتبره البعض من رجال الدين “حرام”، فحديد النسل يعرف على أنه الاقتصار على عدد معينٍ من الأولاد، يُقصد به تأخير الفترة البينية لكل حمل وآخر؛ حتى تستعيد فيها المرأة حيويتها ونشاطها، ثم تعود إلى الحمل، ويستخدم غالباً لأسباب صحية.

يعتبر رجال الدين تحديد النسل بعدد معين من الأطفال ضد إرادة الله ووصايا القرأن التي أكدت على أن “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”، وباعتبارهم مؤثرين في المجتمع ساد ذلك الاعتقاد لفترة طويلة بين الأمهات والأباء ورفعوا شعار “العيل بيجي برزقه”، ما تسبب في تدهور موارد البلاد واستنزافها بسبب الضغط السكاني.

زيادة لا تتوافق موارد الدولة

قال الخبير الاقتصادي، للدكتور وائل النحاس، إن مصر دولة محدودة الموارد، لكن يجب علينا أن نستثمر الموارد البشرية بها للخروج من أزمة الانفجار السكاني التي أرقت الدولة على مرور سنوات طويلة، بسبب ارتفاع أعداد السكان بشكل كبير بما لا يتناسب مع القوى الاقتصادية للبلاد.

وأضاف الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ”الموقع” إلى أن مصر لديها عجز بالموازنة ونقص في الخدمات بسبب أزمة الانفجار السكاني والزيادة السكانية الكبيرة الموجودة، لذا نواجه أيضا مشكلة في الدعم نظرا لأن الموارد محدودة مقابل أعداد كبيرة.

وأشار إلى أن الزيادة السكانية في مصر مضطردة وغير متوقع، مؤكدا أنها أزمة منذ سنوات تواجهها الدولة المصرية، خاصة في الريف أو الصعيد، حيث يعتمد أهالي تلك المناطق على الزراعة لذا يعتمدون على أبناءهم في ذلك، واستمر النهج على ذلك طوال السنوات.

وأكد أن المشروعات المختلفة خاصة استصلاح الأراضي الزراعية وغيرها من المشروعات التنموية في الدولة تعمل على توفير فرص عمل للشباب، وتنمية الأسرة المصرية عن طريق توعية أفرادها والاستفادة منهم في كافة المجالات.

استراتيجية متكاملة

قالت الدكتورة عبلة الألفي، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الدولة تتحرك خلال الفترة الماضية في أكثر من اتجاه حيث تعمل على مشروع تنمية الأسرة المصرية، وتحديد النسل، عن طريق تمكين المرأة وتوعيتها بأهمية الفترة الأولى في حياة الطفل والتي تعرف باسم “الألف يوم الذهبية الأولى”.

وتابعت في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أنها سوف تقدم مشروع في جلسة النواب، عن تحديد النسل، والقضاء على المشاكل الصحية والاجتماعية التي تواجه المجتمع، والتي تؤدي إلى أعباء اقتصادية على الدولة، وتناقش فيه ما يتسبب فيه إهمال الأم بصحة أبنائها بسبب قدوم مولود جديد، ما يؤدي إلى انتشار أمراض السمنة والتقزم والأنيميا.

وأشارت إلى أن الخطوات التي تتخذها أجهزة الدولة تحولت من التركيز على تحديد النسل فقط إلى استراتيجية تمكين المرأة، وتعمليمها، كما ركزت على الاهتمام بالأسرة كمكون أساسي للمجتمع المصري.

ونوهت على أهمية دور رجال الدين في المجتمع القروي والصعيد، لما لهم من سطوة على أهالي القرى، وكلمة مسموعة ومصدقة بما يساهم في رفع توعية المجتمع لتحديد نسل الأسرة المصرية.

وتابعت “كما تتجه الدولة المصري، من خلال الإعلام المسموع والمرئي للتنبيه على ذلك، لا بد أن تتحرك مع الدولة في سياسة واحدة، وهي توعية المجتمع لتحديد والحد من عدد الأسرة”.

ونوهت إلى أهمية التعليم الجامعي “له دور هام جدًا في تنظيم الأسرة والحد من العدد السكاني، ولا بد أن يتم تقديم مواد دراسية لطلبة المدارس، توصل للطلبة ضرورة تحديد النسل، بالإضافة إلى دور وزارة التضامن، من خلال الجمعيات الأهلية، والمجتمع المدني، وتقوم الوزارة بدور هام جدًا حاليًا من خلال برامج وارشادات للحد من الزيادة السكانية”.

وطالبت بأن يكون عام 2022، وهو عام المجتمع المدني، عام القضية السكانية أيضا، حيث يتبنى القضية السكانية كمسؤولية اجتماعية، برفع وعي المواطن المصري، للحد من النسل، وأشارت بمجهودات وزارة التخطيط في ملف القضية السكانية.

الرجل هو حجر الأساس

ذكرت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب في حديثها أن الرجل هو الأهم في تلك العملية، لذا نعمل على عقد ندوات ولقاءات مع الرجال، بما يتوافق مع سياسة الدولة، لتغيير فكر الرجل الريفي أو الصعيد الذي ورثه عن أبائه بأن “العيال عزوة” و”زينة الحياة الدنيا”، وذلك بالتأكيد على صحة تلك القواعد في حالة التخطيط الجيد ليتمكن هو وزوجته من الاهتمام بالطفل في أول عدة سنوات له حتى لا يصاب بأي من الأمراض الشائعة.

وتركز برامج تقديم المشورة على والدة الزوج “الحماة” باعتبارها أحد أهم أضلاع مثلث تحديد النسل في الأسرة، فتستطيع أن تثني نجلها عن قراره وتحافظ على الأطفال عن طريق اعطائهم كافة حقوقهم من الاهتمام والرعاية.

فبحسب عدد من السيدات تحدث “الموقع” معهم فإن الرجل هو الذي يجبر زوجته في أغلب الحالات على أن تمنع وسائل منع الحمل وغيرها من طرق تح.يد النسل لأنه يرغب في تكوين أسرة كبيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى