الموقعتحقيقات وتقارير

تفاصيل 72 ساعة «تمرد» في حزب الوفد .. «الموقع» يكشف

كتبت _ فاطمة عاهد

72 ساعة كانت كفيلة بأن تحول الواقع الملموس الذي يحلق أصحابه عاليا وترتفع أقدامهم عن الأرض إلى سواد مدقع لا ترى فيه أصابعك، كانت تلك حالة الوفد خلال الثلاث أيام الماضية، بعدما ظن المسيطرين أن الوضع باق على ما هو عليه، متجاهلين لعبة السياسة ومخاطرها، تلك التي تستطيع رفعك عاليا إلى السماء، لتهوى بك سريعا إلى الأرض لتؤازرها الجاذبية في اصطادمك بواقع جديد مرير.

السبت الموافق 25 يونيو

استيقظ رئيس حزب الوفد على أخبار جعلته يتلفت طوال سيره داخل الحزب، بتعليق لافتات على جدرانه من قبل بعض الأعضاء تنذر بغضب عام داخل الصفوف التي ظن نفسه مسيطرا عليها، لينفرط العقد، ويتسبب رنين أصوات حباته في إظهار ما يدور في الحزب من مطالبات برحيله رفقة ياسر الهضيبي عضو الهيئة العليا وسليل مرشد الإخوان الراحل.

ارتفعت الهتافات والشعارات الرافضة لأخونة الوفد وللأموال القذرة على حسب تعبيرات الأعضاء، وطالت الكلمات جدرانه فعلقت اللافتات عليها، لكن ما إن علم “يمامة” بما حدث، على الفور حرر محضر ضد فؤاد بدراوي سكرتير عام الحزب، ويوسف عبد اللطيف، ومحمد الطناني وشحتة أبو تريكة وباهر السقعان أعضاء الحزب، بتهمة التحريض على التجمهر وتعليق لافتات مسيئة على جدران بيت الأمة.

كما شهد اليوم غضب أعضاء الهيئة الوفدية داخل المقر، فتعالت الأصوات متحدية قرارات رئيس الحزب، الذي نصب ياسر الهضيبي عضو الهيئة العليا رئيسا مكانه باتخاذ القرارات بدلا عنه، وفرض سيطرته على كافة الأمور، ومحاولة أخونة اللجان ورؤسائها مما قال الأعضاء في حديثهم لـ”الموقع“، والإطاحة بمن تم تعيينهم في سبيل تعيين آخرين يحسبون على الهضيبي.

وأعلن رئيس الحزب إلغاء اجتماع الهيئة العليا في منتصفه، وعاد إلى مكتبه، لكن بمجرد علمه بأن السكرتير العام قد ترأس الاجتماع عاد مهرولا إلى الاجتماع وسط هتافات الشباب ضده في مشهد وصفه الوفديون بأنه هزلي ويدل على تراجع شخصية رئيسه وأعضاؤه، وقدم حوالي 37 عضوا من الهيئة العليا استقالاتهم ما يعني أنها حلت نفسها، وبالتالي من المتوقع إجراء انتخابات خلال الـ60 يوما القادمة.

الأحد 26 يونيو

استمرارا لأثار المشادات والأزمات وامتدادا لها داخل الوفد، ما إن دلف رئيس الحزب إلى المقر، طلب من السكرتير العام رفقة فيصل الجمال أمين الصندوق الخروج من مكاتبهم، عقب حل الهيئة العليا، لكنهم رفضوا ذلك، بل ووصل الأمر إلى خروج قرار بمنع كل من محمد الطناني ويوسف عبد اللطيف من دخول الحزب، لاتهامهم بالتحريض على التجمهر دون العودة إلى لجنة النظام أو انتظار أي إجراءات قانونية تدين أي منهم.

ظلت محاولات الكر والفر داخل بيت الأمة مستمر، حتى ذهب الطناني إلى الحزب ولكنه منع من الدخول بقرار رئيسه الذي رفضه وأكد في حديثه لـ”الموقع” أنه غير لائحي ولا يجوز تطبيقه، ولا يعلم سبب منعه كما أنه لا توجد أي أدلة على الإدانة.

وأنشأ مجموعة من الوفديين ما أسموه بـ”تمرد” رغبة في سحب الثقة من “يمامة”، وبدأوا في تجميع توكيلات من الأعضاء على أن تصل إلى حوالي 500 توكيل من أعضاء الهيئة الوفدية، حتى يستطيعوا سحب الثقة من الرئيس الذي تم تجليسه منذ حوالي شهرين فقط.

الاثنين 27 يونيو

أما اليوم فوفقا لتصريحات محمد الطناني عضو حزب الوفد الذي حرر يمامة المحضر ضده، وشحتة أبو تريكة، فقد ذهب الأول إلى الحزب ومنع من الدخول، لكن السكرتير العام تدخل واستضافه في مكتبه ثم جاءه استدعاء من قبل رئيس الحزب إلى مكتبه ليتحدثا سويا.

لم تمض دقائق وعاد سكرتير عام الحزب مشيرا إلى أنه هناك اجتماع مع 10 من أعضاء الهيئة العليا وكان ضمنهم فيصل الجمال وعصام الصباحي وسفير نور، وغيرهم، ودار حوار طويل قال خلاله بداروي إنه سيتحمل مسؤولية ما حدث كاملة دون أن يمس الضرر أي من الأعضاء وطلب من رئيس الحزب أن يؤكد على أنه هو من افتعل كل ما حدث على الرغم من أنه لم يفعل ذلك.

وقد طلب منه رئيس الحزب أن يحصل على اعتذار مكتوب من الطناني عما حدث وأنه لم يكن الإهانة له، وبالفعل كتبه الطناني بعد تأكيد فؤاد بدراوي على ذلك حتى تنتهي الأزمة، لكن مخاوف عضو الحزب من أن تستخدم تلك الورقة ضده في إثبات أنه سبب كل ما حدث وخطط له، مؤكدا أن ذلك غير صحيح.

ووصلت توقيعات حملة تمرد ضد رئيس الوفد إلى 86 توكيلا حتى الآن، وجاءت اعتراضا على سيطرة الهضيبي والصباحي على الحزب، بالإضافة إلى تسوية أموال أيمن محسب وسحر القاضي وغيرهما، رغم أن تلك الأموال تعود للحزب، بالإضافة إلى التخبط الواضح في القرارات عن طريق التراجع فيها بعد إصدارها بعدة ساعات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى