الموقعتحقيقات وتقارير

تحرش وهتك عرض.. “الموقع” يكشف العالم الخفي لـ “كتاتيب سيدنا”

“فرح” تفضح محفظ القرآن جابر أمام أهلها.. وذئب البحيرة تحرش بطفلة وهرب قبل القبض عليه

“علقة موت” ضريبة هتك عرض طفل في الإسكندرية.. وإحالة على المعاش عقوبة هتك عرض طفلة على يد أزهري

الإفتاء: جزاءهم عند الله كالمفسدين في الأرض.. وآمنة نصير: لابد من إعدامهم

أستاذ قانون جنائي: القانون غلظ عقوبات الاعتداء

الطب النفسي: عندهم “بيدوفيليا” من 14 سنة والنساء ترفضهم

علم الاجتماع: السلوك المنحرف على السوشيال ميديا من سبب الانحراف

تحقيق- دعاء رسلان

على مدار السنين، امتلك محفظ القرآن مكانة خاصة في قلوب المصريين، نتيجة لحمله لكتاب الله، وتعليمه للصغار وتخريج كبار العلماء من بين أروقته، ذلك الأمر الذي جعله يكتسب الثقة والأمان في نفوس المواطنين على أبناءهم، حيث تطلب الأسر من أطفالهم بالتوجه إلى أماكن تحفيظ القرآن، لحفظ كتاب الله وتعلم المزيد من أمور الدين، إلا أن ما شهدته السنوات الأخيرة من انحراف أخلاقي من بعض محفظي القرآن الكريم والتي وصلت إلى الاعتداء وهتك عرض الأطفال، يعد ناقوس خطر يهدد أخلاقيات المجتمع المصري حول محفظي القرآن الكريم.

في الساعات الماضية، تمكنت الأجهزة الأمنية في محافظة الدقهلية من إلقاء القبض على إمام وخطيب مسجد في قرية منشأة البدوي، التابعة لمركز طلخا بتهمة التعدي جنسيا على طفلة تبلغ من العمر ١١ عامًا في أثناء ترددها على منزله لحفظ القرآن الكريم.

وأصدر قاضي المعارضات في محكمة طلخا الجزئية قراره بحبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، عقب اتهام ربة منزل له، بالتعدي جنسيًا على كريمتها، وهتك عرضها خلال حضورها درس تحفيظ القرآن في منزله.

ولم تكن هذه الحادثة، هي الأولى، ويستعرض “الموقع” أبرز هذه الوقائع.

مأساة “فرح”

في فبراير 2019، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها “جابر.ع.ع”، محفظ قرآن البالغ من العمر 39 عامًا، بالاعتداء على فتاة مراهقة تسمى “فرح” كانت تتردد على منزله لحفظ آيات القرآن الكريم، لكنه لم يراع حرمة كتاب الله، وظل يتحسس بأماكن عفتها حتى فضحت الضحية أمره.

جريمة البحيرة

في إحدى القرى التابعة لمحافظة البحيرة، تكررت الجريمة مرة أخرى من ذئب بشري جديد في صورة محفظ قرآن، حيث تقدم والد طفلة صغيرة ببلاغ اتهم فيه محفظ قرآن يدعى “ياسر” بالتحرش بابنته داخل الحضانة الخاصة تتعلم بها الطفلة، وفور انتقال رجال الشرطة إلى مقر الحضانة، فر محفظ القرآن هاربًا، تم تحرير محضر يحمل رقم 978 لسنة 2016 إداري المحمودية.

إحالة على المعاش

في سبتمبر عام 2015، أصدرت المحكمة التأديبية بدمياط بإحالة محفظ قرآن بمعهد الركابية الابتدائي الأزهري بإحالة مدرس للمعاش بعدما تم إثبات الاتهامات ضده بهتك عرض طفلة تسمى “ح.م”، طالبة في الصف الرابع الابتدائي، داخل إحدى فصول المعهد الأزهري.

علقة موت

في عزبة الشامي بمحافظة الإسكندرية، أنهال المواطنين بالضرب على محفظ قرآن وخطيب مسجد، بعدما هتك عرض طفل يبلغ من العمر 7 سنوات كانت تذهب إليه لحفظ القرآن على يديه.

وتلقت الأجهزة الأمنية في الإسكندرية بأن شخص يدعى “هاشم” بالغ من العمر 40 عامًا، يتهم إمام وخطيب مسجد يدعى “إبراهيم” بأنه هتك عرض طفله “أحمد” خلال وجوده بالمسجد، لتلقي دروس تحفيظ القرآن.

الدين وهتك العرض

“الموقع” تواصل مع دار الإفتاء المصرية من خلال الخط الساخن لها، لمعرفة العقوبة الدينية في هتك عرض الأطفال، وقال أمين الفتوى، إن من يعتدي على الأطفال، يعتبر شخص مريض نفسي، وأن ما أرتكبه جريمة كبيرة، وهو الاعتداء على الأطفال، وخصوصًا أن هذا الشخص يكون مؤتمن على الطفل بتعليم أمور الدين بادعائه أنه شخص يعلم كتاب الله.

وأضاف لـ”الموقع” أن وجود محفظ القرآن مع طفلة بمفردها هو إثم كبير وقع فيه هذا الشخص، كما قال أحد الصالحين: ” لا يخلون رجل بامرأة ولو كانت مريم بنت عمران ولو كان يعلمها القرآن”.

وأكد أنه لابد من معاقبة محفظ القرآن الذي يعتدي على طفلة بالقانون أشد عقاب ولو وصل الأمر إلى الإعدام، لكي يكون عبرة لمن تسول له نفسه فعل هذه الجريمة مرة أخرى.

وأوضح أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام حرم الاعتداء على الأموال والأعراض، عندما قال: “إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا”، مبينًا أن جريمة الزنا يكون فيها الرجم حتى الموت، وأن جريمة هتك العرض والاعتداء والاغتصاب، حدد لها القانون عقوبات بحسب الجرم والتي تصل إلى الإعدام.

وبين أن المعتدي على الأطفال ما بينه وبين الله عز وجل يكون فعله من أكبر الكبائر، كونه من الذين يسعون في الأرض فسادًا، وقال الله عز وجل في سورة المائدة: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”، مؤكدًا أنه ليس هناك فساد أكبر من الفساد والتعدي على الأعراض.

ومن جانبها، قالت آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر، إن الاعتداء وهتك عرض الأطفال على أيدي محفظي القرآن الكريم، يعتبر كارثة أخلاقية ودينية ويعد غياب لتقوى البشر.

وأضافت “نصير” في تصريحات خاصة لـ”الموقع” أن العقوبة الواجب تطبيقها على محفظي القرآن الكريم، الذين يعتدون على الأطفال هي القتل، قائلةً: “لابد على المعتدين على الأطفال من محفظي القرآن أن يقتل فهم جزاءهم القتل على طوال”.

وأوضحت أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإنسانية في جامعة الأزهر أن محفظي القرآن ليس لديهم عذر في جهل بأمور الدين، ولكنه يعلم تمام العلم ما هي عقوبة فعلته في الأطفال، كما أنه كان من المفترض أن يكون الذي ينشر التوعية من مخاطر هذا الفعل ولكنه هو من يقوم به، لذلك يعد الأمر كارثي.

وشددت على أنه لابد على أولياء الأمور أن يكونوا على حذر شديد على أبناءهم، ولا يعطون الثقة لأي شخص بشأن أبناءهم وإن كان هذا الشخص حافظ للقرآن الكريم، لأن النفس البشرية تسول بعض الأمور، كما قال الله عز وجل في سورة “الشمس وضحاها”: “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها”، مبينةً أن هناك نفسًا فاجرة لا يردعها حفظ القرآن ولا ادعاء معرفة دين، ولذلك يجب على الناس أن يكونوا على حذر ويأخذوا بالأسباب للحصانة على أنفسهم وأطفالهم.

القانون وهتك عرض الأطفال

قال الدكتور نبيل مدحت سالم، أستاذ القانون الجنائي في جامعة عين شمس، إن عقوبة الاعتداء وهتك العرض، طبقا للقيد والوصف الواردين في أمر إحالة المتهم فإنه يعاقب بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن ١٠ أعوام، ولا تزيد عن ١٥ عاما.

وأضاف أستاذ القانون الجنائي لـ”الموقع” أن القانون غلظ عقوبة الاغتصاب على الأطفال الأقل من 18 سنة، حتى وصلت إلى الإعدام.

علم النفس والاعتداء على الأطفال

ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الشخص الذي يعتدي على الأطفال يعاني من الـ”بيدوفيليا”، وهو اضطراب نفسي يجعل الشخص يشتهي الأطفال جنسيًا، مبينًا أن هذا المرض يكتمل عندما يصل الشخص المضطرب إلى سن 14 سنة، وعندما يصل الشخص لهذا العمر يبدأ بالبحث عن العلاقة مع الأطفال.

وأضاف “فرويز” لـ”الموقع” أن السبب في الاعتداء على الأطفال أن يكون العضو الذكري عنده صغير ويعاني من الحرمان والنقصان، لذلك يبحث عن الأطفال لأنه يعلم أن النساء سترفض العلاقة معه.

وأوضح أن السبب الأخر هو تعرض هذا الشخص لاعتداء في الصغر من أحد الأشخاص، وعندما يكبر يقوم بنفس الفعل الذي حدث معه من قبل.

وأكد أنه في حالة التأكد من تعرض الطفل للتحرش فلابد من التزام الأب والأم الهدوء وسماع أقوال الطفل مع عدم الثورة عليه أو ضربه أو معاقبته كما يحدث أحيانا لأنه هو الضحية والمعتدى عليه، والسماح للطفل بشرح الواقعة والاهتمام بما يقوله والعمل على تهدئته وطمأنته بأنه لن يحدث له أي شئ، مبينًا أنه في بعض الأحيان يحتاج الطفل للدعم النفسى فيما عدا حالات الاكتئاب والتهتهة والتبول اللاإرادي، والتي تحتاج إلى بعض أدوية الاكتئاب لعلاجها.

علم الاجتماع والاعتداء على الأطفال

ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد علي، أستاذ علم الاجتماع أن انحسار القيم الأخلاقية والدينية عند بعض أفراد المجتمع مع اتساع أنماط السلوك غير الأخلاقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعتبر من أسباب تزايد حالات التحرش بالطفل والتي تنشط في ظل غياب الحماية المتواصلة للأطفال سواء من الأسرة أو المدرسة.

وبين أن انشغال الوالدين عن الرعاية الاجتماعية المتكاملة لأبنائهم وعدم الاهتمام بتوعيتهم من أنماط السلوك المنحرف بالإضافة إلى ضعف الرقابة الدقيقة على الأطفال في المدارس والنوادي جعل بعض الأطفال معرضون للتحرش، لذلك نطالب بضرورة التوعية الواضحة للأطفال بمخاطر هذا السلوك الانحرافي وآثاره المدمرة لنفسيتهم.

وأكد على ضرورة التنويه من خطورة الإدمان وتعاطي المخدرات والذي شكل علاقة طردية وثيقة مع حوادث التحرش.

أميرة صابر: لدينا فجوات تشريعية في قوانين حقوق الانسان وقضايا التحرش بالمرأة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى