مصدر بمستشفى اليوم الواحد: المدير همه جمع التبرعات وسايب المستشفى خرابة
المرضى يقفون تحت أشعة الشمس قرابة الأربع ساعات للحصول على تذكرة تحت رحمة وإهانة رجال الأمن
قسم الطوارئ بالمستشفى دائمًا بلا طبيب وحين يأتي مريض في حادث يظل ينزف حتى يأتي من السكن
سكرتيرة المدير تٌهين المرضى وتبيع مستلزمات المستشفى بالاتفاق مع الصيدلية المقابلة للمرضى
مريض كُلى: الأجهزة كانت تعطل حتى اتصلنا بمكتب وزير الصحة وتم صيانتها
مصاب: اشتريت خيوط الجراحة من الخارج و كنت أنتظر أكثر من 3 ساعات للغيار
مريض: جهاز الأشعة معطل وجميع الإسعافات الأولية بالمستشفى غير متاحة
تحقيق – منار إبراهيم
إذا وطأت قدامك مستشفى تبين المركزي بحلوان أو كما يُطلق عليها “مستشفى اليوم الواحد” ستجد مظاهر الإهمال والفساد تغتال كل ركن بالمستشفى، مرضى ينتظرون بالساعات أمام شباك التذاكر، وأخرون بين الحياة والموت ينتظرون الطبيب بقسم الطوارئ، وأخر ينزف ينتظر أحد أقاربه يشتري خيوط الجراحة والغيار من الصيدلية، وأخر ليس لديه ثمن الحقنة فيمشي يجر جراحة إلى مستشفى أخر، و كذلك أخر حياته في خطر يتم إخباره بالتوجه إلى حلوان العام أو قصر العيني لإنقاذ حياته إذا لحق الوصول، هذا وغيره من أوجه الفساد والإهمال يكشفها «الموقع» في التحقيق التالي…
ففي البداية، قال مصدر يعمل في مستشفى تبين المركزي بحلوان منذ أكثر من 12 عاما، إن المستشفى تعاني من الإهمال و الفساد في كل النواحي، بالإضافة إلى المعاملة الغير آدمية للمرضى الذين يقفون تحت أشعة الشمس قرابة الأربع ساعات للحصول على تذكرة، ويتلقون أسوأ معاملة من رجال الأمن.
وروى المصدر لـ «الموقع» أن قسم الطوارئ بالمستشفى دائمًا بلا طبيب، وحين يأتي مريض في حادث يظل ينزف حتى يأتي الطبيب من السكن أو يخبره التمريض بالذهاب إلى مستشفى حلوان العام، كما أن وحدة غسيل الكُلى تعاني من عطل دائم في الأجهزة مما يعرض حياة المرضى للخطر، وقسم التعقيم الأجهزة لا تعمل و نسبة التعقيم بشهادة القائمين عليه ليست 100%.
وأشار المصدر إلى أن مدير المستشفى يهتم بتشييد المباني الجديدة والتبرعات، ويترك المستشفى تعاني من كافة أنواع الإهمال داخليًا، فجميع الخطوط الساخنة لوزارة الصحة ومجلس الوزراء دائمًا تتلقى شكاوى من مرضى المستشفى، وحين يأتي مفتش الصحة يستضيفه المدير في مكتبه وكأن شيئا لم يكن.
وتابع أن مدير المستشفى يعامل المرضى بطريقة سيئة ويرفع صوته عليهم بطريقة مستفزة، بينما سكرتيرة المدير هي المدير الفعلي للمستشفى وتُهين أي مريض يتوجه لمكتبها بطلب أو خدمة إنسانية قائلة: “جاي تتعالج ببلاش عايزين تكشفوا و تاخدوا علاج بتذكرة بـ 5 جنيه وتمشوا”.
وأكمل المصدر: “السكرتيرة تتعامل مع الموظفين أنها الآمرة الناهية توافق على الإجازات وتوزع الأماكن كما يحلو لها، ولايوجد توزيع عادل في اقتصادي وحوافز المستشفى ناس تأخذ 25 جنيهًا وأخرون يأخذون آلاف، المستشفى أصبحت عزبة يتصرفون بها بمزاجهم”.حسب قول المصدر.
نرشح لك: قروش الغردقة.. لماذا عادت؟
والتقط أخر يعمل في المستشفى منذ 20 عام طرف الحديث، قائلا: “المريض الذي ليس لديه مال لإجراء تحاليل أو عمليات جراحية ويدخل بطلب للسكرتيرة تُهينه وتطرده من مكتبها، الفساد عم المستشفى منذ 6 سنوات، التبرعات التي تتلقاها المستشفيات الحكومية فهي لخدمة المرضى و لكن في تبين المركزي هي لصالح أخرين”. وفق قوله.
وبصوت يغمره الحزن، أضاف المصدر الأخر: “أكثر ما يُحزنني و يقطع قلبي حين أجد سيدة مُسنة في عمر أمي أو طفل متبهدل في المستشفى ومش معاه يتعالج، رغم إن هناك جزء مجاني لعلاج المرضى المريض الذي ليس لديه ثمن حقنه لا يأخذها، فلا يوجد رحمة بالمريض والذي يأتي للمستشفى لإسعافه تقول له روح القصر العيني أو حلوان العام”.
وأضاف: “نفسي وزير الصحة يأتي بنفسه لكشف هذا الفساد ليأخذ المرضى حقوقهم، فالمستشفى المجاني هي استثماري في السر، المريض الذي ليس لديه ثمن الحقنة لا يأخذها”.
ومن جانبه، قال مريض بوحدة غسيل الكُلى إن الأجهزة كانت تعاني دائمًا من عطل مما يعرض حياتهم للخطر، ولم يتم حل المشكلة حتى استطاع الوصول إلى مكتب وزير الصحة وتم الاستجابة على الفور وفي اليوم التالي تم صيانة الأجهزة ولم تعطل من حينها حتى الآن.
وروى مريض في قسم الطوارئ أنه حين جاء المستشفى برأسه تنزف أخبروه أن يشتري الخيوط من الصيدلية، و حين جاء للغيار على جرح ظل منتظر أكثر من 3 ساعات ولما اعترض تعرض للهجوم من أمن المستشفى، وطرده منها.
وأضافت أم: “يرضى مين أن أجيب إبني بين الحياة والموت ودرجة حرارته مرتفعة، يقول لي الدكتور هاتيه بكرة العيادات عشان مفيش مقياس حرارة، مثل هذا الإهمال و عدم الرحمة لم أراها غير في هذه المستشفى”.
وفي النهاية، قال مريض بقسم الأشعة: “إلى متى سنظل نعاني من الإهمال الذي تسبب فيه مدير المستشفى، جهاز أشعة الـ XRY معطل، وجميع الإسعافات الأولية بالمستشفى غير متاحة، هذه المستشفى لخدمة المرضى ولكن لا يتم إسعاف مريض بها”.
