اقتصادالموقع

بماذا ترجم خبراء الاقتصاد زيارة الأمير تميم إلى القاهرة؟ وهل تربطها علاقها باستضافة مصر لمؤتمر المناخ نوفمبر المقبل؟

كتبت – ندى محمد أيوب

استقبلت الجمهورية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس الجمعة، سمو الأمير تميم، أمير دولة قطر الشقيقة، في إطار حرص القيادة السياسية على تعزيز روابط الإخاء واستمرارا لترسيخ أهمية التقارب والتكامل بين الدول العربية، وتوطيد أواصر التعاون المشترك في ظل الظروف الاقتصادية العالمية والتي تحتاج لمزيد من التعاون والتكاتف للخروج منها بأقل الخسائر، وذلك بالتزامن مع استعداد مصر لاستضافة مؤتمر قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 نوفمبر المقبل، الأمر الذي أوحى بأن تكون زيارة الأمير تميم إلى القاهرة تمهيدا لحضور ذلك المؤتمر.

القيادة السياسية تعي أهمية التقارب والتكامل العربي

وفي هذا الصدد قال الدكتور عمرو يوسف، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، إن مصر وقيادتها السياسية ما زالت حريصة على بعدها العربي وفقاً لعقيدة راسخة لديها بأهمية التقارب والتكامل العربي فتولي مصر أهمية خاصة لعلاقاتها بأشقائها العرب لتعكس اهتمامًا كبيرًا بوجود هذا التكامل، فعلى مر الزمان شهدت العلاقات المصرية العربية تطورًا كبيرًا وملحوظًا فقد دخلت مصر فى العديد من الأشكال التكاملية بينها وبين عدة دول عربية.

زيارة أمير قطر تمهد لحضور مؤتمر المناخ نوفمبر المقبل

وأضاف عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، لموقع «الموقع»، أنه بالرغم من أن تلك الاتحادات من أشكال التكامل لم يكتب لها التوفيق ولكنها لم تألو جهدا فى توطيد تلك العلاقات والتى لا يخفى على أحد أهمية تلك الاتحادات العربية العربية، لما قد تشكله من قوة اقتصادية بالغة الأهمية، خاصة فى ظل الظروف الراهنة العالمية، لتتوالى الزيارات التبادلية بين مصر وأشقاؤها العرب، لتعكس أهمية تلك المرحلة على الصعيد العربي خاصة والدولي بشكل عام.

مصر على حافة عهدٍ جديد مع قطر

وأكد الخبير الاقتصادي، أن زيارة أمير قطر لمصر تعكس عهدًا جديدًا يوشك على البدء تترسخ من خلاله أهمية توطيد أطر التعاون العربي فى مرحلة تتحالف القوى العظمى في العالم من أجل تكوين جماعات وأقطاب مؤثرة فى توجيه المجتمع الدولى، وعلى ما يبدوا أن احتضان مصر لقمة المناخ والمقرر عقدها قريبًا بنوفمبر القادم، جعلت من الزيارة الرسمية لقطر بمثابة تمهيدًا لحضور تلك القمة العالمية.

القضاء على الهيمنة وفرض السيطرة الاقتصادية العالمية

وأضاف عمرو يوسف، أنه لابد من التأكيد على أن مصر تهتم وبشكل خاص بتعميق مفاهيم التكامل العربي وتؤمن بأنها جزء أصيل من مكونات النسيج العربي لتكون القرائن والدلائل اقوى شاهدا على ذلك، أنه في ظل البحث الدؤوب للدول الغربية عن مشاركات من خلال خلق شكل من أشكال التكامل المختلفة لتكون بذلك قادرة من القضاء على هيمنة وسيطرة القطب الواحد لتبقى الساحه الدولية تمتاز بالتعددية القطبية فى صحوة لإعادة هيكلة الكرة الأرضية لتترتب معها الدول لصنع قوى موازية وتوازنات تقضي على الهيمنه وفرض السيطرة الاقتصادية العالمية.

نرشح لك: رئيس شعبة الدخان لـ موقع «الموقع»: نتوقع ارتفاع أسعار السجائر خلال الفترة المقبلة

وتابع الخبير الاقتصادي: «نأمل فى المستقبل القريب أن يجد التكامل الاقتصادي العربي متنفساً كى يأخذ مكانا بين المجتمع الدولي ليكون بذلك قادرا على حماية أفراده واراضيه واقتصاده من أية هزات عالمية مصحوبة لضغوطات اقتصادية تستخدمها الدول العظمي على الدول النامية والأقل فى النمو لتكون معها تلك الدول بمثابة وقود عجلة تقدم الغرب على حسابهم»

زيارة الأمير تميم تعود بالنفع على الشعبين المصري والقطري

ومن جهتها قالت الدكتورة هدى الملاح، مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية، ودراسات الجدوى، إن مصر تشهد حالة من لم الشمل والتضامن العربي من خلال زيارة أمير قطر، ومن قبلها زيارة ولي العهد السعودي، خاصة في ظل الازمات الاقتصادية التي ضربت العالم، لذلك فالزيارة مهمة جدا في الملف الاقتصادي أو السياسي أو الأمني أو الأمن القومي للمنطقة.

وأضافت الملاح لموقع «الموقع»، أن الاستقرار السياسي هو الذي يأخذنا إلى نتائج التنمية المستدامة، في ظل حرب روسيا وأوكرانيا وما ألقته بظلالها على العالم، وهذه الزيارة بالأخص سوف تعود على الشعبين المصري والقطري، وتخلق فرص عمل وتعاون وتكامل اقتصادي بين مصر والدول العربية، وعبور جميع الأزمات الاقتصادية.

استقرار المنطقة من عوامل إحداث التنمية المستدامة

وأكدت الملاح، أن مصر إلى الآن مازالت جاذبة للاستثمار، بشهادة البنك الدولي في تقريره الأخير، ومع تميز دول الخليج بالبترول والطاقة، سوف تثمر المقابلة عن التكامل الاقتصادي بين مصر والدول العربية، لأن مصر قوة العرب، والعرب قوة مصر، ولا نستطيع عبور الأزمة العالمية إلا بوجود قوة عربية في جميع المجالات.

وأشارت مدير المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية إلى ضرورة وجود موقف عربي موحد، وخريطة استراتيجية موحدة للتعامل مع التحديات، خاصة وأن منطقة الشرق الاوسط تعرضت إلى العديد من الصراعات منذ ثورات الربيع العربي، لذلك لابد من حدوث استقرار للمنطقة على اعتبار أنه أهم عوامل نجاح التنمية المستدامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى