تحقيقات وتقارير

بعد 19 عاما.. حريق قطار الصعيد حاضر في ذهن “أحمد إسعاف”

كتبت_ فاطمة عاهد

ليل حالك، تشم فيه رائحة الموت من كل مكان، سكون خالطه صرخات مفاجئه، ودخان أحال اللون الأسود لأبيض، عقارب الساعة تشير للثانية صباحا، استحال المشهد من الهدوء والسكينة لضجة ورعب، واندلعت النيران في عربات القطار.

“832” رقم القطار المتوجه من القاهرة إلى أسوان، والذي نشبت النيران في إحدى عرباته عقب مغادرته مدينة العياط، ليعيش أهلها ليلة مرعبة، في مساء أول يوم لعيد الأضحى المبارك.

تحولت الهدايا لرماد، وامتلئ القطار بجثث اللاعبين لمنازلهم، لتقضية عيد الأضحى مع أسرهم، وبهذا أصبح قطار الموت سارق فرحة حضور الأبناء والاحتفال بالعيد وحفر في أذهان الجميع.

الكارثة الأسوأ في تاريخ قطارات مصر، راح ضحيتها حوالي 360 شخص، “أطفال، شباب، شيوخ” لم تفرق النيران بين الأجساد واستحلت جميعها لتلتهمها، ليلة لازال أهالي قرية البرغوثي يتذكروها، حيث استقر القطار بالقرب منهم وساعدوا في إنقاذ الضحايا.

“أحمد إسعاف”، والذي اشتهر بذاك الاسم عقب الحادث، وكتبت عنه الصحف العديد من الحكايات، ابن قرية البرغوثي، سمع أصوات الصراخ، وعلم ما يحدث بالقطار فأسرع للمساعدة.

ويقول لـ“الموقع” “النار مسكت في العربيات الأخيرة، والناس كانت عماله تصرخ، اللي النار مسكت فيه وبينك من العربية، واللي خايف أنها توصله فبينط”.

لم يكترث وقتها إلا لمساعدة الإسعاف على استخراج الناس، لاكرام جسدهم، بموراته للتراب، ظل يحمل الجثث لعدد طويل من الساعات، غير مكترث إلا بإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وأضاف “إسعاف” “جمعت كل الأشلاء الي معرفش هي بتاعة مين في شوال، وكان عددهم كبير، فضلت اجمع في الجثث لوحدي، ليلة مش هنساها، في عيد الأضحى لازم افتكر اللي حصل، وبكون حزين”.

نرشح لك 

تنبأت العرافه بشهرتها بعد الموت..ما لا تعرفه عن شهيدة الوطن.. سلوي حجازي

 

بالفيديو.. الراقصة إليسار: اقرأ المعوذتين قبل الصعود علي المسرح و ارتاح عند سماع البقرة

 

اعتاد أهالي مركز العياط على تلك الحوادث، فلا يهاب أي منهم ما يراه من دماء أو جثث محترقة، ويسرع تجاه مكان الحادث لمساعدة الضحايا، لم تكن تلك الواقعة الوحيدة التي شاهدوها بسبب القطارات.

ويشرح “إسعاف” ذلك قائلا “احنا اتعودنا على الحوادث اللي زي دي، طول الوقت القطارات عندنا بتعمل حوادث، فبنتعامل مع الضحايا، واللي حصل مبيروحس من بالي، انا فاكرهم وفاكر تفاصيل اللي حصل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى