الموقعتحقيقات وتقارير

بعد وصف أم كلثوم بـ«الملخبطة» .. هل خروج تشريعات لعقوبة إهانة الرموز في مصر ضرورياً ؟ .. ملف الموقع

حفيدة أم كلثوم تتقدم ببلاغ للنائب العام ضد كل من ناصر «دويدار» ورئيس اتحاد كتاب مصر

خبير قانوني: لا عقوبة لمن ينتقد أو يسئ للرموز من الموتى

عضو مجلس النواب: يجب البت في مشروع قانون يعاقب إهانة الرموز في مختلف المجالات

عضو اتحاد الكتاب: يجب وضع عقاب رادع للإساءة لرموز الفن والثقافة

لو حصل “دويدار” على حكم سوف يتم فصله من الاتحاد

كتبت _ فاطمة عاهد

اندلعت أزمة كبرى بسبب ندوة أقيمت باتحاد كتاب مصر، رأى فيها البعض إهانة لكوكب الشرق أم كلثوم والشاعر أحمد رامي وعدد من الشعراء، حيث شهدت الندوة حديث الشاعر ناصر دويدار، وتطرقه إلى الراحلة أم كلثوم والشاعر أحمد رامي، ووصفه أم كلثوم بعبارات تسببت في إثارة غضب البعض.

اعتبر الأشهر المغمور وفقا لما قالته عنه وسائل الإعلام أن تلك الأمور التي تعرض لها رامي من قبل أم كلثوم، كانت سببا في إبداعه، وكأنه كان ينتظر تلك اللكمات كي يكتب أغاني مميزة، ولم تمض ساعات إلا وكانت الأمسية الفنية لها صيت ذائع وتسببت في هجوم كبير على اتحاد كتاب مصر، وهو ما دفع نقابة الموسيقيين للدخول على خط الأزمة، وإصدار بيان للرد.

رغم اعتذار الشاعر ناصر دويدار إلا أن الأزمة مثل كرة الثلج؛ ما زالت مشكلة الإساءة لسيدة الغناء العربي السيدة أم كلثوم تتصاعد رغم مرور عدة أيام على انفجارها، بسبب ثورة غضب بين المثقفين وجمهور سيدة الغناء العربي أم كلثوم والشاعر الكبير أحمد رامي.

خرج دويدار باعتذار صريح عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وفي أكثر من تصريح صحفي؛ إلا أن ذلك لم يوقف استمرار تصاعد الأزمة على أكثر من مستوى،بل وفتح باب الحديث عن وضع قانون للإساءة للرموز فنية كانت أو سياسية أو غيرها.

حفيدة كوكب الشرق تتقدم ببلاغ

تقدمت حفيدة شقيقة كوكب الشرق الفنانة أم كلثوم، جيهان الدسوقي، ببلاغ للنائب العام يحمل رقم 25443 لسنة 2022 ضد كل من ناصر دويدار عضو اتحاد كتاب مصر، ورئيس اتحاد كتاب مصر بتهمة التشهير والسب والقذف في حق أم كلثوم.

وذلك بعد أن تقدم المستشار القانوني ياسر قنطوش وبدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الكاتب ناصر دويدار بعد التصريحات المسيئة التي أدلي بها في حق رمز من رموز الفن المصري والعربي، بعد أن فوضته حفيدة كوكب الشرق.

وجاء في عريضة الدعوى أن “دويدار هاجم أم كلثوم ونسب لها من العبارات والألفاظ التي تسيء إلى شخصها وإلي ورثتها جميعًا بل أساءت تلك العبارات وأثارت غضب المثقفين وجمهور ومحبي أم كلثوم على مستوى الوطن العربي”.

وأضافت العريضة أن “دويدار تطاول على رمز فني وقامة مصرية عظيمة في عالم الإبداع وقام بالخوض في سمعة وعرض كوكب الشرق بالحديث في حياتها الشخصية وذكر أنها تزوجت 11 مرة، وسرقت أغنيتين من أحد الشعراء وصفها بأوصاف مشينة”.

نرشح لك : “فلوس” الشيخ زكريا ومقلب عبد الحليم.. صراعات كوكب الشرق داخل الوسط الفني

وأوضحت العريضة أن: المشكو في حقه شخص لا يعرفه أحد وما فعله جعله شخص معروف وأن هدفه الأساسي هو تحقيق الشهرة، وتلك الأفعال يعاقب عليها طبقًا لأحكام القانون رقم 175 لسنة 2018 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، كما ضمت الدعوى توجيه الاتهام الي رئيس اتحاد كتاب مصر لأن الندوة التي تحدث فيها ناصر دويدار تمت تحت رئاسته ولم يبدِ أي اعتراض أو يمنع دويدار في استكمال حديثه المشين تجاه كوكب الشرق.

إعلام وثقافة النواب يطالب بعودة القانون

من جهته قال النائب عصمت زايد، عضو لجنة الإعلام بمجلس النواب إن السيدة أم كلثوم رمز مهم لمصر وتعد تأريخ هام للفن في فترة من تاريخ مصر مازال لها مستمعيها وروادها وجمهورها وإهانتها تعني إهانة للفن الراقي، وذلك ما لا نسمح به.

وتابع عضو مجلس النواب في تصريحات خاصة لـ موقع “الموقع” أن القانون موجود لينال عقوبته بسبب الإساءة لرمز من رموز مصر، مشيرا إلى أن أي إساءة لأي شخص يعاقب عليها طبقا للقانون.

وأكد على أن الشاعر ناصر دويدار قد يتعرض لعقوبة قانونية إذا رفع أحد من من الأهلية أي أقارب السيدة أم كلثوم قضية ضده بإهانتها سيعاقب طبقا للقانون المصري.

كما اقترح بإنشاء مشروع قانون يعاقب إهانة الرموز في مختلف المجالات، ولذلك لا ينتظر الأمر أن يرفع أي من ذويه قضية ضد من أهان الرمز، بل يقتص القانون منه بشكل مباشر.

حرية تعبير لا يعاقب عليها القانون

قال الخبير القانوني، هاني سامح، إن انتقاد الرموز يقع تحت بند حرية التعبير، ولا يعاقب القانون على ذلك، وكذلك لا يعاقب على انتقاد الأموات.

لكن بحسب المستشار القانوني ياسر قنطوش الذي تواصلت معه أسرة أم كلثوم تواصلت والذي بدأ في رفع دعوى قضائية ضد دويدار يتهمه فيها بخدش الأعراض والعرض بسمعة وتاريخ كوكب الشرق بشكل مسئ، قال إن العقوبة المقررة في هذا الأمر قد تصل إلى الحبس ٣ سنوات.

نرشح لك : بعد وصفها بـ”الأنانية”.. لماذا اتهمت أم كلثوم بقتل أسمهان؟

بينما يرى عضو اتحاد الكتاب، الشاعر محمد ثابت إن ناصر دويدار عضو لجنة قيد من ضمن ثلاثة أعضاء يوافقون على دخول الأعضاء الجدد إلى الاتحاد، وأنه قد تمكن من أن يحصل على منصبه بالتصعيد الانتقائي.

وتابع في تصريحات خاصة لـ موقع الموقع أن وزارة الثقافة بعيدة عن اتحاد الكتاب وما يحدث بداخله منذ فترة طويلة، وأن ما قاله ناصر دويدار ليس له علاقة بالنقد فهو لم يكن أديب ولا ناقد.

ووجه رسالة إلى مجلس النواب مطالبا أن يضع الكتاب نصب أعينهم لحماية الكتاب ورموز الفن وحماية الابداع وحماية الفن الذي تتميز به مصر باعتبار أن ذلك الفن هو وجدان الأمة.

وتابع أنه تلك التشريعات واجبة لحماية الرموز الفنية، التي تمنع إفساد الذوق العام الذي يعتبر جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون، وأن دويدار لو حصل على حكم جنائي سوف يتم فصله.

مشروع سابق

وكان قد أحال الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، الخميس، اقتراحاً بمشروع قانون مقدم من النائب عمرو حمروش، بشأن إهانة الرموز والشخصيات التاريخية، إلى لجنة مشتركة من لجنتى الشؤون الدستورية والتشريعية والثقافة والإعلام.

وتباينت آراء السياسيين والقانونيين حول المشروع، وفى الوقت الذى اتفق فيه البعض على أهمية التشريع لحماية الرموز التاريخية من التشكيك والإهانة، رفضه آخرون، مؤكدين أن الرموز التاريخية لديها من يحميها ويرد إهانتها من مؤيديها، وأنه لا يصح إصدار قوانين للصغيرة والكبيرة في البلاد.

حيث قال المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس لجنة الشؤون التشريعية والدستورية بمجلس النواب، آنذاك إن هناك رموزاً تاريخية مهمة يجب حمايتها من التجريح والإهانة، خاصة مع سريان حالة الإساءة المتعمدة للتاريخ والذم دون مقتضى، لكن في نفس الوقت يجب ألا يصطدم القانون بحرية الرأى والنقد فى التعبير.

وأكد على أنه يجب إيجاد مواءمات للحفاظ على الرموز التاريخية وفى نفس الوقت احترام النصوص الدستورية والتشريعية بالحق فى النقد.

وكانت قد اقترحت وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، النائبة غادة عجمي، إصدار تشريع جديد لتجريم إهانة الرموز السياسية والاقتصادية والقضاة، بسبب الحرب النفسية التي تعيشها مصر ضمن الجيل السادس للحروب، تؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.

وأكدت عجمي على أن اقتراحها الذي مازال تحت الصياغة سيشمل رئيس الجمهورية والوزراء وقادة الأجهزة والوزارات السيادية والبرلمانيين ووزراء المجموعة الاقتصادية ورؤساء الهيئات والمصالح الاقتصادية وكذلك العلماء في كافة المجالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى