الموقعتحقيقات وتقارير

بعد واقعة ذبح “طالبة المنصورة”.. علماء اجتماع لـ«الموقع» مشهد يدل على الانحلال الأخلاقي في المجتمع

أستاذ علم الاجتماع: يجب اهتمام منظومة التعليم بزرع الأخلاق الحميدة مع تقديم خطاب ديني مستنير

عميد التربية الأسبق: غياب الدور التربوي في المدارس والدراما والإعلام سبب الانفلات الأمني بالمدارس والجامعات

 

أستاذ الشريعة: جريمة أخلاقية بشعة وفاعلها جزاؤه جهنم

 

كتبت- منار إبراهيم

«طالبة جامعة المنصورة» جريمة بشعة استيقظت عليها مدينة المنصورة، صباح اليوم، حيث قام طالب بذبح طالبة أمام الحرم الجامعي لرفضها الزواج منه أمام مرأى ومسمع الجميع ومنهم رجال أمن الجامعة، الأمر الذي قلب مصر رأس على عقب رفضًا لهذه الجريمة البشعة إلى أزمة أخلاق يعاني منها المجتمع .

اختلف رؤية العلماء لـ ” الأخلاق” فالبعض يرى إن المبادئ الأخلاقية ثابتة لا تتغير في كل زمان ومكان والبعض الأخر يرى أنها تتغير بتغير الظروف الاجتماعية والتحولات الاقتصادية فلكل مجتمع وحقبة زمنية واقتصادية أخلاقها، لكن يظل الأساس في أن الأخلاق هي ضوابط السلوك للفرد في مجتمع معين و خلال حقبة زمنية أو اجتماعية واقتصادية محدده، وأن بقاء الدول واستمرارها مرهون بتمسكها الأخلاقي والتزام مواطنيها بالقيم الأخلاقية في التعامل مع الآخرين.

والعكس صحيح، إذا تخلت هذه الدول عن سلوكها الأخلاقي ومعايير القيم والآداب فسيكون مصيرها التراجع والانهيار، وعلى مر العصور كان المصريون المثل الأعلى في الرقى والأخلاق، إلا أن ما يحدث الآن في الساحة المصرية من مظاهر للانفلات الأخلاقي كالقتل في الشوارع والتراشق بالألفاظ الخارجة، وانتشار حوادث السرقات وخطف الأطفال والتحرش، يعد مظاهر غريبة على المجتمع لها أسبابها التي يفسرها عدد من الخبراء لـ «الموقع» ويطرحون رؤيتهم في الحل عبر سطور التحقيق التالي:

وفي هذا الصدد قال، الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بآداب المنوفية، أن مشهد ذبح “طالبة المنصورة” يدل على الانحلال الأخلاقي بالمجتمع، والحل للقضاء على هذه الظاهرة هو الالتزام بالعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، واهتمام منظومة التعليم بزرع القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة في الطلاب، وتقديم خطاب ديني مستنير، لنشء جيل طيب الأخلاق .

وأضاف “أستاذ علم الاجتماع” لـ«الموقع»: أنه يجب على المواطن المصري الالتزام بالأخلاق الحميدة والتفكير في المستقبل بما يواكب تغير الدولة وتطورها للأفضل، وهنا يقع على الإعلام دور كبير فهو أحد وسائل تعبئة الرأي العام فعليه بث الثقافة الحميدة وعدم إثارة الناس.

نرشح لك : “من لديه دليل يقدمه إلينا”.. النيابة العامة في ذبح “طالبة المنصورة”

ومن جانبه قال الدكتور مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع وعميد تربية سوهاج الأسبق، إن سبب تدهور القيم في سلوك المواطن المصري هو انعدام القدوة الحسنة، موضحًا أن الانفلات الأمني بالمدارس والجامعات انتشر نتيجة لسياسة إعلامية حولاء عرجاء، فضلاً عن غياب الدور التربوي في المدارس، كما تلعب الدراما والأفلام دورًا كبيرًا في انتشار هذه الظاهرة وجعل القلوب أشد قسوة من الحجارة لاعتيادهم منظر القتل.

واختتم حديثه قائلا: نحتاج لحجب هذا البركان قبل أن ينفجر في مجتمعنا، من خلال تعظيم الدور التربوي وزرع القيم والأخلاق الحميدة بين الطلاب، ورفع وعي الشباب أخلاقيًا من خلال تكاتف مؤسسات الدولة الدينية والتعليمية إلى جانب الاعلام والفن لتحقيق حديث الرسول ﷺ ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.

ولنهضة الأمة من كبوتها الأخلاقية دعا “رجب ” إلى انتشار التسامح باعتباره “مفتاح السلام”، مستشهداً بقول الشاعر حافظ إبراهيم: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هٌم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

 

وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد عبد الجليل، أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر، إن مقتل “طالبة المنصورة” جريمة أخلاقية بشعة تدل على إن فاعلها شاب مريض نفسيًا، فكيف لطالب في مرحلة التعليم الجامعي يفكر في الزواج دون أن يؤهل نفسه لهذه الخطوة وهو ما يدل على عدم الإحساس بالمسئولية.

وأضاف “أستاذ الشريعة” إن انتشار مثل هذه الجرائم دليل على الانحلال الأخلاقي في المجتمع، نتيجة قلة الوازع الديني وغياب الدور التربوي في الأسر والتربية السلبية لابنائهم، وعدم رفع وعي الأبناء بالصح والخطأ.

وأشار إلى إن انتشار مثل هذه الجرائم على فترات زمنية متباعدة دليل على إصابة الشباب بامراض نفسية، والفراغ الشديد لديهم وعدم انشغالهم بتطوير مستقبلهم.

واختتم “عبد الجليل” مؤكدًا: إن القتل العمد من أكبر الكبائر حيث قال تعالى في سورة النساء ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً )، وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى