الموقعتحقيقات وتقارير

بعد نتيجة الثانوية العامة.. هل مجموع الدرجات يتحكم فى مستقبل الطلاب؟..خبراء يتحدثون لـ«الموقع»

«شحاتة»: الثانوية العامة هي مجرد خطوة في رحلة تعليمية طويلة وانتهى عصر كليات القمة

«كمال»: كلية القمة هى التى توفر فرصة عمل جيدة بعد التخرج تتناسب مع قدرات الطالب

كتب- أسامة محمود

يعتقد الكثير من الطلاب وأولياء الامور أن نتيجة الثانوية العامة هي نهاية العالم، وأن التفوق فيها والالتحاق بإحدى كليات القمة كما يطلق عليها البعض هو قمة التفوق والنجاح ،وذلك نتيجة لثقافة ومعتقدات المجتمع المصرى التى ترسخت فى الأذهان لمدة عقود من الزمن، ولكن يشعر الكثير من الطلاب بخيبة أمل والذين لم يحصلوا على المجموع المطلوب للوصول لكلية القمة التي يحلمون بها، على الرغم من أن الواقع يؤكد أن الثانوية العامة ليست آخر المطاف، فهي مجرد مرحلة انتقالية تساهم فقط في رسم ملامح المستقبل.

وأعلن الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نتيجة الثانوية العامة، خلال الأيام الماضية، ومع ظهور نتيجة الثانوية العامة، لم يجد بعض الطلاب المجموع الذي طالما حلموا به ورسموا أحلاما عليه، واتصدموا بالمجاميع الصغيرة التي خابت توقعاتهم، ما أصابهم بحالة من الإحباط واليأس وعدم الرضا.

وفى التقرير التالى يرصد «الموقع» مقترحات وأراء خبراء التربية لتقبل الأسر وأهل الطلاب الذين لم يحصلوا على مجاميع كبيرة كانت متوقعة والذين أكدوا أن الثانوية العامة ليست نهاية الدنيا ولا مقياس النجاح الحقيقي في الحياة، ولكن النجاح الحقيقي يبدأ بعد تحقيق الذات وممارسة العمل والتمييز فيما نحب أن نعمل.

بدوره قال الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس والخبير التربوي، إن الثانوية العامة هي مجرد خطوة في رحلة تعليمية طويلة، مشيرا إلى أن مجموع طالب الثانوية العامة بات يشكل مستقبله لأن الجامعة تقبل المتفوقين والأذكياء وليست للأغبياء ،لافتا إلى أنه من لم يحالفه الحظ في الحصول على نتيجة مرضية لا يعني أن يصاب بالإحباط، أو اليأس أو الحزن ، مشيرا إلى أنها إنها قد تكون البداية التي تضعك على الطريق الصحيح، لتكتشف نفسك وتثبت ذاتك ويمكن أن تصل لمكانة كبيرة في المجتمع بالمجموع البسيط ،وليست نهاية الأمر.

وأضاف “شحاته” أن مشكلة الثانوية العامة تكمن فى ثقافة المجتمع والمعتقدات الخاطئة والتى ترسخت فى العقول منذ سنوات مايسمى “كليات القمة” “الطب والهندسة والألسن واقتصاد وعلوم سياسية، الصيدلة” وهى معتقدات غير موجودة فى دول أخرى حتى بعض الدول العربية، وهى موروثات ثقافية تنتقل من جيل إلى جيل، لافتا إلى أن الثانوية العامة أصبحت تمثل فترة عمرية مليئة بالخوف والقلق وادخارالنقود في الدروس الخصوصية سعيا للدخول لكليات القمة، لأنها طريق الأمان في المستقبل بالنسبة للمجتمع، حسب الموروث الثقافي.

وتابع “شحاته” أن العالم يشهد حالة من التطور فى البرامج التعليمية والتكنولوجية ،وهو ما يستدعى أن يتجه لها الطلاب “تكنولوجيا المعلومات،الذكاء الاصطناعي ،الجامعات التكنولوجية، والتى أصبحت مرتبطة بسوق العمل ومطلوبة خلال الفترة الأخيرة لأنها تخصصات بات يتطلبها سوق العمل إلى جانب الطب والهندسة والصيدلة، موضحا أنه على الطلاب عدم التطلع لكليات القمة كما يطلق عليها لمجرد تلبية رغبة الأسرة “الأب والأم”، بل إنه يجب أن يختار الكلية التي يجد نفسه فيها، وتوفر له فرصة عمل بعد التخرج، مشيرا إلى أن مصطلح كليات القمة انتهى وأصبح المستقبل للكليات التكنولوجية والتخصصات الأخرى التى يحتاجها سوق العمل.

نرشح لك : «صديق عفيفي»: انخفاض مجاميع الثانوية العامة يؤكد على ضرورة تطوير منظومة التعليم

وأردف الخبير التربوى أن الانخفاض في مؤشرات نتيجة الثانوية العامة، سيخرج لنا طلاب قادرة على التفكيروتمتلك قدرات عقلية، لينتهي عصر التفوق الوهمي الذي كان الطلاب يحصلون فيها على مجاميع مرتفعة، وعلى أساسها يتم رفع الحد الأدنى للالتحاق بكليات القمة، حيث تغير الموازين وقواعد الحفظ والتفوق الوهمي، لخلق تفوق حقيقي بين الطلاب بعيدا عن أسئلة الكتاب المدرسي وأسئلة الدروس الخصوصية التي ساهمت من قبل في خلق تفوق وهمي معتمد على الحفظ والتلقين لدى الطلاب.

ومن ناحيته، قال الدكتور محمد كمال أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، إن مجموع الثانوية العامة أصبح هو المتحكم فى الكلية التى يلتحق بها الطالب، وبالتالى يتحكم فى مستقبله بعد التخرج ويحدد فرصه فى سوق العمل مشيرا إلى أن المجموع بات عامل أساسى فى مستقبل الطالب.

وعن الموروث الثقافى لدى الطلاب بالنسبة لكليات القمة، والتى يسعى ويحلم بها الكثير من طلاب الثانوية العامة أكد “كمال” فى تصريحات لـ«الموقع» أن هذا الموروث بدأ يتغير فى السنوات الأخيرة بالنسبة لأولياء الأموروالطلاب معا، وأصبح أولياء الأمور ينظرون إلى الأمر بشكل مختلف ،وخاصة لسوق العمل وتوفير فرص عمل لأبنائهم بعد التخرج ،مشيرا إلى أن كليات القمة التقليدية سميت لأنها كانت توفر فرص عمل مباشرة ذات دخل جيد، وهذا يتغير حسب احتياجات المجتمع بكامله وفقا لفترة زمنية.

وتابع أن الكليات التى كانت تعد كلية قمة من 20 عاما لم تعد هى نفس الكلية وحدث تغيرات كبيرة فى سوق العمل، لافتا أن كلية القمة هى التى توفر فرصة عمل جيدة للطالب بعد التخرج وفى نفس الوقت التى تتناسب مع قدراته وإمكانياته، وليس مجرد الحصول على مجموع كبير فقط، موضحا ان الدولة فى الفترة الأخيرة بدأت التوسع فى الجامعات الأهلية والتكنولوجية وهو مايتيح للطلاب اختيارما يتناسب مع قدراته وإمكانياته.

وقدم أستاذ القيم والأخلاق، بعض النصائح لطلاب الثانوية العامة، وأولياء أمورهم خاصة أن الطالب فى هذه المرحلة العمرية ليس لديه الخبرة، بالإضافة إلى هوى النفس الذى يتحكم فى الطالب فى هذه المرحلة، ولا يجب أن يترك الطالب فى هذه المرحلة أن يختاربمفرده، أولا مدى توفر فرص عمل بعض التخرج ، وعلى سبيل المثال كلية الإعلام من كليات القمة ولكن فى فترة زمنية معينة كان خريجى الإعلام عددهم قليل وسوق العمل يحتاج، قائلا: بعد التخرج كان يسجل الخريج فى نقابة الصحفيين، العمل بالإذاعة والتليفزيون” وهكذا، ام الآن أصبحت كليات الإعلام منتشرة بشكل كبير فى جميع الجامعات بالإضافة إلى معاهد الإعلام ومع كل هذا العدد نرى تراجع فى سوق العمل بشكل كبير جدا وأصبح السوق متشبع تماما، مع ضخ آلاف الطلاب.

وتابع أن هذا الأمر ينطبق على معظم كليات القمة والصيدلة أصحبت هكذا، وتراجع سوق العمل بالنسبة للصيدلة فى الفترة الأخيرة، وبدأ يتراجع تنسيق كلية الصيدلة وسيتراجع أكثر خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن إنشاء الجامعات الأهلية وتوسيع نطاقها من خلال مساحات كبيرة على مستوى الجمهورية سيكون في مصلحة الطالب وخدمته بسبب قدرتها على استقبال الأعداد الكبيرة من طلاب الثانوية العامة الذين لا يجد الكثير منهم مكانا له في الجامعات الحكومية، لافتًا إلى أن الجامعات الحكومية أصبحت لا تتحمل هذا العدد الكبير من خريجي الثانوية العامة خلال الفترة الأخيرة.

وأوضح أنه لابد من الجمع بين المعيارالعام والشخصى، فى اختيار الكلية التى يريد الطالب الالتحاق بها على أساس مدى توفر فرصة عمل بعد التخرج، متابعا أن كلية القمة هى من توفر فرصة عمل ثم النجاح فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى