خارجي

بعد عام التحولات الكبرى .. السودان تحتفل بعيد الاستقلال رقم 65

توقيع سلام مع المتمردين .. علاقات مع اسرائيل .. رفع اسمها من قائمة الإرهاب

تحليل – أحمد إمبابي

تستطيع أن تنظر الشقيقة السودان، وهي تحتفل بذكرى الاستقلال رقم 65 في الأول من يناير، للعام المنقضي 2020 بعين مختلفة غير تلك السائده عالميا باعتباره عام الإغلاق والقيود بسبب وباء كورونا، لكن في الخرطوم الأمر مختلف فهو عام التحولات الكبرى بالنسبة للسودانيين في ظل فترة انتقالية تعيشها السودان بعد الإطاحة بحكم البشير الإسلامي قبل عامين.

فذلك هو الاحتفال الثاني الذي يحتفل به السودانين بدون حكم الإخوان الذي استمر ثلاثون عاماً، إلى ان تم الإطاحة بحكم البشير في إبريل 2019 ، لكن ورغم جائحة كورونا التي فرضت قيودها على العالم أجمع بما فيه السودان، لكن الساحة السودانين استطاعات أن تتحرر من قيودها وعزلتها الدولية خلال هذا العام بتحقيق خطوات تاريخية لعل أبرزها إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب والتحرر من العقوبات الأمريكية والإنفتاح خارجيا ، وحتى داخليا مع جماعات التمرد والمعارضة.

واقع جديد تعيشه الساحة السودانية يختلف بكل المقاييس عن واقع السودان ما قبل 2020 ، بفضل مجموعة من التحولات الكبرى اتخذتها الحكومة الانتقالية في هذا العام للتخلص من ميراث الإخوان.. ولعل أبرز هذه التحولات ما يلي:

– أبرز تلك الاحداث والتحولات كانت الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك بداية العام الماضي إلى مدينة كاودا معقل المتمردين في جنوب كردفان، بعد سنوات من المعارك المتبادلة مع نظام البشير ، لكن مع الحكومة الإنتقالية فتحت طريق السلام مع هذه الجماعات.

وبالفعل في نهاية أغسطس تحقق الهدف بتوقيع الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية المتمردة اتفاقاً بالأحرف الأولى مع الفصائل المسلحة المنضوية تحت لواء تحالف الجبهة الثورية، لوضع حد لـ17 عاماً من الاقتتال.

ثم جاء التوقيع النهائي على هذا الإتفاق في أكتوبر الماضي بعاصمة جنوب السودان جوبا لإنهاء سنوات من الصراعات المسلحة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق.

التحول الأكبر مع إسرائيل

– في بداية فبراير ، كان التحول الأكبر ، حينما كسرت الإدارة الإنتقالية الحاجز النفسي تجاه العلاقات مع إسرائيل، بلقاء جمع رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي الأوغندية ، ليضع بذلك نقطة فارقة في مستقبل علاقات البلاد الخارجية توجت بما تم الإعلان عنه في أكتوبر الماضي رسمياً عن اتفاق للسلام بين السودان وإسرائيل وإنهاء حالة العداء التاريخي بينهما.

– في نفس اليوم الذي أعلنت فيه السودان تطبيع علاقاتها مع تل أبيب ، كان التحول الثالث والأبرز للسودانيين هذا العام وهو إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

هذا الإعلان الذي جاء بعد مسار طويل من انخراط الحكومة الإنتقالية مع ادارة ترامب في واشنطن ، توج بموافقة الكونجري الأمريكي قبل نهاية العام بيومين على اقتراح قانون يمنح السودان حصانة من أية ملاحقة قضائية جديدة فى الولايات المتّحدة تتعلّق بهجمات إرهابية سابقة، فى خطوة تندرج فى إطار الاتفاق التاريخى الذى أبرمه البلدان.

وبمقتضى التشريع ستصدر واشنطن تفويضا بدفع 111 مليون دولار لسداد جزء من دين ثنائى على السودان، و120 مليون دولار للمساهمة فى سداد ديون عليه لصندوق النقد الدولى، وفى الوقت نفسه ستتيح للسودان مساعدات قدرها 700 مليون دولار حتى سبتمبر 2022.

وبالتالي فإن هذا التشريع يعد تغييرا جوهريا في علاقة السودان مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي ، ذلك أنه يزيل عائقا رئيسيا أمام إعادة اندماج السودان الكامل في الاقتصاد العالمي.

السودانيون يحتفلون هذا العام بذكرى الإستقلال وجلاء المستعمر البريطاني ، وسط قرارات محلية بالحظر ومنع التجمعات خوفا من وباء كورونا ، لكن واقع الأمر أن هذا الإحتفال يأتي والخرطوم أكثر انفتاحا وتحررا في علاقاتها الخارجيه ، لعلاج إرث ما فعله حكم الإسلاميين على مدى ثلاثة عقود.

نرشح لك: في عيد استقلال السودان الـ65 .. «التكامل الإستراتيجي» يفرض نفسه على علاقات القاهرة والخرطوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى