الموقعتحقيقات وتقارير

بعد تكرارهم لمأساة فلويد .. لماذا يرفض الأمريكيون السود ويمارسون العنصرية ضدهم؟

كتبت _ فاطمة عاهد

تداولت مواقع الأخبار العالمية معلومات عن مواجهات حدثت يوم الأحد بين متظاهرين محتجين على مقتل شاب من أصول أفريقية والشرطة الأمريكية في مدينة مينيابوليس، عقب إطلاق القوات غاز مسيل قنابل الصوتية على المتظاهرين.

وعقب ذلك أصدرت الشرطة بيانا أكدت فيه مقتل سائق سيارة عند محاولة رجل الأمن القبض عليه لصدور مذكرة توقيف بحقه، فيما أكد مكتب التوقيف الجنائي التابع لمينيسوتا أنه “يحقق بشأن حادثة إطلاق نار مرتبطة بالشرطة” دون أن يكشف عن هوية الضحية.

بينما أشار مكتب التوقيف الجنائي التابع لولاية مينيسوتا الأمريكية أنه “يحقق بشأن حادثة إطلاق نار مرتبطة بالشرطة” في بروكلين سنتر، لكنه رفض تحديد هوية الضحية.

وعقب ذلك تجمع عدد كبير من المواطنين خارج مركز للشرطة في بروكلين سنتر، شمال غرب مينيابوليس. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل والقنابل الصوتية باتّجاه المتظاهرين.

بينما أشارت والدة الشاب الذي قتل على أيدي الشرطة خلال الأيام الماضية والذي يدع داونت رايت (20 عاما) أمام حشد ليل الأحد أنه اتصل بها لإبلاغها بأنه تم توقيفه من قبل الشرطة، كما أنها سمعت عناصر الأمن يطلبون من نجلها ترك هاتفه المحمول قبل أن ينهي أحدهم المكالمة، ليبلغها صديقه بقتله

ووفق بيان لدائرة شرطة بروكلين سنتر، فإن العناصر طلبوا من سائق التوقف بسبب مخالفة مرورية، وعندما اكتشفوا وجود مذكرة بإلقاء القبض عليه أساسا، حاولوا توقيفه، لكنه عاد إلى سيارته وأطلق أحد العناصر النار فأصيب السائق وتوفي فورا.

مقتل جورج فلويد في مينيابوليس

لك تكن تلك الحادثة هي الأولى من نوعها، فقد قتل جورج فلويد، أمريكي من أصول أفريقية ذات 46 عاما، على يد ضابط بشرطة مينيابوليس فى 25 مايو 2020، حيث أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة عن الحادث ضغط الشرطي على عنقه لمدة تسع دقائق تقريبا، وجرى فصل الضابط من عمله، وتوجيه اتهام له بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية.

لماذا تنتشر العنصرية في أمريكا ضد السود؟

وفقا لموقع “national geographic” في مقالة على موقعه نشر العام 2016 فإن الأفارقة وصلوا لأمريكا كعمال زراعة لا يمتلكون أي من حقوقهم، لذا تمت معاملتهم على أنهم ليسوا مواطنين وسلبت منهم حقوقهم الآدمية.

وفقا لموقع history فقد تخلى عدد ولايات أمريكا الواقعة في الشمال عن العبودية، حتى صدر قانون يمنع جلب العبيد من الخارج في عام 1808 لكنه باء بالفشل، فقد تضاعف عدد السود من العبيد 3 مرات، وازداد عددهم إلى أكثر من 4 ملايين إنسان بحلول العام 1865.

وفي عام 1831 ثار مجموعة مزارعين ولاية فيرجينيا بقيادة نات تيرنر ومعه مجموعة من السود، لكنها أسفرت عن مقتل مئة واحد منهم على الأقل، وانتهت بعد ثلاثة أسابيع بإعدام نات ومن معه.

الحرب الأهلية بداية الانفراجة

وفي عام 1865 قامت حرب الأهلية وكانت السبب في تحرير السود في الجنوب وفي عام 1870 توسع الكونغرس الأمريكي ومنحهم العديد من الحقوق جديدة كالمساواة دون النظر إلى العرق أو اللون.

وفي عام 1885 سنت الدولة قوانين عنصرية تفصل بين السود والبيض في المدارس والأماكن العامة وبعض الأماكن الرسمية بأمريكا.

اغتيال المناضلين السود

ناضل مارتن لوثر كينغ في الستينيات، لأجل أن يشهد اليوم الذي يتساوى فيه البشر حتى اغتيل عقب ذلك بسبب مطالباته، وكذا نسبة إلى المناضل مالكولم إكس، الذي اغتيل العام 1965.

واستطاعت حركة الحقوق المدنيّة بين عامي 1955 و 1968، من الحصول بالتدريج على كامل حقوقهم كمواطنين أمريكيين، بإقرار مجموعة من التشريعات الفيدرالية التي تُسقِط الممارسات التمييزية على أساس العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو الأصل القومي.

أول رئيس من أصول أفريقية

وصل رئيس أسود إلى الحكم في أمريكا في عام 2009 وهو بارك أوباما لكنه شهد تنكر من العديد من المواطنين في أمريكا، لكن لازال هناك تعديات عدة على السود في امريكا حتى اليوم على الرغم من ما شهدته من تاريخ حافل بالنضال للحصول على حقوقهم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى