الموقعتحقيقات وتقارير

بطالة ومخدرات وأفلام محرمة.. «زنا المحارم» الجريمة والعقاب في بلد الأزهر.. «الموقع» يفتح الملف المسكوت عنه

استاذ علم النفس: غياب الثقافة الدينية والإدمان والأمراض النفسية أهم الأسباب

– زنا المحارم أخطر الجرائم التي تهدد المجتمع وخلط الأنساب والقتل والانتحار أهم نتائجها

كتبت- منار إبراهيم 

«زنا المحارم» جرائم بشعة تتم في كنف الأسر، ليمارس أب متجرد من مشاعر الأبوة علاقة زوجية مع أبنته، أو أخ مع شقيقته، خال مع ابنة أخته، نتيجة لضعف الإيمان وغياب الثقافة الدينية، وتعاطي المخدرات فيُولد من رحمها عدة جرائم أخرى منها: خلط الأنساب، القتل، الانتحار، وغيرها من الجرائم التي تهدد أمن المجتمع، وهذا ما يناقشه «الموقع» خلال السطور القليلة القادمة…

كشفت دراسة صادرة من المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن 24% ممن ارتكبوا جرائم «زنا المحارم» طلاب، و25% منهم من العاطلين، أما الحرفيون لم تزد نسبتهم عن 5.2%، المهنيون 5.8%، التجار 10%، أما الموظفون فتصل نسبتهم إلى 11%.

وأوضحت الدراسة أن معظم مرتكبي جرائم الزنا تشابهت ظروفهم الاجتماعية؛ فغالبيتهم غير متزوجين ولا يعملون، وبالتالي يقضون في البيت وقتا أطول مما يقضيه العاملون ويعيشون في أسر فقيرة مما يجعل إقدامهم على ممارسة الزنا أكثر إيجابية.

وشهدت الفترة الأخيرة العديد من جرائم «زنا المحارم»، حيث شهدت قرية الحلمية إحدى قرى مركز أبو حماد بالشرقية جريمة بشعة بقيام أب بالاعتداء الجنسي على ابنته ذات الـ 11 من عمرها، تارةً تحت تهديد السكين وأخرى بوضع منوم لها في الطعام، مستغلا فرصة مرض زوجته التي مكثت على إثرها شهرين في المستشفى ، الأمر الذي نتج عنه حمل الفتاة من أبيها.

«كانت تثيرني وأقمت معها علاقة زوجية أكثر من مرة» تلك هي اعترافات خال كان يمارس علاقة زوجية مع أبنت أخته، لتشهد منطقة بولاق الدكرور على جريمة أخرى لزنا المحارم بين الخال النقاش والطالبة أبنة الـ 19 عام، لتنته هذه لجريمة برضيع يٌلف في ملاءة ويلقى على أعتاب إحدى المستشفيات.

نرشح لك : ما هو مصير ابن زنا المحارم؟ ملف الموقع

وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة سوسن فايد، استاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن “زنا المحارم” واحدة من الجرائم المسكوت عنها وتتم تحت مظلة الخوف والتهديد، وغالبًا تمارس هذه الجرائم على الفتيات صغيرة السن.

وأوضحت “أستاذ علم النفس” خلال حديثها مع” الموقع“، أن أسباب هذه الجريمة هي ضعف الإيمان والجهل بالجزاء، المجتمع يعاني من أزمة قيم رهيبة منذ عدة سنوات سببها غياب الثقافة الدينية، كما يُعد الإدمان سبب رئيسي للقيام بهذه الجريمة وخاصة تعاطي الحبوب المُخلطة التي تصيب الرجل بالهلاوس وغياب الإدراك والوعي وتجعله في حالة من عدم القدرة على السيطرة على النفس.

وأشارت أن التعرض للمواقع الإباحية والمشاهد المثيرة في التليفزيون يُثير غرائزه نتيجة ضعفه الايماني والسلوكي، هذا إلى جانب إصابته ببعض الأمراض النفسية منها الانفصام في الشخصية، الهلاوس البصرية والسمعية وتخيله لأمور غير موجود بالواقع وأن هذه الفتاة التي يعاشرها فتاة أخرى، وفي بعض الحالات مٌصابة بشذوذ جنسي.

ولفتت إلى أن المناطق العشوائية والبيوت الصغيرة شديدة الازدحام تُعد بيئة خصبة لارتكاب هذه الجريمة لفقدانها المسافات الشخصية والاحتكاك في المضاجع، وإطلاع الأبناء على العلاقة بين الأبوين في الحالات التي تعيش في غرفة واحدة مما يسبب لهم إثارة تدفعهم لممارسة الزنا مع بعضهم.

و وصفت “فايد” زنا المحارم بأنه غريزة بهيمية تحدث نتيجة توافر أثنان من العوامل السابقة منها المرض النفسي مع الإدمان وكذلك غياب الوعي والإدراك، يجعل هذه الجريمة عادة لدى بعض الحالات وليست خطأ يحدث مرة فحسب.

وتابعت “أستاذ علم النفس” زنا المحارم من أخطر الجرائم التي تهدد المجتمع لذلك حرمها الله، لما يعقبها من جرائم بشعة منها: خلط الأنساب، قتل الجاني ضحيته لإخفاء الجريمة، انتحار الفتاة للتخلص من عواقب هذه الجريمة على حياتها، فهي جريمة تؤدي إلى الفوضى والانحلال الأخلاقي بالمجتمع.

واختتمت حديثها قائلة: الحل لردع مثل هذه الجرائم هو قيام الرموز الإسلامية في الدولة بالتوعية عن خطورة هذه الجريمة و جزاءها، وانتباه الدولة لهذه الجريمة المسكوت عنها و رفع وعي الأسر بخطورتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى