حوادث

بدءًا من فرنسا.. قصة ارتداء المحامين الروب الأسود أمام المحكمة

كتب – عدي الريان

كعادته كل صباح، يجلس أحد القضاة الفرنسيين في عام 1791 بشرفة منزله يستنشق الهواء النقي ويتناول إفطاره، إلا أن في إحدى الأيام طرأ جديد بعدما وقعت مشاجرة بين شخصين أمام منزله، وشاهدها بعينيه، انتهت بقتل أحدهما وهروب القاتل.

وقف القاضي يراقب الحكاية في دهشة وصمت وكأنه لا يستطيع التحدث من هول ما يحدث. سقط الشاب على الأرض وسط بركة من الدماء، وبمجرد أن شاهد أحد المارة القتيل ملقى على الأرض حمله على كتفه وذهب به إلى أقرب مستشفى لإسعافه، لكنه لفظ أنفاسه الاخيرة قبل وصوله، وهناك ألقي القبض على الشاب، واتهمته الشرطة الفرنسية بقتل المجني عليه.

فكر القاضي أن الحكاية انتهت عندما حمل أحد المارة الشاب محاولا إنقاذه لكنه لم يعلم أن تلك الواقعة الذي شاهدها كاملة ستقع أمامه، للفصل فيها، ولأن القانون الفرنسي لا يعترف إلا بالدلائل والقرائن، حكم القاضي على الشاب المنقذ بعد اكتفاء الأدلة أمامه بالإعدام شنقًا.

بعد النطق بالحكم ظل القاضي يؤنب نفسه، ولكي يرتاح من عذاب الضمير اعترف أمام الرأي العام في إحدى الإذاعات بأنه أخطا في هذه القضية، وأنه حكم على الشاب المنقذ بالإعدام، فثار الرأي العام ضده واتهم بأنه يفتقد الأمانة والضمير.

وفي اليوم التالي واعتلاء القاضي المنصة، فوجئ أن المحامي الذي يقف أمامه للترافع في القضية يرتدى “روب اسود”، فسأله القاضي عن سبب ارتدائه هذا الزي؟، فأجاب المحامي: لكي أذكرك بما فعلته من قبل عندما حكمت ظلماً على شخص برئ بالإعدام.

ومنذ تلك الواقعة وأصبح الروب الأسود هو الزي الرسمي لمهنة المحاماة. ومن فرنسا انتقل إلى سائر الدول وظل كذلك حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى