منوعات

بالأفيال والأسود ودار الفطرة.. كيف احتفل الفاطميون بعيد الفطر في مصر؟

تقرير- دعاء رسلان

الاحتفال بعيد الفطر مر على العديد من الأزمنة والعصور، ولكنه في العصر الفاطمي تميز بطابع خاص من أشكال الاحتفالات، حيث كان الفاطميون يسمونه ب”الموسم الكبير”، وفقا لتعبير شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي.

بالتزامن مع الاحتفال به، يستعرض “الموقع” أبرز أشكال الاحتفال بعيد الفطر في العصر الفاطمي.

اسم عيد الفطر في العصر الفاطمي

عرف المسلمون عيد الفطر المبارك بهذا الاسم على الدوام، ولكنه في العصر الفاطمي أطلق على هذه المناسبة العديد من الأسماء، أبرزها: “عيد الحلل”، وذلك نسبة لتوزيع الملابس على جميع موظفي الدولة بداية من الخليفة حتى أدنى موظف في القصر، كما أطلق عليه “الموسم الكبير”.

بداية احتفال الفاطميين بعيد الفطر

مع قدوم الخليفة المعز لدين الله إلى مصر، بدأ الفاطميون احتفالهم بهذا العيد، وذلك في عام 362هـ /972م، حيث كان الخليفة يتوجه لأداء صلاة عيد الفطر داخل مصلى العيد، القائم في الجهة الشرقية للقصر الكبير بجوار باب النصر، والتي بناها جوهر الصقلي لهذا الغرض، كما صلى بها الخليفة العزيز بالله في عام 380هـ / 990م.

احتفال عيد الفطر بالأفيال والأسود والزراف

في عيد الفطر، كان الخليفة في العصر الفاطمي يمر في طريق يضم طوائف من العسكر في أبهى زينة، وكان الموكب يتضمن الأفيال والزراف والأسود المزينة وعليها قباب من الذهب.

فوق الأفيال كان يجلس العسكر بكامل زينتهم وسلاحهم، وتعزف الموسيقى المصاحبة للموكب بأنغام قوية وتحوي بين آلاتها أبواقا خاصة، ويحتشد الناس على جانبي الطريق للتطلع إلى الخليفة ولمشاهدة ما يحويه الموكب من مظاهر القوة والفخامة.

كان الخليفة يؤم المصلين في العيد وفقا لرسوم محددة، وفي طريق العودة إلى القصر يحتشد الناس لمشاهدة الألعاب، التي يقوم بها طائفة من أهل برقة يطلق عليهم “صبيان الخف” المتخصصين في الألعاب البهلوانية، وكانت الدولة تخصص لها اقطاعات ومرتبات ورسوم.

الطعام في عيد الفطر في العصر الفاطمي

تعد الحلويات من أهم أشكال الاحتفال بعيد الفطر، وكانت توزع الحلوى على جميع موظفي الدولة مع إقامة الموائد الضخمة، التي تحوي على كل طريف في القصر، وذلك كان يتم إنشاء مطبخ ضخم لصنع الحلوى أطلق عليه “دار الفطرة”، وقد تم إنشاؤه في عهد الخليفة العزيز بالله، وهو أول من بنى دار الفطرة.

ومن أهم الحلوى التي كان يتم صنعها، “الخشكنانج”، هو الرقاق المحشو بالفستق واللوز، وحلوى “البستندود”، وهي تصنع بالدقيق والبلح وكعب الغزال ولقمة القاضي وغيرها، وتخزن هذه الأصناف في مخازن دار الفطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى