الموقعمنوعات

بائعة الجرائد: «رزقي في الشتاء مُضاعف.. وربنا مبينساش حد»

 كتب: إسلام الأسيوطي 

الساعة تدق السادسة صباحًا، تخرج بائعة الجرائد من منزلها في أرض اللواء مترجلة حتى أن تصل لمحطة البحوث بالدقي، على الرغم من تقدم عمرها للخمسين عامًا إلا أنها ما زالت تعافر مع الحياة، وقالت: «ربنا مبينساش حد ومديني الصحة علشان محتجش لحد».

فواكه، سيدة لا تفارق شفتاها الابتسامة لسان حالها شاكر المولي عز وجل على نعمته عليها، تروض مصاعب الحياة بالرضى والوجه البشوش.

«الحياة دي مدرسة.. ياما اتعلمت منها.. وكمان من قرايتي للجرائد شوفت الكثير».. فواكه، لم تستكمل تعليمها وتوقفت عند المرحلة الإعدادية، وقالت إن ظروف والدها المادية كانت لا تسمح لاستكمال التعليم فكانت تنظر لغيرها من الفتيات في سنها بنظرة الغيرة ولكن مع مرور السنوات اقتنعت بأن كل شيء رزق، وتابعت: «كل اللي خرجوا من الكليات قاعدين في البيوت مش شغالين».

بائعة الجرائد أم لفتاتين، وكان زوجه لبائع جرائد وبعد وفاته قررت استكمال مسيرته، قالت: «مكنتش أعرف أبيع ولا اشتري حاجة الا الجرائد علشان شربت الشغلانه من جوزي».

وحول موقف أبنائها منها لكونها سيدة في الخمسين من عمرها وتحتاح المساعدة ردت قائلة: «عيالي كل واحد فيهم عايش حياته والدنيا تلاهي.. كلهم متجوزين».

وأشارت «فواكه» إلى أن رزقها في الشتاء مضاعف، وتابعت: «اللي بيشتري الجرائد غاويها.. وبتلاقيه كل يوم بيشتري».

تصمت بائعة الجرائد قليلاً وتعود بصوت حزين قائلة: «ساعات بحس بالخوف إني اموت وملاقيش حد ينقذني.. وجيراني على طول بيحاولوا يتواصلوا معايا ويطمنوا عليا عارفين بحالي ووحدتي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى