أخبارالموقع

الوطنية للتدريب تنظم ورشة عمل لدفعة الفريق العصار من البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة

نظمت الأكاديمية الوطنية للتدريب ورشة عمل لدفعة “الفريق محمد العصار” من البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة؛ للوقوف على الدروس المستفادة من التدريب الميداني الذي تلقوه لمدة شهر كامل في ربوع محافظات مصر، وبالتعاون بين الأكاديمية الوطنية ووزارة التنمية المحلية وتحت رعاية السادة المحافظين وبإشراف يومي مباشر من السادة نواب المحافظين؛ بهدف تعزيز وعي وإدراك المتدربين بالتحديات العملية التي تواجه الدولة ممثلةً في المحافظات كصورة مصغرة من الدولة، ولتوفير المعرفة والأدوات والمهارات والخبرات العملية المختلفة ذات الصلة بجميع جوانب الإدارة العامة.

تم تقسيم دفعة الفريق العصار إلى مجموعات داخل الورشة تناقشت حول التدريب الميداني للخروج بورقة ختامية توصح النتائج والإيجابيات والسلبيات ومكتسبات التدريب الميداني. وكذلك إلتقت د. رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية في نقاش عام مفتوح مع خريجي الدفعة، حيث شكرتهم على أدائهم المشرف في جميع المحافظات، وقالت: “ردود أفعال السادة المحافظين كانت رائعة حيث كان دوركم فاعل، وأنتم من سطعتم بذاتكم فنحن كنا سبيل وأداة في الاختيار فقط، أنتم الفكرة التي صُنعت داخل الأكاديمية ونُفذت فأصبحت دُرة إنتاجها، وسأسعى جاهدة على أن ترى المشروعات التي قُدمت للأكاديمية وللسادة المحافظين النور”، وتمنت لهم التوفيق ودعتهم أن يظلوا دائمًا عنصر فاعل ووكلاء تغيير وذوي قيمة مضافة، ومنارات كلٌ في موقعه.

وضح محمد فرج الذي يعمل بوزارة السياحة وقد تلقى تدريبه الميداني في محافظة المنوفية، أنه وزملائه خلال الشهر التدريبي طبقوا الخبرة التي اكتسبوها من داخل قاعات الأكاديمية كالتواصل الفعال وإدارة المواقف والأزمات، وبين أن المنوفية محافظة زراعية محدودة الموارد، ولكنها محظوظة بوجود محافظ نشط استطاع أن يعزز من مواردها وهو السيد اللواء إبراهيم أحمد أبو ليمون، وأضاف أنهم شاركوا في الزيارات الميدانية للمدارس ولبعض المديريات مثل الزراعة والتربية والتعليم والصحة والطب البيطري، وإطلعوا على الخطة الاستثمارية للمحافظة وحضروا العديد من الاجتماعات مثل اجتماع مديريتي الصحة والتعليم لدراسة الاستعدادات للعام الدراسي في ظل أزمة فيروس كورونا، وقال: “وجودنا داخل الديوان لمدة شهر جعلنا على دراية بالتحديات التي تواجه المحافظة، وفرصة التدريب اليوم ونحن لسنا في موقع المسئولية يسمح بتجميع كم أكبر من المعلومات، وعند نزولنا لأرض الواقع نلمس مشاكل المواطن فنستطيع نقلها بشكل عملي ونضع لها حلول جذرية وهذه هي التنمية المستدامة”.

صادف محمد عبد الله حسين وهو يعمل مهندس مشروعات غاز طبيعي في شركة جنوب الوادي للبترول أن يكون تدريبه الميداني في محافظة نشأته وهي بورسعيد، ويرى أن هذه المحافظة بها الكثير من المزايا فهي محافظة صغيرة، وحضرية ولها طابع خاص حيث تبدء بها أغلب المشروعات القومية مثل التأمين الصحي الشامل والتحول الرقمي، وأوضح أن فترة تدريبه بها لم تقتصر على الزيارات الميدانية والتفقدية للعديد من المشروعات ومشاركته في حضور العديد من الاجتماعات مع السيد المحافظ ومع السيد النائب فقط بل تضمنت معايشة حقيقية لإدارات الديوان عام المحافظة؛ لفهم طبيعة العمل بها، وشارك بالعمل الفعلي مع لجنة أعمال حصر المباني التي مر على إنشائها أكثر من 75 سنة، وفي آخر الشهر التدريبي قدم عرض تقديمي عن كل ما عرفه واكتسبه خلال فترة التدريب الميداني، وبيّن قائلًا: ” إن وزن هذا الشهر التدريبي يعادل 50% من التدريب النظري الذي تلقيناه لمدة عام”.

أعرب الدكتور أسامة دويدار الباحث في المركز القومي للبحوث قسم العلاقات المائية والري الحقلي عن تميز تجربة التدريب الميداني الذي تلقاه بمحافظة الوادي الجديد قائلًا: ” لقد كانت تجربة فريدة وأكثر من رائعة أن أتلقى التدريب في محافظة تشغل 45% من مساحة مصر، ولها نمط مختلف من الإدارة بحكم كونها محافظة حدودية، لها حدود دولية مع ليبيا والسودان، ومحافظة بها تنمية سريعة سواء تنمية زراعية على أعلى مستوى وأيضًا تنمية إدارية”.

وأضاف : “كنت محظوظ بتواجدي في تلك الفترة حيث تم فيها اعتماد المخططات العمرانية الجديدة، محظوظ أنني كنت في مكان بتبنى فيه مصر، لقد قطعت في هذه الجولة 3970 كيلو داخل المحافظة تعرفت فيها على كل الإدارات الفنية داخل الديوان، وكل مديريات الخدمات والمركز القومي للسكان والمركز القومي للمرأة والمركز الإقليمي للبحوث، وتعاملت مع جهات كثيرة جدًا عن قرب ورأيت كيف يتم اتخاذ القرار، وساهمت في بعض الأنشطة في مبادرة حياة كريمة في القرى الأكثر احتياجًا، وشاركت في النزول الميداني في بعض البحوث الاجتماعية في التصالح حياة، وشعرت بأن الدولة المصرية تعمل بتناغم شديد ويتم اتخاذ القرارات بسرعة سواء كانت تخص المحافظة أو بالتعاون مع الوزارات المعنية، وكأن شعارهم (آتونا ما ينفع الناس نأتيكم بسند من القوانين واللوائح والخطط)، ولقد استفدنا بأننا تعرفنا على إجراءات العمل المختلفة، وطرق اتخاذ القرار وربطنا ما تعلمناه هنا في الأكاديمية وبين الواقع العملي، وكان يحدث يوميًا لقاء مع السيدة نائب المحافظ لتقييم أعمال اليوم، ومناقشة ما سيتم في اليوم التالي”.

وتقدم الدكتور أسامة في نهاية فترة التدريب بعدة مقترحات للمحافظة منها ما يخص المشروع القومي لتحديث الري كالتحكم الآلي في الري لتوفير الاحتياجات المائية للنبات من خلال ترشيد استخدام المياه، وعمل تطبيق إلكتروني لإدارة مياه الري للحفاظ على الموارد المائية الجوفية في الوادي الجديد وأيضًا عمل عدادات ذكية للآبار الجوفية لحسب الاستهلاك من المياه الجوفية، بالإضافة إلى وحدات تصنيع الألبان ضمن مشروعات صغيرة؛ لتعظيم الاستفادة منها والحفاظ عليها لسهولة تسويقها في الوادي الجديد، وبالفعل حدث بعد انتهاء التدريب لقاء عن بعد مع السيد المحافظ وسيتم البدء في تنفيذ هذه المشروعات.
شارك خريجو دفعة الفريق العصار بعد انتهاء الورشة في جولة داخل الموقع بالأكاديمية لرؤية التطويرات التي تحدث بمبانيها، ثم تم اتخاذ الصورة الجماعية مع د. رشا وكذلك بعض الصور الجماعية والفردية التذكارية داخل أروقة الأكاديمية.

الجدير بالذكر أن البرنامج الرئاسي لتأهيل التنفيذيين للقيادة يهدف إلى بناء كوادر ذي كفاءة عالية للدولة، قادرة على فهم واستخدام الآليات الحديثة في رسم السياسات وإدارة عملية اتخاذ القرار وتطبيق نمط تفكير حديث متماشيًا مع أحدث التطبيقات والنماذج الدولية الناجحة مما يجعلهم قادرين على تبوأ المناصب القيادية المختلفة، وقد تم تخريج 190 متدرب في الدفعة الأولى في شهر يناير 2018، وتخريج 79 متدرب في الدفعة الثانية الذين تلقوا التدريب الميداني في 3 أكتوبر الماضي واستمر لمدة شهر في جميع المحافظات، وقد بدأت الدفعة الثالثة في 8 نوفمبر الحالي وعددهم 65 متدرب سيتم تدريبهم لمدة عام 9 أشهر تدريب نظري، و3 أشهر تدريب ميداني.

وأنشئت الأكاديمية الوطنية للتدريب بموجب قرار جمهوري أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2017؛ لتكون قبلة التطوير والتعلم في مصر، ومنارة التنمية وقاطرة بناء الإنسان ونهضته بالعلم والمعرفة، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى