الموقعتحقيقات وتقارير

الوباء القادم.. ماذا تخبىء البرازيل ؟

إزالة الغابات سبب مباشر لانتشار الفيروسات القاتلة

تجهيز المعامل والدراسات.. خبير فيروسات يكشف لـ”الموقع” الاستعدادات لمواجهة الخطر

استشاري أمراض المناعة يكشف أسباب ظهور رعب جديد يهدد العالم

كتبت- دعاء رسلان

بات التحذير الجديد من منظمة الصحة العالمية، بشأن ظهور وباء جديد يمكنه أن يهدد الحياة على كوكب الأرض، يشغل بال الملايين من المواطنين في جميع أنحاء العالم، ولا سيما مصر، وذلك بالتزامن مع التوترات والأحداث التي يشهدها العالم من صراعات وأزمات جراء التغيرات المناخية، والتي أصبحت تشكل مخاطر على العديد من البلدان في العالم.

التحذير من حدوث وباء جديد، يدفع المؤسسات الصحية في العالم لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة قبل انتشاره لتجنب ما حدث في أزمة انتشار كوفيد-19، كما دعا البعض لتوقع الدولة التي ستكون موطن انتشار الوباء الجديد القادم.

تركزت توقعات العلماء إلى أن البرازيل، هي الدولة التي ستكون مركز انتشار الوباء الجديد، نتيجة لاحتواءها على كهوف الخفافيش، وهو ما يزيد من احتمالية تحوله إلى وباء عالمي جديد.

الصحة العالمية والوباء الجديد القادم

من جانبه، ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، الدول الأعضاء على الاستعداد لحدوث وباء مقبل، مطالبا بضرورة زيادة تمويل المنظمة.

وأكد أنه لابد من عدم تأجيل زيادة تمويل منظمة الصحة العالمية، مشددا أنه من المرجح أن يكون الوباء القادم قريبا، وأنه في حال عدم تنفيذ التغييرات اللازمة فإنه من الصعب توقع خطورة الوباء الجديد.

عدوى الخفاش

وفي هذا السياق، قال محمد أبو المجد خبير الفيروسات، إن تحذير منظمة الصحة، جاء لزيادة المساعي في الإعداد المسبق والتعاون الدولي لمكافحة وباء قادم يهدد العالم خلال الفترة القصيرة الماضية.

وأوضح لـ”الموقع” أن من أبرز الاستعدادات المطلوبة خلال الفترة المقبلة، هو تجهيز المعامل، وجمع التمويلات، ودراسة نمط حياة الحيوانات الناقلة للفيروسات وعلى رأسها الزواحف والخفافيش.

وأكد خبير الفيروسات أنه خلال الفترة المقبلة سيكون هناك العديد من السيناريوهات الشاملة لمواجهة الوباء المتوقع.

التعامل الخاطئ مع الطبيعة

في السياق ذاته، قال الدكتور أحمد مصطفى، أستاذ أمراض الباطنة والمناعة إن هناك علاقة قوية بين التعامل الخاطئ مع الطبيعة وظهور الأوبئة والأمراض، موضحا أن القطع الجائر في الغابات والتي تعد موطن للعديد من الحيوانات والطيور هو السبب في انتشار الأوبئة الخطيرة التي تهدد حياة البشر خلال الفترة الحالية.

وتابع أستاذ المناعة لـ”الموقع” أن تجريف البشر للغابات؛ يسبب هجرة للحيوانات، كما يشكل خطورة بالغة على الإنسان ويجعله عرضة للتفاعل مع أنواع مختلفة من الفيروسات.

وتابع أن إزالة الغابات تقلل من وجود الحشرات والكائنات التي تتغذى عليها الخفافيش، كما أن توجه الإنسان للعيش في أماكن الغابات المزالة، يزيد من احتمالية التعامل المباشر مع الخفافيش التي تتغذى على دماء البشر والحيوانات والفواكه، وتترك فضلاتها على الفواكه التي يأكلها الإنسان.

وأكد أن خلايا الخفافيش تحمل فيروسات قادرة على النمو وإحداث العدوى منها للإنسان.

الصحة ومواجهة الوباء القادم

من جانبه، قال حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، إن بيان منظمة الصحة العالمية لم يعلن عن ظهور وباء جديد بشكل قاطع، بل إن المنظمة وجهت العالم بضرورة الاستعداد لظهور أي وباء جديد وعدم الانتظار حتى حدوثه.

نرشح لك : «10 ثواني فقط تفصلك عن الموت»: مع انتشار الأزمات القلبية..ماذا تفعل لو ظهرت عليك الأعراض حتى وإن كنت بمفردك؟| الموقع

وأكد عبدالغفار أن الوباء يمكن أن يحدث في أي وقت، سواء كان قريبا أو بعيدًا، وعلى العالم أن يكون مستعدًا ويتعلم من الدروس المستفادة من جائحة كورونا.

لماذا تتوجه الأنظار إلى البرازيل في الوباء الجديد؟

يؤيد العديد من العلماء ظهور الوباء الجديد القادم من كهوف غابات الأمازون المطيرة في البرازيل، وذلك للعديد من الأسباب، وأبرزها أن البرازيل، تحتل المركز الثالث عالميا في احتواءها على أنواع مختلفة من الخفافيش.

تمتلك البرازيل مساحات كبيرة وضخمة، من الغابات التي تزيد من فرص انتقال العدوى من الخفافيش للبشر، كما يزيد عمق عدد من الكهوف في البرازيل على 1.5 كيلومتر.

التأكد من أن الفيروسات التي ضربت العالم خلال الفترة الماضية، كان مصدرها الخفافيش، بالإضافة إلى الاستمرار في إزالة الغابات وتهجير الحيوانات والحشرات والطيور التي كانت تتغذى عليها الخفافيش.

تعرض الخفافيش للإداجهاد نتيجة لهدم منازلها، يزيد من احتمالية احتواءها على الفيروسات، كما تمتلك الكثير من الجراثيم في لعابها وبولها وبرازها.

يمكن للفيروسات أن تتحور بداخل الخفافيش ثم نقله للإنسان كما حدث سابقا في كوفيد 19، بالإضافة إلى عدم قدرة جهاز المناعة للإنسان على مواجهة فيروسات جديدة ومجهولة، إذا حدثت عدوى مباشرة من حيوانات مثل الخفافيش، ومن السهل انتشارها وحدوث الوباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى