أراء ومقالاتالموقع

النائبة مارجريت عازر تكتب لـ”الموقع” قداسه البابا والكنيسة الوطنية

ثمانية أعوام مرت على تجليس قداسة البابا تواضروس الثاني على الكرسي المرقسي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عام 2012، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الكنيسة المصرية محط أنظار للعالم كله سواء على المستوى الكنسى والسياسي نظراً للقيمة العالمية التي يشغلها البابا في العالم بعد مواقفه الوطنية منذ أن أصبح بابا للكنيسة .

أهم المواقف الوطنيةالتى سوف يسطرها التاريخ بحروف من النور لقداسته منذ تجليسه على الكرسى البابوى الذى عبر من خلاله عن دور الكنيسة فى خدمة الوطن ومدى انتمائها وهدفها في المقام الأول هو المصلحة الوطنية لتثبت للعالم أن الكنيسة جزء وعمود أساسي من أعمدة الدولة المصرية.

وظهرت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.

ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالب كنائس المهجر بأن تكون سفارات شعبية لمصر في الخارج تكذب الإدعاء بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابًا وليست ثورة شعبية، قامت للحفاظ على الهويه المصريه بارادة شعبيه انضم لها الجيش المصرى للحفاظ على مصر من الضياع وهذا ما كان يبرزه دائما خلال زياراته الخارجية.

أوضاع المسيحين.. ووفد الكونجرس
وخلال لقاءته الخارجية، كان دائما «البابا» يؤكد أن الأوضاع تسير في مصر بصورة أفضل عن الماضي، حيث أكد قداسته خلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن «حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب».
واعتقد ان منهج الحب الذى يتخذه قداسه البابا هو مصدر القوه الحقيقى فى شخصيته فهو يطبق اهم تعاليم الكتاب المقدس (الله محبه ) فيتعامل مع كل الاحداث بمنظور المحبه والتواضع الذى يعطى له نعمه وحكمه فى اتخاذ القرارات المصيريه

وللبابا تواضروس مواقف وطنية فى العديد من الأزمات منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر ٢٠١٦ ، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.

وقال وقتها: «إن الجماعات الإرهابية التي هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية»، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.

وعقب تفجير البطرسية وتحديدا في مارس من عام ٢٠١٧ ، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013 والتي قام بها الشعب المصري مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصري، وهناك خطوات جاده لتحقيق ذلك منها إقرار أول قانون لبناء الكنائس في مصر وزيارات الرئيس للكاتدرائية في الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التي أحرقت ودمرت، وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة، وإننا جميعًا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشاكل من أجل أن تحيا مصر في أفضل صورة.

وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، الذى راح ضحيته عشرات الشهداء والمصابين، خرج علينا كعادته، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة
وعقب وقوع الحادث الإرهابي الذي وقع بمسجد الروضة بالعريش، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس الكنائس فى ذلك اليوم، وذلك تضامنا مع الأخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.

ا
ومواقف الكنيسه من القضيه الفلسطنيه واضحه لاتتغير ، أصدرات الكنيسة القبطية بيانا لرفضها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معربة عن تضامنها الكامل مع الأشقاء العرب وحفاظا على مشاعر الملايين من الشعوب العربية تجاه هذا القرار.

وأعربت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية، وقتها وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن قلقها البالغ بشأن القرار الصادر من الإدارة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذي يتعارض مع جميع المواثيق الدولية بشأن القدس.
وقالت الكنيسة إن ذلك الاتجاه سيؤدي إلى نشوء مخاطر كبيرة تؤثر سلبًا على استقرار منطقة الشرق الأوسط بل والعالم ككل.
ودعت إلى ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية في هذا الشأن، والسير في طريق التفاوض كسبيل أمثل لإقرار الوضع العادل الذي يتوافق مع الحق التاريخي لمدينة القدس وبلوغ لحل عادل وسلام شامل.

ولم تكتف الكنيسة بهذا البيان لا ثبات احترام مشاعر الملايين من العرب في الحفاظ على هوية القدس العربية، بل أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانا أكدت فيه أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بخصوص القدس، جاء في توقيت غير مناسب دون اعتبار لمشاعر الملايين من الشعوب العربية.
وأكدت الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية اعتذارها عن عدم استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، خلال الزيارة المزمع القيام بها وقتها.

وقالت الكنيسة في بيانها: «نصلي للجميع بالحكمة والتروي في معالجة
 القضايا التي تؤثر على سلام شعوب الشرق الأوسط، إله السلام يعطينا السلام في كل أوان ويحفظ الجميع في خير وسلام».
كل هذه المواقف الوطنيه غيرت ثقافه بعض المصريين التى حاولت التيارت المتطرفه بث الفرقه بين ابناء الوطن الواحد فوجدوا ان المصريين المسيحيين يحافظوا على سلامه الوطن بارواحهم ومقدساتهم وان القياده الكنسيه قيادة وطنية واعيه وجاء هذا مع وعى القياده السياسيه بقيمه المواطنه ووحده المجتمع اعاد اللحمه الوطنيه
كل عام و قداستك طيب ربنا يبارك فى خدمتك للوطن والكنيسة ويديم رعايتك لأولادك والى منتهى الاعوام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى