الموقعتحقيقات وتقارير

«الموقع» يكشف بالمستندات: لا مكان للغلابة في مستشفيات المنصورة..مخالفات مالية وإدارية

 الدولي طرد سيدة فقيرة وولدت في الشارع أمام المارة

  نقيب أطباء الدقهلية: حولوا المستشفيات لشبه استثمارية

  المركزي للمحاسبات: صرف 2% مكافأة لمدير مستشفى بالمخالفة للوائح

  تحميل الموازنة العامة للدولة بمبالغ دون مقتضى

  المستشفى لم تمنع تسريب فيديو تصوير جثة نيرة أشرف

  حملات تبرعات للمستشفيات بلا رقابة من الصحة أو التضامن

تحقيق- محمد فتحى عبد العال 

فضيحة إنسانية كبيرة وقعت في مدينة المنصورة، إذ دخلت سيدة حامل على وشك الولادة ومعها زوجها، لمستشفى المنصورة الجديد؛ للولادة المجانية ظنا منها أن الوضع كما هو…

إلا أنها كانت على موعد مع الصدمة، فقد طلب منها 300 جنيه رسوم دخول، وورقة بمستلزمات وأدوية تجاوزت ألف جنيه، كان الزوجان بحالة رثة ويظهر عليهما الفقر المدقع، فقد لجأ إلى المستشفى الحكومي التابع لوزارة الصحة ظنا منهم أنهم سيجدون احتراما لآدميتهم وتقديرا لفقرهم وظروفهم…

إلا أن المفاجأة، كانت في طرد هذه المرأة وزوجها ورفض ولادتها، لم يدري الزوجان ماذا يفعلون..وأمام بوابة المستشفى ولدت المرأة فى منظر رآه الجميع ولا يستطيع أحد إنكاره سواء من المستشفى أو من مديرية الصحة بالدقهلية…ويمكن للجهات المعنية مراجعة الواقعة للتحقيق فيها…

الأمر استدعى تدخل المارة وبعض الأطباء الذين تصادف دخولهم المستشفى وقت تجمهر الناس.. مشاجرة كبيرة انتهت بدخولها قسم الاستقبال لإنقاذ ما تبقى من آدميتها المهدرة وكرامتها المهانة، ومحاولة إسعاف الطفل الذي ظل حبله السري معلقا في انتظار الرحمة…

فى الوقت الذى تتحدث فيه الحكومة عن دعم المواطنين وعدم تحميلهم فوق طاقتهم، وتأكيد السيد الرئيس على مد مظلة الرعاية لاسيما الصحية لغير القادرين، جاءت المنصورة عاصمة الطب فى مصر كما يلقبها البعض، لتنسف كل كلام الحكومة وتثبت نقيضه تماما…

الموقع” يكشف فى هذا التحقيق، تحويل مستشفيات المنصورة التى كانت تقدم خدمة العلاج بالمجان للغلابة والمواطنين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، لما يعرف بأمانة المراكز الطبية المتخصصة، لتتحول المستشفيات العامة إلى شبه خاصة، وتتحول الخدمة المجانية إلى خدمة بأسعار يعجز عنها الكثير خاصة مرتادي المستشفيات العامة والحكومية…

كان المعمول به، هو تحويل مستشفى كبير لأمانة المراكز الطبية وترك أخرى لخدمة الغلابة، لكن السادة المسؤولين هناك يبدو أنهم لا يرون سوى المال، متناسين أن الطب مهنة سامية ورسالة قيمة، وأصبحت الآن المنصورة وما يلحق بها من قرى وبلدات بلا مستشفى واحدة بالمجان.

كما تم رفع التذاكر الخاصة بالعيادات، لمن يشكو من أى مشكلة صحية عاجلة كالحمى أو النزلات المعوية أو الزائدة الدودية وغيره، والغاء مجانية إجراء تحاليل وغيره لغير القادرين، مع رفض اعطاءهم الدواء كما كان في السابق…

كنا ينفرد “الموقع” بالمستندات، نشر مخالفات مالية وإدارية فى أكبر مستشفيات المنصورة…

• البداية من نظام أمانة المجالس

وفقا لما هو معمول به، فإن قرار تخصيص أى مستشفى وضمه لأمانة المراكز الطبية، يجب ألا يؤثر على الخدمة المجانية فى المنطقة المحيطة به، أي يجب أن يكون هناك مستشفيات أخرى تقدم الخدمات السابقة للمواطنين، حفاظا على الفقراء والمحتاجين…

لكن هذا لم يتم فى سابقة غربية وخطيرة فى المنصورة، إذ تم تحويل مستشفى المنصورة العام الجديد والذى أصبح “المنصورة الدولي” ومستشفى المنصورة القديم والذى أصبح “المنصورة التخصصي” لنظام أمانة المراكز الطبية المتخصصة، لتصبح المنصورة وكل ضواحيها من قرى وبلدات لا يوجد بها مكان للفقير ولا المحتاج…

فضلا عن مستشفى طلخا العام، والذي تم هدمه، وينتظر قرار البناء وموازنة التجديد..

ولا توجد مستشفى عادية سوى فى أقرب مركز لمدينة المنصورة وهو مركز أجا على بعد قرابة ٦٠ كيلو متر من مدينة المنصورة.

بحسب مصدر داخل وزارة الصحة، فإن القرار حول مدينة المنصورة الشهيرة طبيا لمدينة لا ترحم، ولا مكان فيها للغلابة، إذ سيتطلب من أي مواطن تحمل تكلفة علاجه بالكامل وشراء دواءه، ولو تطلب الأمر اجراء أي تحاليل، فعليه أيضا تحملها، بعضها يتجاوز 1000 جنيه بعد أن كانت مجانية، بل ولن يصرف لهم أي دواء كما كان في السابق!

بل وسبق وجاء مريض بحالة سيئة وتظهر عليه علامات المرارة، تم رفض إجراء العملية له، لعدم قدرته على دفع الثمن!وتابع المصدر، القرار صدر بالاتفاق بين مديرية الصحة بالدقهلية وأمانة المراكز الطبية، وربما غابت تفاصيل كثيرة عن وزارة الصحة.

.• نقابة الأطباء: حولها لشبه استثمارية

بدوره قال الدكتور أسامة الشحات، نقيب أطباء الدقهلية، إنه من المؤلم أن المنصورة المعروف تقدمها الطبي والعلمي، تصبح بلا مستشفيات تابعة لوزارة الصحة لخدمة معدومي بل ومحدودي الدخل، لأن وزارة الصحة تخلت عن دورها في خدمة المحتاجين في المنصورة والمناطق المحيطة بها…

وأضاف الشحات، أغلب من يرتاد المستشفيات العامة من الفقراء والمساكين، والمنصورة مدينة كبيرة وحولها قرى كثيرة، وكانت هذه المستشفيات تقدم لهذه الطبقات خدمة مجانية، لكن الآن وزارة الصحة جعلت مستشفياتها شبه استثمارية!

صحيح أنها ليست في سعر المستشفيات الاستثمارية، لكن الفقراء لايستطيعون تحمل الكشف بفلوس والتحليل بفلوس والعلاج بفلوس، ولو ولادة أو عملية أيضا بأجر…

نرشح لك : ترويض الوجع.. حينما يكون تحمل الألم أهون من شراء الدواء .. «الموقع» يحقق في سر ارتفاع أسعار الأدوية واختفاء جهات المراقبة

وأوضح الشحات، أن المنصورة بها ثلاثة أضلاع للعلاج..الأول وزارة الصحة ثم التأمين الصحي ثم مستشفى الجامعة ويتبع التعليم العالي، وكما هو معلوم فإن التأمين الصحي يخدم شريحة بعينها وهم الخاضعين للتأمين، ومستشفى الجامعة يكون عليه ضغط كبير جدا، وبكل أسف تخلت وزارة الصحة عن الضلع الثالث وحولت المستشفيات المجانية إلى خدمة مقابل أجر.

و حول وجود حالات تم طردها من مستشفيات وزارة الصحة بالمنصورة لأنه ليس معهم مال، أكد نقيب أطباء المنصورة، على أن القانون ينص على معالجة الحالات الطارئة، وفي حالة مخالفة ذلك يجب محاسبة المسؤولين ومدير المستشفى على الفور، ولا يحب أن ننسى أن الطب مهنة إنسانية سامية.

• فساد مالى واداري

وفقا لمصادر مطلعة داخل وزارة الصحة وفي مديرية الصحة بالدقهلية، وبحسب مستندات حصل “الموقع” عليها، فإن الجهاز المركزي للمحاسبات رصد مخالفات مالية وإدارية داخل مستشفى المنصورة الدولي “الجديد”، نذكر منها:

استيلاء ادارة المستشفى على المبالغ المخصصة لتحليل مرضى الفشل الكلوى عن أشهر عديدة من خلال قرارات نفقة الدولة و التأمين الصحى وتحصيلها من القرارات المخصصة لذلك دون اجراء هذه التحاليل لأشهر متعددة على سبيل الذكر لا الحصر اشهر يناير وفبراير ومارس وأبريل 2022

كما تبين لدى مراجعة مستندات مستشفى المنصورة العام الجديد عن الفترة مايو/ يونيو، وكذا فحصختامي الوحدة الحسابية بالمستشفى عن السنة المالية 2022/2021 ، عدم انتظام في اجراء التحاليلالشهرية والدورية للمرضى المترددين على وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى، حيث تبين بالرجوع الى دفتر التحاليل الشهرية بوحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى عدم اجراء التحاليل الشهرية للمرضى، عدة أشهر بالمخالفة لأحكام التعليمات سالفة الذكر.

ومثبت أمام هذه الشهور بالدفتر (لا يوجد مواد كيميائية لعمل التحاليل الشهرية) وهو الأمر الذي ترتب عليه تحميل، الموازنة العامة للدولة والهيئة العامة للتأمين الصحي بمبالغ دون مقتضى.

عدم انتظام في اجراء التحاليل الشهرية والدورية اللازمة للمرضى بوحدة الغسيل الكلوي بمستشفى المنصورة العام الجديد لشهور عديدة رغم عمل مطالبات لهيئة التأمين الصحي ومديرية الشئون الصحية بالدقهلية بقيمة جلسات الغسيل الكلوي متضمنة قيمة، اجراؤها للمرضى المترددين على وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفى.

فضلا، عن قبول تحاليل اجراؤها لبعض المرضى بمعامل خارجية خاصة غير معتمدة وهو الأمر الذي ترتب عليه تعريض حياة المرضى لمخاطر جمة وإثقال كاهل من يجري منهم التحاليل بالمعامل الخاصة بقيمة تلك التحاليل، إضافة لتحميل الموازنة العامة للدولة والهيئة العامة للتأمين الصحي بمبالغ دون مقتضى بلغ ماأمكن حصره منها3284000 جنيه.

نرشح لك : السكرة الأخيرة.. أسباب الـ Heart attack.. ملف خاص عن «الموت المفاجيء»

عدوى فيروس سي ينص البروتوكول المعمول به، أنه يتم إجراء تحليل PCR ، لكل المرضى قبل دخولهم المستشفى والحجز به، أو داخل حجرات الغسيل الكلوي حتى لا تنتشر العدوى داخل المستشفى، أو تطال مرضى غير مصابين، وهو ما سيتسبب لهم في مضاعفات خطيرة.

لكن هذا لم يعمل به فى المستشفى، وثبت إصابة حالتين بفيروس سي، رغم أنهما لم يصابا به قبل دخول المستشفى، الأمر الذي يؤكد وصول العدوى لهم من مريض داخل المستشفى، وهو ما يهدد نقل العدوى لباقي المرضى، الذين هم أصلا في حالة مرضية سيئة وغير قادرين على تحمل أعباء مرضية أو مادية جديدة…

• مكافآت مالية بالمخالفة للوائح

جاء في تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، أن مدير مستشفى المنصورة الدولي، حصل على مكافآت مالية بلغت 2%، من دخل المستشفى.

وتبين لدى مراجعة مستندات مستشفى المنصورة العام الجديد عن الفترة مايو/يونيو وكذا فحص ختامي الوحدة الحسابية بالمستشفى عن السنة المالية 2022/2021 قام المسئولين بالمستشفى بصرف مبالغ نسبة 2 % للدكتور مدير المستشفى اعتبارا من شهر ديسمبر2021 رغم عدم توافر شرط التفرغ التام لسيادته وفقا لأحكام لحكام اللائحة رقم 200 لسنة 2002 وتعديلاتها..

وكذا بالمخالفة للضوابط التي حددتها أمانة المراكز الطبية المتخصصة حيث أنه يملك عيادة خاصة بترخيص ساري برقم تسجيل 5997 بتاريخ 2015/10/12 بنقابة الأطباء.

• واقعة تصوير نيرة أشرف

وفي هذا التحقيق نتساءل، عن صحة المعلومات حول مستشفى المنصورة القديم “التخصصي”، وهو المستشفى الذي خرجت منه صور الطالبة نيرة أشرف القتيلة من داخل المشرحة، هل صحيح أن إدارة المستشفى كانت على علم بالواقعة ولم تتدخل لمنع وصول الفيديوهات للغرباء أو تسريبها لمواقع التواصل.

نرشح لك : كلاكيت كل مرة.. نقص فى «بنج الأسنان».. من يفتعل الأزمة؟ خبراء يتحدثون لـ «الموقع»

الغريب أن طاقم التمريض الذي تم التحقيق معه في الواقعة، أقر بالتصوير وقال إنه لإثبات الجراح فيها، ولإثبات ما تلبسه من ذهب، وهو الأمر الذي لم تقتنع به المحكمة واصدرت أحكاما بالسجن والغرامة…

وهل صحيح أنه سبق وصدر ضد مدير المستشفى الحالى حكما بالسجن في قضية إهمال تسببت في وفاة طفل.
الغريب أنه وبعد هذه الوقائع، قيادات المستشفيان فى أماكنهما حتى لحظة كتابة التحقيق!

• تبرعات بلا رقابة

تدور شبهات كثيرة حول حملات تبرع بملايين لمستشفى المنصورة الدولي، دون رقابة من وزارة الصحة أو التضامن الإجتماعي، كان آخرها حملة لتوسعة العناية المركزة والتي كانت تحوي 16 سريرا، ولم يتم إضافة سوى 4 سراير فقط، رغم ما تردد وقتها أنه تم جمعمبلغ 20 مليون جنيه.

بل وتتم بعض هذه الحملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دون أي تنسيق مع الجهات المعنية بهذا.

•وقد جرى التواصل مع الدكتورة مها إبراهيم رئيس أمانة المراكز الطبية للرد والتعقيب، لكنها لم تجب لا على الهاتف ولا على الواتساب الخاص بها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى