الموقعتحقيقات وتقارير

“الموقع” يجيب.. كيف استعادت مصر قوتها وثقلها في عهد الرئيس السيسي؟

“الموقع” يجيب.. كيف استعادت مصر قوتها وثقلها في عهد الرئيس السيسي؟

السفير محمد المنيسي لـ”الموقع:

بعد ثورة 30 يونيو تنامى دور مصر في منطقة متفجرة بالأزمات

 القيادة المصرية “تفردت” في الوصول إلى هدنه بين حماس وإسرائيل رغم فشل الجميع 

الدكتور عمر عبد العاطي لـ”الموقع”:

تألق السياسة الخارجية المصرية يأتي بعد فترة من استتباب الأوضاع الداخلية

 مصر ليست عدوانية ولا تخلق المشاكل لمن حولها كما بعض دول المنطقة

جزء من فاعلية الدور المصري أنه مرتبط بمصالح الدول الكبرى

واشنطن تنظر إلى القاهرة أنها “رمانة الميزان” وليست دولة تسعى لإحداث خلافات

كتب: أحمد إسماعيل علي

استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترة توليه مقاليد الحكم في مصر إلى إعادة السياسة الخارجية للبلاد لتتصدر الواجهة العربية والإفريقية والإقليمية والدولية، بصورة إيجابية كانت غائبة لفترة طويلة عن القاهرة ذات التأثير والدور التاريخيين.

ومن اللافت، أن مصر وخلال تلك الأعوام السبعة، تمكنت من تعزيز علاقتها مع القارة الأفريقية، وفي إطار حوض شرق المتوسط، كما تميزت دبلوماسيتها بالتوازن مع القوى الكبرى، وحظيت باحترام وتقدير كبير، رغم ماشاب تلك الفترة أحيانا من اختلاف في وجهات النظر مع الرؤية المصرية، والتي أثبتت في كثير من المواقف صحتها بعد ذلك.

بقيت مصر في عهد الرئيس السيسي، متمسكة بثوابتها الوطنية الداخلية وسعت لتدعيهما بالتنمية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما انعكس بالإيجاب على صورتها في الخارج، رغم  محاولات بعض الأطراف المعادية من هز استقرار وأمن البلاد.

ورغم ما سعت إليه بعض الجهات المشبوهة لضرب الاستقرار وتعطيل عجلة التنمية في بلادنا، تمكنت مصر وأثبتت قدرتها وعدالة قضيتها، ما أدى لتراجع دول، كانت تعادي مصر وتدعم أجندات معارضة مشبوهة وجهات إرهابية، وآخرهما تركيا وقطر، اللتين باتتا تسعيان إلى القاهرة من خلال إرسال الوفود رفيعة المستوى لإعادة تطبيع العلاقات وطلب ود القيادة المصرية، التي طالما عملا على معاداتها، وحققتا في ذلك فشلا ذريعا، أثببته وضوح الرؤية وقوة الإرادة المصرية.

مصر في عهد السيسي، عملت بنشاط كبير على مستوى القارة الأفريقية، وخلال المؤسسات الدولية، على الدفاع عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وسلكت كل السبل الدبلوماسية والمشروعة للوصول إلى اتفاق قانوني وملزم وعادل وشامل، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، يضمن حقوق الدول الثلاث “مصر والسودان وإثيوبيا”، مستخدمة في ذلك سياسة “النفس الطويل”، رغم تعنت الجانب الإثيوبي ومماطلته.

كما كانت مصر هي الفاعل الرئيس خلال مايو الجاري، عبر دبلوماسيتها في التوصل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد حرب دامت نحو 11 يوما، خلفت العديد من القتلى والمصابين والدمار الكبير، خصوصا في غزة.

وكان لهذا التأثير قدر كبير وثناء من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أجرى اتصالين في فترات زمنية متقاربة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليشكره على جهوده، في تحقيق السلام. كما أوفد وزير خاجيته أنتوني بلينكن إلى القاهرة للعمل على تحقيق هدنة ممتدة في الأراضي الفلسطينية، وإعادة مسار المفاوضات.

تفرد القيادة المصرية

من جانبه، قال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ“الموقع”، إن الدور الذى تلعبه أي دوله في السياسات الخارجيه للمنطقه المحيطة بها أو لدول العالم الخارجي، يكون هذا الدور انعكاس لثقل هذه الدوله عسكريا واقتصاديا وثقافيا (قوتها الناعمة) .

وأضاف: “من المؤكد أن ما شهدته مصر من تنامي قوتها في هذه المجالات بعد ثورتها الشعبيه المباركه في 30 يونيو 2013، قد انعكس بالإيجاب على الأدوار التي تلعبها في منطقة متفجره بالأزمات.

واستدل السفير “المنيسي” بالقول: “لعل الدور المتفرد الذي لعبته القيادة المصرية في الوصول إلى هدنه بين حماس وإسرائيل على الرغم من فشل الجميع في تحقيق ذلك”.

انعكاس الوضع الداخلي على السياسة الخارجية

من جانبه، قال الدكتور عمر عبد العاطي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، لـ“الموقع”: تألق السياسة الخارجية المصرية يأتي بعد فترة من استتباب الأوضاع الداخلية.

وأضاف: السياسة الخارجية المصرية مرتبطة بالتطورات الداخلية، فمنذ قدوم الرئيس السيسي، عام 2014، بدأ يحصل ما يسمى بإعادة مصر الثانية والجديدة، ما أعطى للرئيس مصدر من مصادر القوة لأن يبدأ التوجه من الداخل.

وقال:  وجدنا التحرك المصري خصوصا في غزة وليبيا والقرن الأفريقي وقضية سد النهضة، مرتبط بمصالح مصرية وإعادة استعادة مصر للدور الإقليمي والمرتبط بتوجهات السياسة الخارجية المصرية التقليدية.

سياسة مصر التقليدية

وأوضح الدكتور عمر عبد العاطي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن سياسة مصر الخارجية التقليدية، ليست عدوانية لا تخلق مشاكل لما حولها، كما بعض دول المنطقة.

وتابع: مصر لديها وجهة نظر في تعاملها مع الأطراف الدولية، لحلحلة الأزمات حفاظا على الأمن المصري وأيضا الأمن والسلم الدوليين.

وقال: جزء من فاعلية الدور المصري أنه مرتبط بمصالح الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة، والتي من مصلحتها استتباب الأمن في منطقة الشرق الأوسط، غير دول أخرى تسعى لأن يكون لها دور إقليمي تتعارض سياستها ودورها مع مصالح الدول الكبرى.

وأوضح أن مصر مرتبطة بحفظ الأمن والاستقرار واحترام قواعد القانون الدولي.

العلاقة الإستراتيجية المصرية الأمريكية

وقال إن سبب من أسباب العلاقات الإستراتيجية ما بين أمريكا ومصر، أن واشنطن تنظر إلى القاهرة بأنها “رمانة الميزان”، وليست دولة تسعى لإحداث خلافات.

أيضا دور مصر الخارجي مرتبط بالحفاظ على الدولة الوطنية، قائلا إنها لا تسعى لكي تكون يدها ملطخة بالدماء أو منخرطة في الصراعات، مثل إيران ودورها في سوريا واليمن والعراق ولبنان.\

وبين أن هذا يعطي لمصر القدرة على التواصل مع أطراف الصراع وتكون الوسيط النزيه الإقليمي بموافقة القوى الكبرى والمجتمع الدولي، لأنها تسعى للتوصل لحلول وتسويات للأزمات والنزاعات.

ونوه بدور مصر وتواصلها مع الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي في هذا السياق، على سبيل المثال.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى