أهل الشرتحقيقات وتقارير

” الموقع ” يجيب علي السؤال .. هل يضحي أردوغان بالإخوان ؟ .. وخبراء : كل الطرق تؤدي للصلح بين مصر وتركيا

تقرير علا خطاب:

“هل حانت لحظة المصالحة بين تركيا ومصر “، سؤال يتردد على مدار واسع بين وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية َوالدوائر المختلفة حول احتمالية تقارب العلاقات بين القاهرة وأنقرة خلال الأيام الأخيرة الماضية، لاسيما بعد التصريحات التركية التي وصفت بالمغازلة للجانب المصري.

ومنذ أشهر بدأ البلدان في إطلاق تصريحات مشجعة حول العلاقات بينهما وإمكانية العودة الى التعاون الإيجابي، كان آخرها تصريحات المتحدث باسم الحزب الحاكم حول أهمية مصر والحاجة إلى فتح فصل جديد بين البلدين.

انفتاح العلاقات

و أكد عمر جليك المتحدث باسم “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، أمس الأربعاء، أنه بدون الشراكة مع مصر لا يمكن كتابة تاريخ المنطقة.

وجاءت تصريحات “جليك” ردًا على سؤال حول علاقات تركيا مع مصر أثناء المؤتمر الذي عُقد على هامش اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية للحزب، برئاسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قائلا:” أنه “لدينا أرضية مع مصر يمكن من خلالها تناول هذه الأمور معها، غير أن ضرورات الحديث بشأن التطورات التي تشهدها المنطقة تقتضي مثل آليات الحوار تلك، لكن هذا بالطبع منوط بأن يكون نفس النهج متبادل”.

وفي وقت سابق ، أعرب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، عن انفتاح تركيا للحوار و”فتح فصل جديد” مع مصر ودول الخليج، بحسب تصريحات أدلى بها لشبكة بلومبرج.

ليبيا وشرق المتوسط

بالمقابل، تمسكت مصر بضرورة تعليق الاتفاقيات التي أبرمتها أنقرة مع حكومة الوفاق الليبية، كما تمسكت بمناقشة بخروج القوات التركية من ليبيا وعدم وجود أي قواعد عسكرية تركية ليبية لبدء أي حوار في المستقبل.

وبشأن الخلاف حول رسم الحدود وملف الشرق المتوسط، كان قد أعلن وزير الخارجية التركي، مولود شاووش أوغلو، الأربعاء الماضي، أن تركيا ومصر قد تتفاوضان على ترسيم الحدود في شرق البحر المتوسط إن سنحت الظروف.

وأضاف “أوغلو” : “يمكننا توقيع اتفاقية مع مصر من خلال التفاوض على المساحات البحرية وفقاً لمسار علاقاتنا”.كما قال: “تلقينا بإيجابية نشاط مصر في التنقيب ضمن حدودها البحرية في البحر المتوسط وفق احترام حدودنا”.

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، قبل أيام أن مصر أبدت احتراما للجرف القاري لبلاده خلال أنشطة التنقيب شرق البحر الأبيض المتوسط، معتبرا ذلك “تطورا هاما للغاية” في العلاقات بين البلدين.

وبحسب خبراء، فإن أنقرة تحاول منذ فترة إقناع القاهرة بأن توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين لتحديد المناطق الاقتصادية بينهما سيعيد إلى مصر مناطق كبيرة كانت قد خسرتها لصالح اليونان وقبرص نكاية في تركيا، وأن إعادة ترسيم الحدود سيوسع من مناطق مصر الاقتصادية في البحر المتوسط، علاوة على ذلك سيؤدي في النهاية إلى وجود.

بينما أبدت أنقرة استعدادها لإرسال وفد تركي رفيع يضم دبلوماسيين ومسؤولين أمنيين إلى القاهرة، بحسب مصادر مطلعة، وتقدمت بمقترح لعقد اجتماع أمني بحضور ممثلين عن قبرص واليونان، وفق ما ذكرته “العربية نت”.

ردود الأفعال التركية

ومن جانبه، علق الدكتور أكرم بدر الدين، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بأن مصر دولة إقليمية مؤثرة وليس من مصلحة تركيا أن نكون في عداء دائم مع مصر، كما تجمع كل البلدين سمات وقضايا مشتركة تاريخ وحضارة وموقع جغرافي، لكن في نفس الوقت هناك خلافات في وجهات النظر في الفترة الماضية نتيجة لتوترات سياسية، لذلك إذا تم حل هذه الخلافات ولم تتاخذ تركيا موقف عدائي تجاه مصر سنرى المصالحة قريبة بين البلدين، فليس من مصلحة تحد الطرفين أن يستمر الخلاف للأبد خاصة مع المتغيرات إلى تحدث في المنطقة والإدارة الأمريكية الجديدة وغيره

وتابع “أكرم” في تصريحات ل “الموقع“،
“إذا تم التوافق حول فضية الشرق المتوسط وتم التوصل إلى رسم حدود، كذلك الأمر إذ تم توقف للتدخل التركي في القضايا الإقليمية في المنطقة كالملف الليبي وما يمثله من أهمية لمصر وحدودها، فضلا عن الملف السوري ودعمها جماعات متطرفة بالسلاح وغيره ومالتلف العراقي ايضا، وبالتالي إذ تم التقارب في وجهات النظر في هذه القضايا الشائكة ووضع حدود له يكون المجال مفتوح مع علاقات طبيعية مع تركيا، لذا التساؤل هتا “هل ستقوم تركيا في الفترة المقبلة بالتخلي عن هذه السياسات أم لا”؟ ” وهو ما ستحدد على أثره إتمام المصالحة من عدمه، فالأمر متوقف هنا على ردود الأفعال التركية.

وبشأن المساومة بورقة الإخوان الهاربين في تركيا، يوضح استاذ العلوم السياسية، أن الأهم في التقارب أو المصالحة هو القضايا الإقليمية الأكثر أهمية من بضعة آلاف من الأخوان يمكن حل أمرهم في أي وقت وهو يعتمد على القوانين التركية وإذا كان استطاعوا أخذ حق اللجوء هناك ام لا، مضيفا أن في كل الأحوال نأمل أن يتم الصلح عن قريب فالتوترات والخلافات لن تفيد اي من الأطراف.

ورقة الإخوان

بينما يعتقد أحمد بان، الباحث في شئون الإسلام السياسي، بان حكام تركيا برجماتيون للغاية وكل الاوراق
مطروحة لديهم للاستخدام ومنها ورقة الاخوان بطبيعة الحال.

وأضاف “البان” في تصريحات ل “الموقع” أن إذا لم يستطيعوا المساومة من المحتمل اللعب على ورقة تخفيف حدة المعارضة أو المطالبة بوقف الأمر نهائيا في منصاتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى