الموقعتحقيقات وتقارير

«المصيف في عين الفقير عجبة»: مع الظروف الاقتصادية وحرارة الجو..كيف تقضي الأسر المصرية إجازة الصيف| «الموقع»

>>«فايد»: الاستمتاع بالإجازة الصيفية حسب المستوى الثقافي والاقتصادي لكل أسرة

>> رحلات اليوم الواحد مشقة وتعب وليس فيها استمتاع

>>«الخولي»: التفرقة في المصايف أفقدتنا الإحساس بالمتعة

>> ليس شرطاً في قضاء الإجازة الذهاب إلى البحر..هناك وسائل بسيطة ورخيصة للترفيه

كتبت – آلاء شيحة

مابين البر والبحر خلال فصل الصيف يستعد كثيرون للذهاب إلى المصيف، والتمتع بالشواطئ، هربًا من ارتفاع درجات الحرارة لكن قد تكون التكاليف المادية عقبة أمام البعض وتعطلهم عن قضاء أجمل الأوقات والاستمتاع بالبحر الساحر، كما أن هناك من لا يعرف الإجازة أصلا ويكتفي بنزهة شعبية بسيطة أو قد لا يتنزه، إذ تدخر الكثير من العائلات من راتبها الشهري، وتنتقص من مصاريفها اليومية، فقط من أجل أن تتمكن من قضاء عطلة صيفية مريحة وبميزانية محدودة..

ومع بدء الإجازة الصيفية والانتهاء من ضغوط المذاكرة والامتحانات والحياة الروتينية، نتطلع جميعاً إلى قضاء إجازة ممتعة، ولكن دائماً يصاحبنا شعور بالخوف من التكاليف التي سوف نقوم بصرفها خلال تلك الإجازة، والتي قد تحتاج لضبط الميزانية المالية بشكل جيد، ولكن قبل كل ذلك لابد من معرفة أن الغرض من الرحلة هو الاستمتاع وليس التبذير والمباهاة أو تناول الطعام الفاخر أو الإقامة في فنادق باهظة، ولكن الاستمتاع بالوقت مع الأسرة و قضاء عطلة رائعة بأقل التكاليف..

ولكن الواقع له رأي آخر، فالهروب من حر الصيف في هذه الأيام بات مكلفاً جداً، كما أن ضريبة الإجازة أضحت باهظة، كما أن ارتفاع أسقف الاستهلاك للناس في الإجازة في ظل غلاء الأسعار، والميزانيات المكبلة بمحدودية الدخل، أصبحت عِبئاً ثقيلاً على الأسرة. «الموقع» يتناول في السطور التالية أهم الطرق لكيفية قضاء وقت صيفي بأقل المصاريف، إضافة إلى بعض الأفكار المثمرة لاستثمار الإجازة الصيفية، والنصائح من بعض المختصين في هذا الإطار..

• حسب المستوى

الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، تقول إن كيفية قضاء الإجازة الصيفية والاستمتاع بها سواء بأقل التكاليف أو أكثرها تختلف من أسرة لأسرة؛ وذلك حسب المستوى الثقافي والاقتصادي، بالإضافة إلى سلوكها وحياتها ونوعية المناطق المناسبة لها للمصيف لبعض الفئات الاجتماعية، لذلك تبحث الأسر البسيطة عن أسعار مناسبة في ظل الظروف الاقتصادية، ليتمكنوا من قضاء الإجازة وبأسعار في متناول أيديهم.

وأضافت خلال حديثها لـ«الموقع»، أن معظم الطبقات تلجأ للبحث عن أفضل أماكن لقضاء الإجازة الصيفية وأفضل العروض والأسعار، ويفضل البعض الذهاب إلى البحر والتمتع بالنظر إلى المياه والشواطئ الرائعة، لافتة إلى أن فترة الصيف بمثابة أهم اختبار لميزانية الأسر، بعضها ينجح في هذا الاختبار ويحقق التوازن بين احتياجاتها وبين تفضيل الاستمتاع بالصيف بأقل التكاليف.

نرشح لك: كارثة نووية تحدث هذا العام.. العرافة فانجا تثير الرعب في العالم نبوءة جديدة

• البحر ليس شرطا

وعن كيف تستطيع الأسر أن توفق بين حاجتها إلى الترفيه وبين مصاريف الإجازة بتكلفة أقل توضح أستاذة علم النفس الاجتماعي، أنه مع بداية كل عطلة صيفية لابد من التخطيط للإجازة ولبرامج الترفيه والسفر، فلا أحد يستطيع أن يقلل من قيمة الإجازة الصيفية وأهميتها في الترويح عن النفس والاسترخاء لخلق فرصة لصنع ذكريات جميلة مع العائلة بعيدًا عن الانشغال الدراسي وتوتر المذاكرة والامتحانات، والعمل وضغوطات الحياة اليومية.

مُبينة أنه ليس شرطاً في قضاء الإجازة للذهاب إلى البحر، فهناك وسائل بسيطة ورخيصة، كأماكن مفتوحة مثل المنتزهات والحدائق والأماكن السياحية وزيارة المتاحف التي تنمي معلومات تاريخية، أو الاستمتاع بالطبيعة بزيارة المحميات الطبيعية والمناطق الريفية والصحراوية والساحلية، أو الاشتراك بأحد المعسكرات الصيفية، وأيضاً توجد أماكن للتمشية حديثة المنشأ مثل ممشى أهل مصر .

• رحلات اليوم الواحد

وتابعت، أن الإجازة الصيفية تمثل فرصة رائعة لاكتساب العديد من المهارات وحصد خبرات جديدة تفيد المدى الطويل وتصقل الشخصية، وأشارت إلى أن هناك رحلات اليوم الواحد ولكن لا أفضلها لما فيها من مشقة وتعب وعدم الاستمتاع جيداً، وإذا كانت الإمكانية تسمح بقضاء ثلاث ليال في فنادق متوسطة المستوى فلابد من تحديد تواريخ السفر، لأن تكلفة الإقامة بالفنادق تختلف بين شهر وآخر لا بل بين يوم وآخر، كما أن أجور الفنادق ترتفع خلال إجازة آخر الأسبوع، فإذا استطعنا تجنب هذه الليالي في الفنادق الغالية يكون ذلك أفضل.

• مصيف غالي ورخيص

أما من وجهة نظر الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، يوضح أنه في الآونة الآخيرة وأعقبها الظروف الاقتصادية الصعبة، فقدنا الإحساس بكلمة «مصيف» أو إجازة صيفية وفقدت العائلات روح اللمة، والتجمعات الأسرية من العام إلى العام، بسبب التفرقة في المصايف التي أفسدت كل شيء، تفرقة ليس فقط بين البشر بل في الأماكن وفي المأكل والمشرب وما يقال مصيف غالي ومصيف رخيص الثمن.

ويتجه الوضع كل عام إلى الأسوأ بسبب الإصرار على بث تلك الروح في الأجيال الجديدة، بعكس ما كان قديماً.

• ميزانية الأسرة

و أضاف خلال حديثه لـ«الموقع»، أن تخطيط الإنفاق الأسري بشكل عام وخاصةً في فصل الصيف، من خلال وضع الميزانيات الأسرية هو أمرا مهما للغاية، والتي تتميز بهذه المهارة هم السيدات بالإضافة إلى التصرف في حدود الموارد والإمكانات المتاحة للأسرة، وتحقيق التوازن بين مختلف متطلبات أفرادها، مُشيراً إلى أن فهناك مثل شهير يقال وهو«على أد لحافك مد رجليك».

وأكمل، أنه لابد أن تكون لكل أسرة خريطة واقعية لقضاء الإجازة الصيفية بتكاليف معينة بحسب كل مستوى، وأن تتضمن أنشطة متنوعة تجمع بين الترفيه والتسلية وممارسة الرياضة بأشكالها، فالشخصية الإنسانية تحتاج للثراء للمحافظة على التوازن بين احتياجات الجسد واحتياجات العقل والروح.

فالتنوع في الأنشطة مطلوب ويسهم بشكل كبير في تكوين الشخصية وبنائها بناء سليماً، وحبذا لو تضمن برنامج الإجازة أيضاً بعض الأسفار والرحلات لنصبح أكثر استكشافاً وانفتاحاً عن طريق زيارة الأماكن التراثية والسياحية، كي يتعرف أبناؤنا على معالم وآثار بلادهم، ومن ثم يتسع الوعى وتتفتح المدارك، وتتطور رؤيتنا للحياة والناس والعالم.

• في المنزل

وأردف أن هناك من يفضل قضاء الصيف في المنزل وعدم الخروج للتنزه بحسب المراحل العمرية، وتنظيم الوقت ما بين القراءة وسماع مقاطع الموسيقى المفضلة لكل شخص وتناول المشروبات المفضلة والتفنن في إحضارها ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والأخبار وتعلم مهارات جديدة وأخذ دورات تدريبية أون لاين واتباع عادات صحية سليمة وقضاء وقت عائلي للذكرى لافتاً إلى أن الوقت عامل مهم للاستفادة والإنجاز، ومن هنا أنادي بأن تقوم الدولة بتناول هذا الموضوع لأنه يوجد شريحة كبيرة غير قادرة على حصول حقها في الترفيه والتنزه وإسعاد وقتها في الإجازات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى