الموقعتحقيقات وتقارير

المساواة في الظلم عدل.. لماذا لا تستفيد المرأة من العذر المخفف في “جرائم الشرف” ؟

كتبت _ فاطمة عاهد

أخبار جرائم الشرف التي تبدأ بـ”شك في سلوكها” نهر لا ينضب في صحف الحوادث والمواقع الإخبارية، يحتوى كل منهم على تفاصيل تثير رعب وفزع قارئيه، في حوادث معنونة بـ”جرائم الشرف” حيناً أو “غسل العار” أحيانا أخرى، لكن مثل تلك الجرائم لا تهز الرأي العام، أو تستدعي انتباه المتابعين نظرا لأن المجتمع الذي يعيش فيه يؤمن بعضه بضرورة التخلص من مصادر الخيانة والعار.

تعرف جرائم الشرف من المنظور الاجتماعي على أنها “اضطرار” رجل إلى قتل أنثى دفاعاً عن شرف بسبب جريمة يظن أنها ارتكبت، لكن في حالة تبديل الأدوار تعد المرأة قاتلة وحتمية يجب أن يوقع عليها أشد العقوبة، لكن لما التفرقة؟

نرشح لك: أستاذ علم الاجتماع: الوضوح أساس الحفاظ على ثبات الأسرة والزواج دون علم المرأة يؤدي لتفككها

ينص القانون المصري في المادة 237 من قانون العقوبات على أن “من فاجأ زوجته حال تلبّسها بالزنا وقتلها في الحال ومن يزني بها فإنه يعاقب بالحبس بدلاً من العقوبات المقررة في المادتين 234 و236″، ومن هنا يستفيد الزوج من التخفيف في عقوبة قتل الزوجة.

في حين أن السيدات لا يمكنهمن أن يحصلن على عقوبة مخففة في حالة قتل الزوج إذا ثبتت خيانته وفوجئت بذلك، كما أن عقوبة الزنا للرجل في حال ثبوتها تكون ستة أشهر، بينما تسجن المرأة لمدة لا تزيد على سنتين.

وبحسب الخبير القانوني، هاني سميح، في حديثه لـ«الموقع» فإنه لا يتم تخفيف الحكم على الزوجة إن قتلت زوجها بسبب الخيانة إذا فوجئت بذلك في بيت الزوجية، مشيرا إلى أن هذه المادة هي الوحيدة في القانون المصري التي تنص على عقوبة مخففة في جرائم القتل.

ولكن هل فرق الدين والطب النفسي بين الرجل والمرأة في عقوبة الزنا أو في مقدار الثبات الانفعالي والسيطرة على نيران الغضب في حالة أنها فوجئت بخيانة زوجها لها، بل ينشر في مجتمعنا أن المرأة ناقصة عقل، فلما لا يغفر لها ذلك تصرفها في حالة قتل زوجها بسبب الخيانة؟

نرشح لك: تعدد الزوجات دون علم المرأة بين مطرقة الشرع وحقوق المرأة.. «الموقع» يفتح الملف

بقول الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الزنا جريمة ويعد كبيرة من كبائر الذنوب ومن السبع الموبقات المهلكات، كما أن الله حدثنا عنها في في قوله تعالى “ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلًا”.

وأضاف “العجمي” في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما هو عقاب الزنا؟ أن الأصل أن الله يغفر جميع الذنوب ويقبل التوبة عن عباده، مهما كبر الذنب أو عظم إثمه، مشيرًا إلى قوله تعالى في سورة الشورى” وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ “.

وأشار إلى أن الله توعد مرتكبها بالعقاب الشديد دون تمييز بين رجل وامرأة في سورة الفرقان قائلا: ” وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) ” .

بينما أوضح استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز، أنه في علم النفس لا فارق بين الرجل والمرأة إذا كانا كل منهما شخصية عصابية، أي شديدة الانفعال.

وتابع في تصريحات خاصة لـ«الموقع» أن هناك شخصيات يمكن لأصحابها السيطرة على أنفسهم، لكن هناك جرائم تقع تحت مسمى الشرف يتم التخطيط لها مسبقا من قبل الزوج أو الزوجة على حد سواء.

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أنه لا فارق بين الرجل والمرأة في حالة توافر عنصر المفاجأة بخيانة طرف لآخر في العلاقة الزوجية، لذا فالفارق الذي يضعه القانون بين الرجل والمرأة في تلك الجرائم والعقوبات المفروضة غير صحيح، ولا يستند حتى لأسباب نفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى