الموقعتحقيقات وتقارير

«المتصهينون العرب..صوت إسرائيل بيننا»..وكُتّاب: خونة ولا يمكن مسامحتهم

«قلاش»: من يتقمص دور الموضوعي ولا يهتز وقت إراقة الدماء وهدم المنازل خائن

>> يعرف بالبهلوان يرتبط بمحطات لها نفوذ أمريكية يردد مقولات من صناعة العدو

>> نقيب الصحفيين الأسبق: خسرتم أنفسكم وبعتم أقلامكم وكنتم بلا ضمير

>> «يونس»: الحرب ستنتهي والدمار سيقف..لكن لن يتوقف احتقارنا لكم

>> هناك فريق مصلحته الشخصية أهم مما يحدث في غزة

كتبت – ندى أيوب

في الوقت الذي خرجت فيه الشعوب الغربية فضلا عن العربية والإسلامية دفاعا عن فلسطين وما يحدث في غزة، تطعن القضية الفلسطينية في ظهرها من بعض الكتاب والسياسيين العرب أو ما يطلق عليهم «المتصهينين العرب»، وتراهم يدافعون عن اسرائيل أو يهاجمون المقاومة الفلسطينية ووصفهم بأوصاف لا يرددها إلا العدو الإسرائيلي نفسه…

بحسب باحثين فإنه وببحث بسيط عن أحوال هؤلاء وماهية عملهم ومصادر دخلهم أو تمويلهم، ستعرف وتفهم لماذا هذا الموقف ضد القضية الفلسطينية، واحدة منهن كانت تعمل في مركز للدراسات بتمويل أمريكي وغربي حكم على رئيسه بالسجن بعد ثبوت تورطه في فبركة تقارير ودراسات ضد الدولة المصرية نظير أموال حصل عليها، ثم حصل على عفو من الرئيس مبارك لتلتقط تلميذته الخيط من بعده وتصب هجومها على غزة والمقاومة الفلسطينية حتى أنها قالت: إن اسرائيل تحارب نيابة عن العرب في غزة!
أيضا أحد الكتاب البارزين ورئيس التحرير السابق والمعروف علاقته بقناة أمريكية احتضنته وقت أن لفظه الجميع نتيجة آراؤه ومواقفه حتى أنه دخل في خصومة مع الأزهر الشريف الذي أعتبر أقواله معادية للإسلام، ودأب على تحقيق مصالح شخصية حتى ولو على حساب قضية إسلامية وقومية مثل فلسطين…

الأمثلة متعددة لعل آخرها ما فعله فنان مصري في موسم الرياض حيث هاجم زميله الفنان محمد سلام الذي أعتذر عن بطولة مسرحية في السعودية مبررا ذلك بأنه لا يصح أن يرقص ويضحك والناس تموت في غزة، انتقد هذا الفنان موقف سلام وقال إنه يقدم فنا وظل يردد للجمهور السعودي كتر خيركم كتر خيركم، في موقف أعتبره الكثير قمة الإهانة والتسول!

• دينهم المصالح

يقول الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين الأسبق، يحيي قلاش، إن هناك فئة من الإعلاميين دينهم الأصيل هو مصالحهم وارتباطاتهم، أحدهم عندما قيل له إنه صناعة سعودية، قال نعم وأفتخر، وبالتالي حسب موقف الصانع، فهو يأخذ موقفه ويعبر عنه، هو بوقه الإعلامي، لذلك فهو لديه مصالح محددة يدافع عنها، ويغير موقفه في لحظات حسب المصالح، فهو ناطق بلسان سيده.

• البهلوان

وأضاف قلاش لموقع «الموقع»، أن هناك نوعًا آخر، لا يختلف عن الأول كثيرًا، وإن كان يختلف في الفصاحة، ببعض الإدعاءات تغلف بغلاف الثقافة والعلم ببواطن الأمور، القارىء للتاريخ والجغرافيا والعلوم، وغيرها، كل هذا يصنع منه خليطًا للمحافظة على المصالح الشخصية، وكونه بوقا إعلاميا يرتبط بمحطات لها نفوذ أمريكية، يوصف بالبهلوان الإعلامي ويردد مقولات فقط من صناعة واختراعات العدو.

• منطق أخلاقي

وأكد قلاش، أن كل من كان مضمونه الفكرى بهذا الوصف، لابد أن يصب في صالح الكيان الصهيوني، ولأن هناك لحظات فاصلة في تاريخ أي بلد أو أمة، لا تستطيع أن تأخذ فيها موقفا وسطا أو رماديا، ولا تستطيع أن تخون ضميرك، ولا أن تبيع قلمك، وبالتالي هناك منطقا أخلاقيا في هذه القضية، ولابد للجميع أن يتبع ما يمليه عليه ضميره، ولا يخرج عن صف الأغلبية الكاسحة في العالم العربي والإسلامي.

نرشح لك : أولى القبلتين تنزف وبلاد الحرمين تعزف.. أهالي غزة يعلقون: «خبتم وخابت عروبتكم»

وأضاف، إذا كان الأطفال قد اهتز وجدانهم، وتحدثوا عن المقاطعة، وأزالوا علم إسرائيل، يقفون احتجاجًا في مدارسهم، هناك جيل جديد تكّون وجدانه تجاه القضية الفلسطينية، ومن يرى أطفالا تدك عليهم المنازل، وعائلات تباد بالكامل ولم يهتز ضميره، ويتقمص دور الرجل الموضوعي، لن نستطيع وصفه إلا بالخائن، ولابد أن نعترف أنهم بالفعل بيننا، ونعترف أنهم مصنعين.

• لا تسامح

وشدد على أنه لن يكون هناك تسامحا مع اهتز ضميره، في هذه الأحداث الدامية والمحارق التي نراها، ومهما حققت هذه الفئة من مكاسب فهي خاسرة، وهم مدانون وإذا لم يكن هذا هو وقت الحساب، فالتاريخ لن يرحم ولن ينسي، ولن يتوقف عن حساب أحد، وأي مكاسب لن تضاهي بيع ضمائرهم وخيانة أقلامهم وهم يرون كل هذه الدماء تسيل، ويقومون بخلط الأوراق، وإدانة المقاومة، الوقت ليس وقتها، ولا مجالها، ولن تعمي أحدًا عن المناظر الدامية التي نراها.

ويقول قلاش، في رسالة موجهة، خسرتم أنفسكم، وبعتم أقلامكم، كنتم بلا ضمائر، في وقت الضمير هو الفيصل والحكم، وخسرتم دينكم، لأن ما يحدث لا يقره دين، مسلم أو مسيحي، التاريخ لن ينسى والكل سيحاسب.

• لحظات فارقة

ومن جهته، يقول هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن هذه الفئة يليق بها لفظ «من فقدوا إنسانيتهم»، من لا يرى المجازر التي تحدث، والإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، إنسان فقد آدميته، وشخص فقد إنسانيته، من يرقصون ويغنون على الدم الفلسطيني لن يرحمهم التاريخ ولن يرحمهم أحد.

وأكد يونس خلال حديثه مع موقع «الموقع»، أن ما يحدث على أرض غزة حاليًا، يعتبر لحظة كاشفة وفارقة، تفرق بين طريقين، طريق ينتصر للإنسانية أولًا وللعدل ولقيمة العدالة، ولقيمة الحرية ولقيمة استقلال الأوطان ولقيمة تحرير الأرض، وفريق يضع كل هذا تحت حذاء مصالحه الشخصية ومنفعته المادية ومكاسبه الهزيلة، مكاسبه الوقتية.

• فقد إنسانيته

وشدد يونس، على أن من لا يستطيع أن يرى الدم المراق ولا يستطيع أن يرى جثث آلاف الأطفال والنساء والمسنين والشيوخ والعجائز، من لا يستطيع أن يرى البيوت المدمرة ولا المستشفيات المهددة، ولا القتلى بدم بارد، فهو قد فقد إنسانيته.

ويوبخهم يونس ببيت شعر لفاروق جويدة، «من جاء بالقلم الأجيرِ لكي يبيع لنا المواعظ والحكم..عدم..عدم»، حتمًا ستنتهي الحرب، وستقف آلة الدمار عاجلًا أم آجلًا، ولكن لن يتوقف احتقارنا لكم وتذكرنا لمواقفكم الوضيعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى