الموقعتحقيقات وتقارير

الليبرالية والمعارضة.. صراع بدون جمهور

هل يرث “قرطام” حزب الوفد في حياة أبيه؟ ولماذا غضب الوفديون من أبو عيطة؟

كتبت – فاطمة عاهد

إذا كانت إمكانياتك الجسدية وقدراتك لا تمكنك من الجري إلا بسرعة معينة، فلا تستطيع أن تدخل في سباق لمسافات طويلة تحتاج إلى السرعة في الهرولة، فقط عليك أن تتمرن وتتمرن حتى تحسن من قدرة قدميك وتنظم أنفاسك صعودا وهبوطا ويشتد جسدك لتصبح جاهزا للمشاركة في ماراثون رفقة محترفين، هذا ما كانت عليه الأحداث الفترة الماضية في الوسط الليبرالي داخل مصر، الذي تراجع وانحسر دوره في المعارضة داخل أعضاء حزب الوفد الذين يجلسون على مقاعد برلمانية بغرض التصوير فقط.

لكن الحزب الأشهر يبدوا أنه يتهاوى بسبب ما يلحق به من اتهامات لرئيسه ومحاولات أخونته من قبل بعض الأعضاء وعلى رأسهم ياسر الهضيبي عضو الهيئة العليا الذي يعرف بين الأعضاء بأنه سليل المرشد السابق للجماعة، فمن واقع مشاهدتك لليبرالية أحزاب وأشخاص تجدها انقبرت بين طيات الماضي السحيق، ولاقت اتهامات وتشويها لسمعة التابعين لها، وفقا لما قاله بعض رموزها في مصر.

لكن نبضت الفترة الماضية بمحاولات لإحياء المنهج الليبرالي ليتصدر المشهد المعارض مرة أخرى بأن يلملم البعض شتاته ويجمعه سويا ليصل إلى الصورة التي رسمت له، وفقا لما قاله أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين في حديثه لـ”الموقع“، بخصوص أنه بصدد الإعلان عن تيار ليبرالي جديد يحمل اسم التيار الحر.

نرشح لك : بعد تحرير محضر ضده من «يمامة».. عضو حزب الوفد لـ«الموقع»: لم أشارك في تعليق اللافتات وكنت بعيدا عن المقر

موضحا أن تأسيس هذا التيار جاء بالمصادفة حينما تواصل مع عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية لمناقشته في وثيقة الإصلاحات السياسية التي أعدها الحزب وبعدها تولدت فكرة إنشاء هذا التيار الليبرالي، وأن عمرو موسى اختار اسم التيار الوطني الحر لهذا التيار الليبرالي الجديد.

إعادة الليبرالية لمشهد المعارضة
يعتبر المؤسسين لـ التيار الحر أن الأحزاب اليسارية تسيطر على ساحة الأحزاب السياسية في مصر وتتصدر المشهد، لذا قال رئيس حزب المحافظين إن إيهاب الخولي صاحب فكرة التيار الحر ، وأن رؤيته لهذا التيار في صالح الوطن، وأن الأمر يتطلب منهم هذه المرة أن يخلعوا العباءات الحزبية ويتجردوا من كل شيء إلا مصالح الوطن، وأنه لا يجوز أن يسيطر على الساحة السياسية الأحزاب اليسارية فقط بل يجب أن يكون هناك تواجد لليبراليين.

لم تلق تصريحات عودة الليبراليين استحسان الجميع، فهناك من عبر عن رفضه لمحاولة دمجه داخل تيار جديد، محاولا الهيمنة على ساحة المعارضة وحده، وكانت تلك الأزمة الكبرى، تضارب محاولات قيادة الليبرالية داخل مصر، لتمزق العباءة التي يجتمعون عليها وتحصل كل مجموعة على قطعة في أيديهم دليل نصر يلفه هزيمة مدوية لا تراها الأعين المجردة.

لكن حزب المحافظين الذي يحسب على قوى الليبرالية استغل الحوار الوطني لإعادة هيمنة رواد النظرية الاقتصادية التي تحولت إلى حزب سياسي على المعارضة.

نرشح لك : تفاصيل 72 ساعة «تمرد» في حزب الوفد .. «الموقع» يكشف

بينما قال الخبير الاستراتيجي عماد جاد، إنه قد جاءت فكرة التيار الحر كمحاولة لتجميع مكونات كل من يؤمن بقيم الحرية والعدالة والسوق الحر، وكانت الدعوة لبلورة كل من يتوافق مع التيار فكريا لمخاطبة المجتمع وتعريفهم بالليبرالية، وأنها تنص على أنك إنسان حر ما لم تضر، وكذلك عند تعدد الأحزاب والشفافية، ويؤمن بتلك الأفكار الكثيرون لكنهم مشتتين، لذا سنجمع كافة المؤمنين بأفكار الليبرالية ومنهم أحزاب ليبرالية وشخصيات.

المحافظين زهرة المستقبل للمعارضة

يرى وزير القوى العاملة الأسبق، كمال أبو عيطة، بخصوص من يتصدر المشهد من الأحزاب السياسية المعارضة، ليتمكن من إدارة الحوار الوطني وتجميع الأحزاب ومطالبهم، إنه يشم رائحة عودة بيت الأمة، ويقصد أن استضافة حزب المحافظين للاجتماعات السياسية التي تتم باتساع كبير في الوقت الحالي، يدل على وجود زهرة جديدة تتفتح، وعهد يلي حزب الوفد.

وتابع أن حزب الوفد يعاني من عدة مشكلات في الوقت الحالي، والتي أدت إلى انحسار دوره وابتعاده عن العمل الديمقراطي، والآن حزب المحافظين يملأ هذا الفراغ الذي تركه حزب الوفد، هكذا نوه “أبو عيطة” إلى عودة الليبرالية لتترأس العمل السياسي المعارض في مصر.

تصريحات “أبو عيطة” لاقت انتقاد يكرس مفهوم تفكك قوى الليبرالية، حيث رأى حزب الوفد أن هجوم الوزير السابق على حزب الوفد مرفوض تماما، وأن حديثه بأن حزب المحافظين ملأ فراغ بيت الأمة ليس له أساس من الصحة وهذه التصريحات مرفوضة جملة وتفصيلا من الوفد وهيئته العليا وجميع أعضاؤه.

لماذا انحسر دور الليبرالية في العمل السياسي

لا يوجد اتفاق علي تاريخ محدد بدأ فيه التعرف علي الليبرالية في منطقتنا، بين منتصف القرن التاسع عشر وأوائل …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى