الموقعتحقيقات وتقارير

«القاهرة – الخشت» فى ذيل القائمة.. لماذا تفوقت الجامعات الإسرائيلية على المصرية في تصنيف الشرق الأوسط وإفريقيا؟

متابعون: الدولة تنفق ملايين الجنيهات على أفلام ومسلسلات هابطة والبحث العلمى خارج حساباتها

أستاذ إعلام يحذر من اللهث وراء هذه التصنيفات لأنها لها أبعادا مختلفة

“العالم”: هناك مشكلات تواجه التعليم ومصر دولة فقيرة وتسعى لتوصيل التعليم الجامعى لكل المحافظات

خبير تربوى: منظومة التقويم فى الجامعات المصرية متدنية إلى أبعد مستوى

“فتح الله”: لابد من تهيئة البيئة المناسبة للعلماء والباحثين التى تسمح لهم بالأداء المتميز فى بلادهم وجامعاتهم

تقرير- أسامة محمود

أثار تراجع الجامعات المصرية فى تصنيف الشرق الأوسط وإفريقيا حالة من الاستياء بين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى والمهتمين بقطاع التعليم الجامعى والأكاديميين والباحثين، وسط تساؤلات كثيرة من البعص بشأن الأسباب التى أدت إلى تراجع الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية والإفريقية.

وخلال الساعات الماضية كشف مؤشر للتصنيف العالمى “سيماجو” عن ترتيب أفضل جامعات فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، وتصدرت جامعات إسرائيلية قائمة الترتيب، وحصدت جامعات الكيان الصهيونى نصيب الأسد فى ترتيب التصنيف وحصلت 6 جامعات إسرائيلية من أصل 10 جامعات فى الترتيب وحلت جامعة تل أبيب فى المقدمة، وجاءت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية السعودية، فى المركز الثانى، وجاء معهد وايزمان للعوم الإسرائيلى فى المركز الثالث، وجاءت الملك عبد العزيز فى المركز الرابع، وجاءت الجامعة العبرية فى المركز الخامس، وجاءت جامعة الملك سعود فى المركز السادس.

وحلت جامعة التخينون – معهد إسرائيل التكنولوجى فى المركز السابع، وجامعة بن جوريون فى المركز الثامن، وجامعة بارإيلان فى المركز التاسع، وتذيلت القائمة جامعة القاهرة وجاءت فى المركز العاشر من الترتيب.

وطرح البعض من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعى، تساؤلات عن أسباب تراجع الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية والتى ظهرت مؤخرا، هل عدم ربط الجامعة بالعملية الإنتاجية والاقتصاد الوطني، هو السبب وتأهيل الطلاب لسوق العمل ودراسة موضوعات غير موجودة أو مطلوبة بسوق العمل ، كما فسر البعض أن المقابل المادى المتدنى لاستاذ الجامعة أو عضو هيئة التدريس والذى يجعله يبحث عن مورد دخل إضافى فى جامعات ومعاهد خاصة وهو مايشغله عن البحث العلمى ومواكبة التطوير والاطلاع على الجديد فى مجاله .

نرشح لك: رئيس مدينة زويل في حواره لـ«الموقع» يكشف بالأرقام أعداد الخريجين وأماكنهم في سوق العمل داخل مصر وخارجها

وكشف البعض الأخر أنه نتيجة للظروف والمناخ غير مناسب للباحث او عضو هيئة التدريس من عدم توفير إمكانيات مادية ومعنوية للتفرغ للبحث العلمى أدى إلى هجرة الباحثين والعلماء إلى الخارج ،وهو مانشاهده ونسمعه من وسائل إعلام أجنبية وعربية تبرز دور العلماء المصريين فى العديد من الجامعات سواء عربية او دولية.

وانتقد بعض النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، كثرة الإنفاق التى تقدر بالملايين من الجنيهات من قبل الدولة على الأعمال الفنية والمسلسلات الدرامية التى تحض على العنف والبلطجة والمخدرات ونشر الإسفاف والقبح، ولا تنفق على البحث العلمى وتطوير التعليم والمناهج الدراسية والابحاث حتى تستطيع الجامعات المصرية مزاحمة الجامعات الدولية والأجنبية فى التصنيفات العالمية، بالإضافة إلى مرتبات أعضاء هيئة التدريس المتدنية والتى لا تعادل نسبة تذكر من المبالغ والملايين التى يتقاضاها فنان أو ممثل فى الأعمال الدرامية على حد قولهم.

بدوره قال الدكتور محمد فتح الله الباحث المتخصص فى القياس والتقويم النفسى والتربوى بالمركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى ومراجع بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، إنه للاسف اهتمام الدولة بالبحث العلمى على مستوى الفكر من كافة الجهات ليس على الشكل المطلوب ، مشيرا إلى أن الوعى الحقيقى أن الانفاق على البحث العلمى هو الاستثمار الحقيقى للدولة واستثمار أيضا للتنمية والمشروعات القومية،

ولفت إلى أن الكيان الصهيونى ينفق على البحث العلمى مايعادل ما ينفق على البحث العلمى فى كافة الدول العربية، ولكن الملحوظ فى التصنيف الأخير هو وجود جامعات سعودية ظهرت فى ترتيب أفضل الجامعات فى الشرق الأوسط وإفريقيا، متابعا أن هذا الأمر يرجع إلى أن هذه الجامعات أخذت واتبعت معايير جودة التعليم وبدأت بوضع برامج استراتيجية للنهوض بمنظومة التعليم فى الجامعة ،بالإضافة لتوفير المناخ والظروف التى تحقق النجاح والجودة من نفقات، موارد، رؤية سياسية، تكافىء عناصر من المجتمع لدعم الجامعة.

وتابع “فتح الله” فى تصريحات لـ”الموقع” أنه يجب أننا ندرس هذه الظواهر “الدعم المادى ،عناصر مؤسسات المجتمع، الرؤية السياسية” لدعم الجامعات، والبحث عن المعوقات والتحديات التى تواجه تقدم الجامعات، حتى يتم تطوير ونهضة تنموية فى التعليم الجامعى بالإضافة إلى التعليم قبل الجامعى، منوهًا إلى أن التعليم الجامعى مؤشر لجودة للتعليم قبل الجامعى، قائلا: أنه لا يمكن أن تكون هناك جودة فى التعليم الجامعى، من غير جودة التعليم قبل الجامعى، وعلينا دراسة كل هذه الظواهر ونبحث عن عناصر جودة التعليم الجامعى التى أدت إلى ابتعاد الجامعات المصرية عن التصنيفات العالمية، من وضع خطط استراتيجية ورؤية سياسية.

وأكد أنه لابد من زيادة الإنفاق على الجامعات والبحث العلمي، والاهتمام بالتعليم ما قبل الجامعي، وربط فلسفة التعليم بالمفهوم الشامل للتنمية الإنسانية، والمحافظة على الكفاءات والعقول العربية، إضافة إلى تحقيق استقلالية الجامعات مادياً وإدارياً وأوضح “فتح الله” أننا فى مصر لدينا منظومة التقويم فى الجامعات المصرية متدينة إلى أبعد مستوى ولن تكون هناك تحسين لجودة التعليم الجامعى إلا بعد تحسين منظومة التقويم والامتحانات ،مشيرا إلى أن هذه النتائج بمثابة جرس إنذار لنا نأخذه بعين الاعتبار تقام عليه الدراسات والابحاث العلمية الحقيقية بعيدا عن “الشو الإعلامى” والتى من خلالها يتم تحقيق النتائج المرجوة على حد قوله.

وعن وجود علماء أكفاء وأساتذة وخبراء فى كافة المجالات، بالجامعات المصرية ومع ذلك نرى تراجع لترتيب الجامعات المصرية فى التصنيفات العالمية ،أكد الخبير التربوى ،أنه لابد من تهيئة البيئة والمناخ المناسب والصحى لهؤلاء العلماء والباحثين والأساتذة يسمح لهم بالأداء المتميز فى بلادهم وجامعاتهم ،بالإضافة إلى الاهتمام بالبحث العلمى وهو أحد أفرعه الجامعات وليست للتدريس فقط ولكن هى أداه للبحث العلمى، وخاصة أن الجامعات المصرية لديها مقومات جيدة وكثيرة تسمح لها بالتقدم والظهورفى مصاف الدول ،وغير مفهوم السبب فى تراجع تصنيف الجامعات المصرية .

وفى سياق متصل يقوم الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة والخبير الإعلامى، إن التصنيفات العالمية للجامعات التى ظهرت مؤخرا متنوعة وتختلف من نظام إلى نظام وكل دولة تختار النظام الذى يعلى تصنيفات جامعاتها، ولكن أن الجامعات المصرية إذا تم الأخذ فى الاعتبار ترتيبها “نوعية الأساتذة، عدد الاساتذة، وأعمالهم العلمية، يثبت أن مصر جامعاتها كبيرة وعريقة ولها ترتيب يُعتد به فى التصنيف الدولى.

وتابع”العالم” فى تصريحات لـ”الموقع ” أنه يجب علينا التريث فى الحكم على كل الجامعات المصرية من تنوع التصنيفات التى يؤخذ بها فى هذا المجال، مشيرًا إلى أن هناك بعض التصنيفات العلمية مثلا تعتمد على الأساتذة والنشر العلمى ولا يأخذ البعد الاجتماعى وفى النهاية مصر دولة فقيرة وتسعى الدولة أن يصل التعليم الجامعى لكل المحافظات والمدن المختلفة ،الأخذ فى الاعتبار مثلا الجامعات الحكومية بالنسبة للجامعات الخاصة، مشيرًا إلى أنه يجب الاخذ فى الاعتبار تنوع التصنيفات المختلفة.

وأوضح أن هناك مشكلات تواجه التعليم الجامعى والأساتذة، بالإضافة إلى حجم الإنفاق على التعليم، متسائلا : ماهو حجم الانفاق على الطالب؟ مستوى التعليمى للطالب، قراءة الطالب عدد من الكتب، ولابد أن تؤخذ هذه العوامل فى الاعتبار لافتا إلى أن العلماء المصريين منتشرين فى كافة الجامعات العربية والدولية،كما أن التصنيفات بتعتمد على أمور كثيرة غير البحث العلمى، مشيرًا إلى أن التعليم الجامعى فى مصر يأخذ مستويات تعليمية مختلفة وله أبعاد اجتماعية .

وأوضح أن على سبيل المثال عندما ترسل السعودية “وفود ابتعاث” أو طلاب مبتعثين لعشرات الجامعات الأوروبية والدولية يكون له تأثير فى مثل هذه التصنيفات ويساهم فى تطوير الجامعات لديها، وردا على المطالبة بزيادة حجم الإنفاق على التعليم الجامعى أكد “العالم” أن التعليم له أبعاد كثيرة لأن هناك دول وتأخذ المظاهر الكرنفالية الظاهرية ، وفى النهاية أن التعليم يحل مشكلات اجتماعية فى مصر، محذرا من اللهث وراء هذه التصنيفات والنشر الدولى والذى من شأنه تقليل حجم الجامعات المصرية ومكانتها وإمكانياتها من أساتذة وباحثين وعلماء فى دولة تسعى للتطوير والتحديث على حد قوله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى