الموقعتحقيقات وتقارير

الفصل بين البنات والبنين فى الجامعات..هل يمنع ظاهرة التحرش والجرائم داخل الحرم الجامعي؟.. «الموقع» يفتح الملف المثير للجدل

أستاذ اجتماع: تكلفة باهظة ونحتاج لزيادة برامج التوعية

أستاذ إعلام: الفصل ليس حلا ولابد من التربية وقيام كل مؤسسات الدولة بواجبها

طلاب الجامعات يرفضون.. ويؤكدون: موضوعات لإثارة الجدل فقط

تحقيق – أسامة محمود

على وقع جريمة المنصورة الغاية في البشاعة والتي راحت ضحيتها طالبة على يد زميلها على أسوار الجامعة سادت حالة من الجدل أثارتها تصريحات بعض أئمة وزارة الأوقاف، وطالبوا فيها بفصل البنات عن البنين فى الجامعات المصرية أسوءة بجامعة الأزهر، للقضاء أو الحد من ظاهرة التحرش والاعتداءات والجرائم داخل الحرم الجامعين الأمر الذى انتقده ورفضه الكثير من الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية، مؤكدين أن هذه المطالبات والمقترحات تعود بنا إلى خطوات كثيرة إلى الوراء.

ويعد الفصل بين الطلاب البنين والبنات مبدأ أساسيا من مبادئ جامعة الأزهر، وتطبقه العديد من الجامعات في العالم العربي وتتبع نفس منهج الجامعة بالفصل بين الطلاب والطالبات، حسب المتحدث باسم جامعة الأزهر الدكتور أحمد زارع”.
وهاجم عبد الله رشدي إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، التعليم المختلط، والمدارس الأوروبية، مشيرًا إلا إنها تدس بعض التعاليم الجريئة لطُلابها في سن المراهقة، مطالبا بالفصل بين البنات والبنين فى الجامعات المصرية الحكومية كما يطبق فى جامعة الأزهر الشريف.

وكتب “رشدي” عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “‏اقرأوا عما يحدث في المدارس الأوروبية في مراحل التعليم في سن المراهقة من كون الانحلال الخُلُقي شيئا مقبولا، انظروا كيف يتم توعية الفتيات بحق الإجهاض والجنس الآمن”.

‏وتابع: “اقرأوا ما سطره الغربيون أنفسهم عن مزايا مدارس الجنس الواحد، غير المختلطة، وكيف أنه أكثر ملاءمة وراحة نفسية من التعليم المختلط”.

ولم يأت “رشدي” بجديد فقد سبقه في هذا أبو إسحاق الحويني ، إذ قال في فتوى له في 2016، دراسة الفتيات في الكليات التي فيها اختلاط حرام، وجميع الفتيات الكائنات داخل الكليات المختلطة آثمات، وهذا كلام نهائي لا فيه نقد، فنحن لسنا في حاجة إلى النساء فى هذا الكلام، فالرجال لديها المواهب.

نرشح لك : بعد جرائم القتل.. الأزهر الشريف يدعو إلى التمسك بأخلاق القرآن الكريم.. ماذا قال؟

وفى التحقيق التالي استطلع “الموقع” أراء الطلاب وبعض أعضاء هيئة التدريس بالجامعات فى هذه المطالبات وهل يمكن الفصل بين البنات والبنين فى الجامعات الحكومية مثل ما يطبق فى جامعة الأزهر، بالإضافة إلى هذا الأمر هل يمنع ظاهرة التحرش والاعتداءات والجرائم التي ظهرت فى الجامعات الفترة الأخيرة.

يقول “حسن” طالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق إن هذه المطالبات مرفوضة تماما، وأضاف “جميعا فى الكلية زملاء وأخاف على زميلتي كأختي، وللعلم أنا أفضل التعامل مع زميلة عن التعامل مع زميل”، مشيرا لـ “الموقع”: الزميلة تسجل وتتابع كل صغيرة وكبيرة فى المحاضرات و”السكاشن” ولا تبخل على زملائها بأية معلومة عكس الطلاب البنين” على حد قوله.
واتفقت معه “ميادة” بالفرقة الثانية كلية الآداب وتقول: جامعتنا تشمل طلاب من كل مكان ومنطقة ويأتى لها من كل المحافظات والأقاليم، ونحن نقوم بأنفسنا بالفصل بيننا وبين الأولاد ولسنا بحاجة إلى قرار لأن هذه المطالبات تشعرنا بأننا مازلنا فى مرحلة التعليم الأساسى “الابتدائي” وليس فى جامعة كذلك بالإضافة إلى أن هذه المطالبات تجعل الكلية أو الجامعة بصفة عامة تفقد الثقة فينا كطلاب جامعة”.

فيما قالت “سهام” طالبة بالفرقة الثالثة كلية الطب، إنها ترفض هذه المطالبات ولا يمكن تطبيقها كما يتم فى جامعة الأزهر التى تحكمها قواعد وقوانين معينة ومناهج دراسية “شرعية، فقهية، متسائلة: كيف لى أن أتواصل مع الآخر فى ظل هذا الفصل وخاصة فى مجال الطب، كيف لى أن أعالج مريضا أو أفحصه عند ممارستى لمهنة الطب وأنا فاقدة التواصل مع زملائى الأولاد والتعامل معهم؟ فبالضرورة سأخجل من مجرد التعامل مع الجنس الآخر، فأنا أرى أن هذا المطالبات ماهى إلا مجرد “شو إعلامي” للظهور وموضوعات لإثارة الجدل فقط على حد قولها.

ويضيف “حازم” طالب بالفرقة الثانية كلية التجارة، “إننا لسنا فى سن المراهقة لكى يتم فصل البنات عن البنبن”، منتقدا من يطالب بهذا الأمر وفصل الطلاب فى الجامعات، قائلا: جامعة الأزهر لها قواعدها الخاصة بها ولذلك تقوم بالفصل بين البنات والبنين”، مشيرا أن الطالب لابد له من زملاء من الجنس الأخر ليتناقش ويتحاور معهم فى أمور الدراسة والمحاضرات والامتحانات، وهذا الأمر يخلق جو من الألفة والود بين الطلاب داخل الجامعة على حد قوله.

من ناحيتها قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، إن هذه المطالبات إذا طبقت ستكون مكلفة جدا وتحتاج الجامعات إلى مدرجات اكثر وأماكن اكثر، مشيرة إلى انه بدل الفصل بين الطلاب البنين والبنات فى الجامعات الحكومية ، على الإعلام بقيام بدوره من توعية الطلاب ونشر ثقافة احترام الأخر وحرية التحرك والتعبير، لافتة إلى أن الطالب فى المدرسة والجامعة لابد أن يعتاد علي وجود البنت معه وأنها مثلها مثله في الحقوق والواجبات تماما.
وتضيف “خضر” فى تصريحات لـ” الموقع” أن الفصل بينهما ظاهرة غير صحية ومن الناحية النفسية آثارها سيئة، إذ يشعر كل منهما أن الجنس الآخر بالنسبة له شيء غامض وغير مفهوم، والمفروض أن نرتقي بهم ونهذب أخلاقهم بتربية صالحة ولكن لا نفصلهم عن بعضهم، موضحة أنه لابد أن تشعرهم بأنهم نسيج واحد ولهم حقوق وواجبات مثل بعضهما وليس هناك أي نوع من التمييز بينهما وتكسر حدة الخوف لديهم من الجنس الآخر.

وتابعت “نريد البنات والبنين فى الجامعة، خاصة أن الطلاب فى مثل هذا العمر قد تعود الطالب علي وجود زميلته، فى المدرج والكلية وعنصر الزمالة يلعب دورا إيجابيا في هذا الأمر”، لافتة إلى أنه من الناحية النفسية تستوجب أن يكون الطالب مع الطالبة لأن ذلك يحتم عليه الرقي في التعامل معها واحترامها ويحافظ عليها في نفس الوقت، على حد قولها.

وطالبت أستاذ علم الاجتماع، بالرقي فى تقديم الأعمال الفنية والمسلسلات الدرامية، والارتقاء بالذوق العام وتقديم رسالة إيجابية للمجتمع من خلال مناقشة موضوعات تهم الجمهور وليس العري والعنف والبلطجة والمخدرات والتي تكوت لها أثار سلبية على الشباب والأجيال المقبلة وتظهر نتائجها خلال هذه الأيام فى الواقع من عمليات عنف وقتل وجرائم بشعة تنفذ فى الشارع المصري.

من ناحيته قال الدكتور حسن على أستاذ الاعلام بجامعة السويس والخبير الإعلامي، إن مسألة الفصل بين الطلاب “البنات والبنين” فى الجامعات ليست حلا ، ولكن الحل فى التربية وقيام الأسرة بدورها والتوعية من خلال المدارس والمراكز والقصور الثقافية، مشيرًا إلى انه لإذا تم فصل الطلاب هل ذلك يمنع انهم لا يتقابلون؟

وأضاف “على” فى تصريحات لـ”الموقع” أنه لابد أن تقوم الأسرة بواجبها والمدرسة والجامعة أيضا، وعلى كل مؤسسات الدولة أن تقوم بدورها ، خاصة أن هذه المؤسسات تراجع دورها خلال الفترة الأخيرة ، متسائلا: أين قصور الثقافة والندوات والأنشطة الثقافية فى المدارس والجامعات؟، لافتا إلى أنه للأسف لا أحد يقوم بواجبه، وحل مشكلة العنف والبلطجة وتدنى الأخلاق وما نشاهده فى المجتمع خلال الفترة الأخيرة ، لابد من عودة التربية من خلال الأسرة والتى انشغلت فى كسب العيش نتيجة للظروف الاقتصادية والتوعية وقيام كل مؤسسة بواجبها ودورها “الأسرة، المدرسة، قصور الثقافة، وسائل الإعلام”.
وتابع أستاذ الإعلام أن معالجة ملف الإعلام والثقافة والتعليم فى مصر يعاني بشكل كبير، وهو ما ينتج عنه بشر وأجيال غير سوية أو أناس تمارس العنف والبلطجة، على حد قوله.

وكانت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى نفت ما تردد حول صدور قرار يفيد فصل البنين عن البنات بالجامعات خلال العام الدراسى ، وتخصيص أيام معينة لحضور كل منهما للجامعة بواقع 3 أيام للبنين و3 أيام للبنات فى الأسبوع، وذلك بعد الأخبار التى تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي بمطالبة الجامعات بفصل الطلاب فى المدرجات للحد من ظاهرة التحرش أو الاعتداءات على الطالبات داخل الجامعات والتى ظهرت فى الفترة الأخيرة.

‏وحسب الوزارة أن الجامعات ملتزمة بالأعراف والتقاليد الجامعية المعمول ‏بها عالميًا، ويتم التعامل الفورى من جانب رؤساء الجامعات ‏مع أى خروج عن الأعراف الجامعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى