الموقعتحقيقات وتقارير

«الطبقة المتوسطة راحت فين ياحكومة»: مظاهر العيد كشفت انهيارها..واقتصاديون: انجرفت تحت ضغط الضرائب وارتفاع المعيشة

>> «عبده»: الطبقة المتوسطة في مصر مستهلكة ومهمشة..ضعيفة وهزيلة

>> انجرفت نحو خط الفقر تحت ضغط الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة

>> طبقة المثقفين والجامعيين..هم قاطرة النمو وتقدم المجتمع

>> «النحاس»: 70% من الشعب تحت خط الفقر

>> متوسط أجور الطبقة المتوسطة مفترض ألا يقل عن 10 آلاف جنيه

>> الكل يبحث عن مصادر دخل إضافي.. والاصلاح الاقتصادي السبب

>> «لمياء»: كنا ميسورين الحال..الآن الراتب لا يكفي لنصف الشهر

 

كتبت- ندى أيوب

الأسر متوسطة الحال، أصبحت تئن من الأوضاع الاقتصادية التي لا تطاق، ربما لأن بعضها خرج من تصنيف تلك الفئة نهائيًا وانجرف لأسفل، بالاستغناء عن كافة الرفاهيات، بل وبعض الأساسيات إن تطلب الأمر.. والبعض الآخر يتشبث في المحافظة على مستواها تحت مسمي «الطبقة المتوسطة» بالبحث عن عمل إضافي أو مصدر لزيادة الدخل…

ولا يخفى علينا جميعا خبر وفاة مدير مدرسة إثر أزمة قلبية حادة، أثناء قيامه بعمل إضافي كعامل بناء لتغطية تكاليف المعيشة، وغيره ممن يعمل في محل كشري، أو سائق تاكسي، أو فرد أمن في شركة، وإن دل ذلك على شيء فيدل على مدى معاناة تلك الفئة وانجرافها لمستوى معيشي أقل مما اعتادت عليه..

• العيد بدون ملابس جديدة

تقول لمياء أحمد، ربة منزل، والتي تمتلك 4 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة ما بين الإعدادية والثانوية والجامعية، إن راتب زوجها الموظف الحكومي الذي لا يزيد على 4000 جنيه، لا يكفي تكاليف معيشتهما في ظل الارتفاعات غير المسبوقة في الأسعار، بل إن هذا الراتب لا يكاد يكفي حتى منتصف الشهر، على الرغم من الاستغناء عن كافة الرفاهيات.

وتابعت، الراتب كان يكفي ويفيض، وكنا نعيش في أحوال متوسطة قبل سنوات قليلة، وفجأة انقلبت الأحوال، وأصبحنا نستغنى عن الكثير من متطلباتنا، ونكتفي بالضروريات، وعلى الرغم من ذلك ما زلنا نعاني، قضينا العيد بدون أضحية على عكس عاداتنا كل عام.

بل وقضيناه بدون ملابس جديدة، زيادة الأسعار أصبحت فوق طاقتنا، واضطر زوجها صاحب الـ 52 عامًا البحث عن عمل إضافي لتغطية تكاليف المعيشة.

• طبقة ضعيفة ومهمشة

الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، قال إن الطبيقة المتوسطة أهم طبقة في العالم، لأنها تعتبر الطبقة المستهلكة الحقيقة ومن المفترض أن تكون هي الطبقة العريضة في المجتمع، بعد الطبقة الهامشية الفقيرة والطبقة الهامشية الغنية، وهى القاعدة النظرية.

وأضاف عبده، لموقع الموقع، أن هناك بعض الدول تجور على هذه الفئة وتتفنن كيف تنزلق بها لأسفل، وبالتالي تتحول من طبقة متوسطة إلى طبقة فقيرة ومهمشة وضعيفة وهزيلة، وهو ما يحدث في مصر حاليًا، انجرفت الطبقة المتوسطة تحت ضغط الضرائب وارتفاع تكاليف المعيشة إلى طبقة فقيرة لا تستطيع تحمل الأعباء.

• تطور المجتمع

وأوضح أن الطبقة المتوسطة هي طبقة المثقفين وخريجين الجامعات ومديرين البنوك والموظفين والصحفيين والشعراء والفنانين وهم كل من يساهم في تقدم المجتمع، لذلك هذه الطبقة من الضروري أن تبقى على مستواها وإلا المجتمع لن يتطور أو ويتقدم خطوة واحدة.

ونوه على أن الطبقة المتوسطة لا تستخدم إمكانيات الدولة رغم دخلها المحدود لأنها تسعى دائما غلى تطوير نفسها وحياتها لذلك نجد أولاد تلك الطبقة في مدارس وجامعات خاصة، وعلاجها في مستشفيات خاصة، إلا أن الحكومة تفرض عليها الضرائب الباهضة باستمرار على عكس رجال الاعمال على اعتبار أنها الطبقة المحكومة في يد الدولة.

• 70% تحت خط الفقر

ومن جهته يقول الدكتور وائل النحاس المستشار الاقتصادي، إن الطبقة المتوسطة في مصر في ظل الظروف الحالية انتدثرت وأصبحت تحت خط الفقر، والدليل على ذلك أن هناك 80 مليون مصري يحصلون على رغيف العيش حسب احصائية وزارة التموين، وأكثر من 62 مليون يمتلكون بطاقات تموينية، وهذا يعني أن جزء كبير يتخطى الـ 70% من الشعب نزل تحت خط الفقر.

و أضاف النحاس لموقع “الموقع“، أن الطبقة المتوسطة التي اندثرت بالفعل والتي كانت تتواجد قبل الاصلاح الاقتصادي عام 2016، حل محلها طبقة جديدة، وهي الطبقة المعلقة بين الطبقة المتوسطة والطبقة الغنية، في حين أكد أن متوسط أجور الطبقة المتوسطة من المفترض أن لا يقل عن 10 ألاف جنيه حتى تستطيع المحافظة على مستواها.

• مصادر إضافية

وأوضح النحاس، أن أغلبية الطبقة المتوسطة تحاول المحافظة على مستوى اعتادت عليه عن طريق البحث عن مصادر دخل إضافية، للموازنة بين إيراداتها و مصروفاتها، في حين قارن بين أوضاع المعيشة قبل إصلاح 2016 والتي كانت تسمح بتكاليف الزواج كاملة فيما لا يزيد على الـ 50 ألف جنيه وحاليًا أقل رقم هو ربع مليون جنيه كمثال، وذلك للشباب حديثي التخرج.

كما قارن النحاس بين أوضاع الأسرة متوسطة الحال ومصاريفها قبل عام 2016 وحاليًا ولاسيما إذا كانت الأسرة مكونة من أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، وتتحمل تكاليف دراسة وعلاج، وإيجار، وفواتير، ومواصلات، وكسوة مواسم على الأقل، فضلا عن تكاليف المعيشة اليومية وغيره، والغالبية تحافظ على ماء وجهها في تلك الظروف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى