الموقعتحقيقات وتقارير

الضحكة غليت والابتسامة عليت.. فوانيس رمضان كان سوق وجبر

صناعة الفانوس تعاني بين غلاء الأسعار واضطراب الحالة الاقتصادية للمواطن

«تاجر لعب الأطفال»: لم يعد هناك قدرة شرائية للمواطنين مثلما كان في الماضي

«خبير اقتصادي»: يمكن الفرح بشهر رمضان مع التوفير وترشيد الإنفاق في الأمور ذات الطابع المظهري

«جاب الله»: استمرار الفوانيس من عدمها لا ينبغي أن يكون أمراً يؤرق الأسرة المصرية.

«شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال»: إقبال المواطنين على شراء الفوانيس من ضعيف لمتوسط

زيادة الأسعار حوالى 50% بالنسبة للفانوس المصري

تحقيق- منى هيبه

أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان الكريم وتتصاعد العبارة الشهيرة المحببة للقلوب “رمضان على الأبواب” في الشوارع والطرقات وتضيء الفوانيس الشوارع وتعلق الزينات وسط فرحة الصغار، مما يخلق جواً ساحراً ومبهج.

ومع اقتراب الشهر المعظم ينتشر باعة الفوانيس فى الشوارع لتعود معها الذكريات الجميلة، المرتبطة بشهر الخير، وشراء الفانوس هى عادة توارثها المصريون منذ القدم، لتكون أحد مظاهر شهر رمضان فى العالم الإسلامى، فأصبح جزءا لا يتجزأ من احتفالات ليالى رمضان.

وفي هذا التحقيق يناقش «الموقع» أوضاع سوق الفوانيس مع اقتراب دخول الشهر الكريم بأيام ومعرفة نسبة الشراء والمشاكل التي تواجهها صناعة الفوانيس هذا العام.

* الإقبال ليس كالسنوات الماضية
بحسب ما قاله «مصطفي م» أحد التجار بقطاع لعب أطفال وفوانيس رمضان، إن هنالك إقبال من المواطنين على شراء الفوانيس ولازال هناك أفراد تحب الفوانيس ولديها القابلية أن تشتري فوانيس سواء للأطفال أو للبيت بشكل عام، ولكن الإقبال ليس مثل السنوات الماضية.

* ارتفاع نسبي في الأسعار
وأكد أن الأسعار ارتفعت نسبيًا عن السنوات الماضية وأصبح للأفراد اهتمامات أخري عن شراء الفوانيس، ولكن مازال المشهد مبكر لكي نقول هل هنالك إقبال أم لا.

وأوضح «مصطفي» أن هناك ما يقرب من 10 أيام لكي نستطيع الحكم بشكل سليم على وجود إقبال او قدرة شرائية للجمهور ككل، مشيرًا إلى أن كل المؤشرات توضح أن النسبة أقل من السنوات الماضية.

وبالإشارة إلى عزوف الجمهور عن شراء الفوانيس علق «مصطفي» قائلًا: “بعيدًا عن الحالة الاقتصادية هناك أفراد لازالت تحب شراء الفوانيس، خاصة الفوانيس الصاج القديمة والاشكال القديمة منها التي تمثل عادة لدى البعض ويشترونها ليضعوها في البيت او في البلكونة”.

* عدم وجود قدرة شرائية
وأوضح أن الحالة الاقتصادية واختيار الأفراد شراء المنتجات الأساسية بدلًا من الفوانيس جعلت البعض يأتي ليسأل عم الأسعار دون الشراء، وذلك لأنه لم يعد هناك قدرة شرائية مثلما كان في الماضي.

وأشار إلى أن الفانوس الذي كان يبلغ سعره العام الماضي 100 جنيه أصبح يبلغ 250 جنيه هذا العام.

* فوانيس مستوردة
وأكد أن أغلب الفوانيس المتداولة في الأسواق أصبحت مستوردة ليست صناعة مصرية، موضحًا أن المصري أصبح ينحصر في الفوانيس الخشب والفوانيس الصاج، إنما الفوانيس المعدن المستوردة أصبح منها أشكال مثل المصرية القديمة، فضلًا عن الفوانيس البلاستيك الخاصة بالأطفال التي أصبح 100% منها مستورد من الخارج.

ولفت إلى أن أسعار الفوانيس ارتفعت بشكل ملحوظ هذا بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50 % عن العام الماضي.

* سمة الرفاهية
الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، يقول إن زينة رمضان والفوانيس وغيرها من الأمور ذات سمة الرفاهية ويجب على المواطنين أن يمارسوا فرحتهم بشهر رمضان الكريم بأقل التكاليف.

وأضاف “من الطبيعي أن تنخفض مخصصات توجيه الإنفاق إلى مظاهر الزينة، وذلك لأن الاحتياجات الأساسية اولى من مظاهر الزينة، موضحًا أن ليس معني ذلك ألا نفرح بقدوم شهر رمضان.

* ترشيد الإنفاق
وأوضح أنه يمكن الفرح بشهر رمضان مع التوفير وترشيد الإنفاق في الأمور ذات الطابع المظهري التي لا تعد بفائدة حقيقية على الأسرة.

* مظهر شعبي
وبشأن ما يقال من البعض حول أن الفوانيس أصبحت من المنتجات التي أتلفها الهوي قال الخبير الاقتصادي أن الفوانيس لا ترتبط بالدين ولا بشهر رمضان، إنما هي فقط مظهر شعبي.

وتابع قائلًا: “لا ينبغي أن يكون هناك انشغال بفكرة كيف ستدبر الأسرة المصرية تكاليف الفوانيس
فإن استمرت الفوانيس فلتستمر وإن لم تستمر فلا توجد مشكلة”.

وأكد أن قضية الفوانيس ليست قضية أولوية بالنسبة للأسرة المصرية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، موضحًا أن استمرار الفوانيس من عدمها لا ينبغي أن يكون أمراً يؤرق الأسرة المصرية.

* زيادة بنسبة 50%
بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، يقول إن في مثل هذا التوقيت العام الماضي كان سعر الدولار يبلغ 15 جنيها، بعكس حاليًا فقد وصل الدولار إلى 30 جنيه وهو ما يعني زيادة الفوانيس 100%، ولكن الواقع أن الاسعار زادت حوالى 50% بالنسبة للفانوس المصري.

وأوضح أن المصنعين حاولوا قدر الإمكان تدبير مستلزمات الانتاج بأن تكون أسعارها معقولة على أساس عدم رفع السعر بشكل كبير، مؤكدا أن إذا ارتفعت الاسعار ستكون هناك مشكلة بالنسبة لنا كبيع.

وأكد أنه من الجيد أننا وصلنا ليكون الارتفاع 50% فقط، رغم أن العملة زاد سعرها بنسبة 100%

* إقبال ضعيف لمتوسط
وتابع “يمكننا القول أن إقبال المواطنين على شراء الفوانيس من ضعيف لمتوسط، فإن الفوانيس ليست سلع أساسية ولكن بالنسبة لشهر رمضان تصبح سلعة أساسية.

وأوضح أن فرحة شهر رمضان تبدأ بشراء الفانوس ومظاهر اقتراب شهر رمضان تظهر عن طريق الشوادر المتواجدة في الميادين والأحياء الشعبية بوجه الخصوص.

وأكد أن الدولة أعطت تصاريح هذا العام منذ ابتداء شهر شعبان للشوادر، وهذا يعد شيئا إيجابيا بأن يتم العرض مبكرًا، مؤكدا أنه في خلال ذلك الأسبوع من المتوقع أن يزداد الإقبال على الشراء تدريجيًا عن الأسابيع الماضية.

ولفت إلى أن ما يقال بشأن أن الفوانيس بضاعة اتلفها الهوي هذا حديث غير صحيح، لأن كل الأسر تشتري الفوانيس مع دخول الشهر الكريم، موضحًا أن هناك عناصر أساسية تجعل السلع لا تندثر.

* رواج الأسواق
وأكمل “نحن كمصنعين للفوانيس طوال الوقت نبتكر الجديد ونقوم بعمل أشكال جديدة من أجل المستهلك، فهذا ما يجعل هناك رواج في الأسواق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى