خارجي

الصين: لماذا يحتاج العالم إلى القدرة الإنتاجية الصينية في مجال الطاقة الجديدة؟

كتبت – منال عبدالفتاح

قال أمين حسن الناصر الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية، أكبر شركات النفط في العالم: “إن التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن في مجال الألواح الشمسية أصبح ممكنا بفضل جهود الصين لخفض التكاليف، وينطبق الشيء نفسه في مجال السيارات الكهربائية”.
جاء ذلك خلال مؤتمر الطاقة العالمي الـ26 الذي أقيم مؤخرا، حيث أشاد بأن تطوير صناعة الطاقة الجديدة في الصين ساعد الدول الغربية على تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية واضطلع بدور مهم في تحول الطاقة العالمي.
في ظل أن الولايات المتحدة تعمل على ترويج نظرية “القدرة الإنتاجية الزائدة” للصين وإغراق منتجات الطاقة الجديدة الصينية في السوق الدولية، فإن تصريحات الناصر العادلة تمثل التقييم العقلاني والموضوعي للمجتمع الدولي تجاه هذه القضية.
وبسؤاله عن ماذا تعني الطاقة الإنتاجية الخضراء للصين بالنسبة للعالم؟ قال: أولا، بمساعدة الابتكار التكنولوجي ونظام السلسلة الصناعية الكامل، قدمت الصين حلولا ميسورة التكلفة للعالم وساهمت في تعميم منتجات الطاقة الجديدة.
ويمكن ملاحظة أن قدرة الإنتاج للطاقة الخضراء في الصين توفر منتجات فعالة من حيث التكلفة للمستهلكين العالميين، وتخفف من الضغط التضخمي الناجم عن نقص الطاقة التقليدية، وتفيد المستهلكين حقا.
وحسب تحليل أجرته شركة الاستشارات “ماكنزي”، فإن السيارات الكهربائية الصينية أرخص بحوالي 20 إلى 30 في المائة من تلك التي تنتجها الشركات الأوروبية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن الصين تستغرق حوالي نصف الوقت فقط لتطوير النماذج الجديدة المصنعة في أوروبا.
وبالنسبة للبلدان في جميع أنحاء العالم، جلبت القدرة الإنتاجية الصينية للطاقة الخضراء زخما جديدا للتنمية. ونشرت وكالة “بلومبرج” مؤخرا مقالا يقول إن الأمل في تحول الطاقة العالمي يرجع إلى حد كبير إلى “توفير الصين لمنتجات نظيفة ومنخفضة السعر”. إذ توفر الصين حاليا 50% من طاقة الرياح في العالم و 80% من المعدات الكهروضوئية. ومن عام 2012 إلى عام 2021، نمت التجارة الصديقة للبيئة في الصين بنسبة 146.3%.
ثانيا، تعد الاختراقات التكنولوجية المفتاح في عملية تحول إنتاج الطاقة واستهلاكها. ومن خلال الممارسات المبتكرة، قدمت الشركات الصينية العديد من الحلول المبتكرة للعالم، وساهمت في تعزيز التقدم التكنولوجي العالمي والتحديث الصناعي.
وفقا للبيانات، من عام2011 إلى عام 2020، كان العدد الإجمالي لطلبات العالم لبراءات الاختراع للتكنولوجيا البيئية الصينية تقارب الـ60%، ما يجعلها الدولة ذات التصميم الأكثر نشاطا لابتكار التكنولوجيا البيئية. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على دفع التقدم التكنولوجي مع الدول الأخرى من خلال التعاون المفتوح والمنافسة الصحية.
ثالثا، قدمت القدرة الإنتاجية الصينية للطاقة الجديدة مساهمة كبيرة في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي.
وباعتبارها أكبر دولة نامية في العالم، لم تتعهد الصين بتحقيق الحياد الكربوني في أقصر وقت في العالم فحسب، بل تواصل أيضا مساعدة العالم على خفض الانبعاثات. وفي عام 2023، تم رسميا تشغيل أكبر محطة للطاقة الشمسية عالميا التي بنتها الصين في عمق الصحراء جنوب أبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة. وبدأت توفير طاقة الكهرباء لـ160,000 منزل محلي، ما يساعد أبوظبي على تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 2.4 مليون طن سنويا، وزيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في الدولة بأكثر من 13%.
إن نظرية “القدرة الإنتاجية الصينية الزائدة” للطاقة الجديدة التي تروجها الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لا يمكن أن تصمد أمام الحقائق، لأنها ذريعة فقط تستخدمها الولايات المتحدة لممارسة الحمائية، ولن تؤدي إلا إلى إطالة عملية تحول العالم من الطاقة التقليدية إلى الطاقة الجديدة. إن المشكلة الحقيقية التي يواجهها العالم ليست “القدرة الإنتاجية المفرطة” للطاقة الخضراء، بل النقص الحاد لهذه القدرة. أما القدرة الإنتاجية الصينية فهي تلبي بشدة وبلا شك احتياجات العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى