الموقعتحقيقات وتقارير

الشيخ القعيد فقد الحركة لكنه لم يفقد لسانه! كيف علم الأطفال قراءة القرآن؟

شباب الجامعات لم ينتظروا التعيين وأنشأوا مدرسة أطلقوا عليها الإتقان لن تصدق كام ولد وبنت حفظن كتاب الله على أيديهم

كتب ــ سامي جاد الحق:

علشان تقرأ لغة عريبة سليمة لازم تقرا القرآن الكريم بعناية وبتدبر، ده غير إنه كتاب الله المقدس اللي لازم الكل يقرآه، ما بالك بقى بالأطفال والنشئ فالمسألة تحتاج لوقت وجهد بالطبع، لكن صورة الشيخ القعيد حلتنا نسأل ونعرف ايه قصته فكانت هناك صورة جمالية ناتجة عن جهد وعرق كبير بالطبع

في إحدى قرى مغاغة التابعة لمحافظة المنيا وبالتحديد في قرية “برطباط الجبل” يعيش الشيخ “ابراهيم مروان” 55 سنة، الذي يجلس على الكرسي منذ أكثر من 40 عاماً، بعد اصابته في صغره بالتهاب المفاصل أدي الى تيبس تام في مفاصل القدمين والرقبتين والفخذين، وتيبس بمفصل الرقبة والعمود الفقري فأصيب بالشلل التام منذ صغره فقد فيها الحركة وحاجات تانية كتيرة، لكن سبحان الله ربنا اداله لسانه وتركيزه وفهمه فأصبح معروفاً بالشيخ القعيد الذي علم أجيالا كثيرة “حفظ القرآن” ولا زال.

الشيخ إبراهيم بعد تكريم 110 بنت وولد حفظن كتاب الله في سن صغير، لما سألناه عن الأجيال اللي حفظها القرآن قال “دول كتار ما شاء الله، منهم أطباء، ومهندسون، وأساتذة جامعة، ومعلمات في المدارس، ومنهن المعيدات في الجامعة، ومأموري الضرائب للدرجة التي يذهبن اليه ليقبلن يديه إعترافاً بالجميل والفضل، حيث تم تكريم 110 طالباً منهم 23 من حفظة القرآن كاملاً، و8 بنت وولد حفظوا 20 جزء، و17 من حفظوا نصف القرآن.

وفي المقابل هناك مدرسة لمجموعة من الشباب والفتيات ممن تخرجوا من الجامعة، وبدلاً من إنتظار فرصة التعيين في الحكومة التي قد تطول، اتجهوا لتحفيظ الأطفال “كتاب الله” من خلال مدرسة اختاروا لها اسم “الإتقان” ومهمتها تحفقيظ وقراءة واتقان القرآن قراءة سليمة وفقاً لإختبارات تتم من الحين والآخر.

مدرسة “الإتقان” يقول مؤسسها الشيخ أحمد شحاتة حافظ إن ما يقدمه من تعليم للأطفال وحفظ كتاب الله من باب الصدقات على روح والده الراحل، ويتم الاعتماد على فريق مكون من خريجي الجامعات يضم الشيخ محمد شحاتة، وعدد من الخريجات هن “رويدة مصطفى، وأسماء رجب، وحنان جمال هنداوي”، فتقوم المدرسة بتأسيس الطفل على قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة، وإتقانه من خلال المراجعة مرة في الإسبوع على الأقل مع متابعة ولى الأمر بصفة مستمرة.

يضيف الشيخ أحمد بأن فكرة المدرسة بدأت في قرى غروب مغاغة التابعة لمجلس قروي برطباط وتم تكريم حوالي 12 ولد وبنت ممن حفظن كتاب الله منهم حسام حسن زغلول الذي أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، ومحمد رجب مرتضى 5 سنوات، ورغد محمد نادي 6 سنوات، ورودينة شريف 5 سنوات وعدد كبير من البنين والبنات بالقرية.

وأضاف الشيخ أحمد بأنه تم تكريم 70 طالب وطالبة بمختلف الفئات العمرية من سن 5 سنوات لـ 17 سنة، بعد جهوداً قدمها لهم عدد من الأهالي منهم حسن زغلول وياسر محمد قاسم والشيخ ياسر عيد والأستاذ الجامعي “حافظ شحاتة” الذي قدم لهم كل الدعم لتخرج حفلة تكريم حفظة القرآن من الاطفال بهذه الصورة الجمالية مشيرا الى أن الخطوة القادمة سيتم فيها افتتاح فرع للمدرسة في قرية “برطباط الجبل” لإستقبال أكبر عدد من الأطفال سواء بنين أو بنات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى