الموقعخارجي

السفير حمدي صالح لـ”الموقع”: ضغوط أمريكية وأوروبية لعدم استخدام القوة المسلحة في أزمة سد النهضة

السفير حمدي صالح مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريحات خاصة لـ”الموقع”

ضغوط أمريكية وأوروبية تمارس لعدم استخدام القوة المسلحة في أزمة سد النهضة

موقف الولايات المتحدة حتى الآن غير واضح لكنها لا تستطيع أن تتهرب من مسؤوليتها

يوجد بعض الأمل أن يكون حل عن طريق الاتصالات الدبلوماسية

مصر نبهت مجلس الأمن بأن هناك خطورة على الأمن الإقليمي والدولي

ليس متوقعا أن يكون لمجلس الأمن دورا حازما في هذه المرحلة

مجلس الجامعة العربية يتوقع أن يخرج بقرار لتأييد الموقف المصري والسوداني

التأثير الحقيقي في حل قضية سد النهضة سيكون من جانب السعودية والإمارات 

الوقت لا يداهم مصر.. و ستأخذ الأزمة وقتا إلى أن تحل باتفاقية تجمع الدول الثلاث بعد ضغوط معينة

احتمال الحرب سيؤثر تأثيرا خطيرا على المنطقة والأمن العالمي ومسار الملاحة الدولية

لا يجب أن تمثل الضغوط الشعبية تأثيرا ضخما على متخذي القرار لأخذ قرارات متعجلة

 

كتب – أحمد إسماعل علي

قال السفير حمدي صالح، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ”الموقع”، إن ضغوطا أمريكية وأوروبية تمارس لعدم استخدام القوة المسلحة، في سياق حل أزمة سد النهضة.

وأضاف، أن رد الفعل المصري والسوداني، على ذلك، هو “إذا كنتم تقولوا لا لاستخدام القوة المسلحة فحلوا المشكلة، لذا تم وضع الكرة في ملعب الولايات المتحدة والأمم المتحدة”.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت مصر تقدمها مساء الجمعة، بخطاب رسمي تشكو فيه إثيوبيا لمجلس الأمن، وتعلن اعتراضها على اتخاذ أديس أبابا قرارًا منفردًا بالملء الثاني للسد.

ووجه وزير الخارجية المصري، خطابًا إلى رئيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة، لشرح مستجدات ملف سد النهضة، انطلاقًا من مسؤولية المجلس وفق ميثاق الأمم المتحدة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين.

كما تضمنت الرسالة تسجيل اعتراض مصر على ما أعلنته إثيوبيا حول نيتها الاستمرار في ملء سد النهضة، خلال موسم الفيضان المقبل، والإعراب عن رفض مصر التام للنهج الإثيوبي القائم على السعي لفرض الأمر الواقع على دولتي المصب من خلال إجراءات وخطوات أحادية تعد بمثابة مخالفة صريحة لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق.

ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية اجتماعًا استثنائيًا في الدوحة الثلاثاء المقبل، من أجل بحث تطورات تلك القضية.

موقف الولايات المتحدة

واعتبر السفير حمدي صالح، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”: حشد التأيدين العربي والأفريقي، تطورات “جانبية إضافية”، لكن في النهاية الوضع سيتحدد وفقا لموقف الولايات المتحدة.

وأوضح، أن موقف الولايات المتحدة حتى الآن غير واضح، لكنها لا تستطيع أن تتهرب من مسؤوليتها، وبالتالي يوجد بعض الأمل أن يكون حل عن طريق الاتصالات الدبلوماسية.

دور مجلس الأمن

وعن ما يمكن أن يقوم به مجلس الأمن بعد خطاب مصر إليه الجمعة الماضية، قال السفير حمدي صالح: “هذه خطوات شكلية، تنبه مجلس الأمن بأن هناك خطورة على الأمن الإقليمي والدولي، وهذا يجب أن يؤخذ في الاعتبار”.

وتساءل: هل يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك في ظروفه الحالية؟ قائلا إن المجلس من الصعب أن يتحرك في ضوء اعتراضات بعض الدول الرئيسية، كالصين، ليس لموقفها من مصر، ولكن لموقفها من الأنهار الجارية بينها وبين الدول الأخرى، إذ لا تريد أن ينطبق عليها نفس الأفكار، وهذه أحد المشاكل الرئيسية.

وتابع: “إذا تحرك مجلس الأمن، يمكن يؤثر، لأنه يمكن أن يتحرك في إطار الفصل السابع “اتخاذ المواقف العسكرية”، لكن هذا مستبعد، ولكن من الممكن أن يصدر بيانا من رئيس المجلس بأنه يرغب أن يكون هناك تحول إلى المسار السلمي لحل الأزمة وكلام من هذا القبيل”.

وقال: ليس متوقعا أن يكون لمجلس الأمن دورا حازما في هذه المرحلة.

وزراء الخارجية العرب

وعن اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ غدا الثلاثاء في الدوحة، بناء على طلب مصر والسودان، لبحث أزمة سد النهضة، وما الذي يمكن أن يسفر عنه؟ قال السفير حمدي صالح، إنه يتوقع أن يخرج الاجتماع بقرار عادي لتأييد الموقف المصري والسوداني، بشأن قضيتهما في أزمة السد.

ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تأثير هذا القرا سيكون محدودا، وأن التأثير الحقيقي سيكون من جانب السعودية والإمارات، منوها بوجود تقارب سعودي مصري مؤخرا، بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وبالتالي هذا الذي يمكن أن يؤثر في حل الأزمة وليس اجتماع مجلس الجامعة العربية.

مداهمة الوقت والملء الثاني للسد

وعن مداهمة الوقت لمصر والسودان مع اقتراب موعد الملء الثاني لسد النهضة، وما الخيارات المتاحة مع الجهود الدبلوماسية لحسم هذا الملف؟ قال السفير حمدي صالح، لـ“الموقع”: “في رأيي لا يوجد شيء اسمه الوقت يداهم مصر، وشيء طبيعي إنهم يبنوا السد، وطبعا وضعهم القانوني والدولي سيء للغاية”، موضحا: “ليس هناك إمكانية أن يمنعوا عنا المياه، سيقللوها، لكن في النهاية ستعود إلى مجراها”.

وقال: “أعتقد الأزمة ستأخذ وقتا إلى أن تحل باتفاقية مشتركة تجمع الدول الثلاث بعد ضغوط معينة”.

قرار الحرب والضغط الشعبي

ورأى السفير حمدي صالح، أن الأمور أخذت أكبر من حجمها في الوعي الشعبي والاختيارات الشعبية، ولا يجب أن يكون لها تأثير ضخم على متخذي القرار وأن تمثل ضغوطا عليه لأخذ قرارات متعجلة، قائلا: المهم أن تكون القرارات مدروسة وجيدة بحيث لا تؤثر على الوضع المصري والإقليمي.

وأوضح، أن مثل هذه القرارات مصيرية ورهيبة، قائلا إن احتمال الحرب في هذه المنطقة سيؤثر تأثيرا خطيرا على المنطقة والأمن العالمي ومسار الملاحة الدولية، وبالتالي الضغوط الشعبية بهذا الشكل لا يجب أن ترتفع لتؤثر على مسار وتفكير صانع القرار في هذه الظروف الصعبة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى