الموقعخارجي

السفير جمال بيومي لـ”الموقع”: ليس هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن مفاوضات سد النهضة

أعرب السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عن عدم تفاؤله لعقد اجتماعات جديدة بشأن سد النهضة بين مصر والسودان مع إثيوبيا، قائلا “ليس لدي ما يدعو للتفاؤل”.

سد النهضة
سد النهضة

جاء ذلك، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، لقراءة ما خلص إليه الاجتماع السداسي لدول مصر والسودان وإثيوبيا، أمس السبت، حول سد النهضة، برئاسة جنوب إفريقيا، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي.

تفاؤل وتشاؤم

ورد السفير جمال بيومي، في تصريحات خاصة لـ “الموقع”، على سؤال بشأن حجم التفاؤل لاستئناف الاجتماعات الخاصة بملف سد النهضة بين الأطراف المعنية، خصوصا بعد التصريحات الإثيوبية الاستفزازية بحق مصر، قائلا: “هناك تفاؤل وتشاؤم”، مضيفا أن “التفاؤل مبني على أن مصر نفسها طويل جدا.. ونحن أقدم دولة في التاريخ، ودولة بارزة لن يأخذ أحد حقها”، قائلا “الطمعان ياخد حقوق مصر يبقى بيحلم”.

السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق
السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق

وتابع: أيضا من التفاؤل أن الفنيين يقولون مياه النيل الأزرق ـ الذي تقيم عليه إثيوبيا سدها – تكفي وتفيض.

“غلاسة” إثيوبية

وأوضح السفير جمال بيومي، أن ما تقوم به إثيوبيا “عملية غلاسة”، لذا نحن أمام مشكلة سياسية وليست هناك أزمة مياه.

وأوضح، قائلا: إثيوبيا تقول إنها تريد المياه، رغم أن 99% من الري عندها من الأمطار، والسؤال عندما تخزن أديس أبابا مياه النيل أين ستذهب بها؟ إلا لو قصدها عمل عدائي، “يبقى دخلنا في حرب”.

وعبر عن ثقته الشديدة في وصول مياه النيل لمصر، قائلا: “طال الزمن أو قصر المياه ستأتي إلى مصر”.

وواصل السفير جمال بيومي، حديثه لـ“الموقع”: “هذا السد تنشئه إثيوبيا في الشمال ولو كانت تريد المياه لأنشأته في الجنوب.. والكهرباء لا تتولد والمياه مخزنة”.

دلائل الأزمة 

وقال السفير جمال بيومي: “لدينا مشكلة سياسية بدأت منذ قتل الإثيوبيين للسفير المصري كمال الدين صلاح، الذي كان ذاهبا لحل مشكلة الصومال، وخروج الكنيسة الإثيوبية عن الكنيسة المصرية، كانت كارثة أخرى في العلاقات، أيام جمال عبد الناصر 1959. ثالثا: احتلال بعض الرهبان الإثيوبيين لأجزاء من الكنيسة المصرية “دير السلطان” في القدس”.

السفير المصري كمال الدين صلاح
السفير المصري كمال الدين صلاح

غيرة سياسية

كما يرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الجانب الإثيوبي يمارس نوعا من “الغيرة السياسية”، ويجب أن نحتويها ونفهم الإثيوبيين أننا إخوة.

قائلا: “أريد أن أذكرهم بنقطة مهمة جدا، عندما سعينا لإيجاد مقر لمنظمة الوحدة الإفريقية كانت توجد منافسة بين تونس والكونغو الديمقراطية، و”عبد الناصر” عُرض عليه استضافة مصر لها، وكان وقتها سيكون هناك إجماع، فرفض وقال إنه يريدها بقلب إفريقيا في إثيوبيا”، معرجا بالقول “المفروض يعتبر الإثيوبيون في هذا”.

اللجوء لمجلس الأمن

واستبعد السفير جمال بيومي، لجوء مصر إلى مجلس الأمن مجددا لشكوى إثيوبيا في الوقت الراهن، قائلا: “حاليا لدينا خزانين مياه والدنيا تسير بشكل طبيعي”.

مجلس الأمن
مجلس الأمن

تعثر جولة السبعة أيام في مهدها

وخلص اجتماع سداسي افتراضي، لوزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبيا برئاسة جنوب إفريقيا، أمس الأحد، إلى التوافق على عقد جولة مفاوضات بين الدول الثلاث تمتد لمدة أسبوع بهدف التباحث حول الجوانب الموضوعية والنقاط الخلافية في اتفاق سد النهضة، بحضور المراقبين الذين يشاركون في المفاوضات والخبراء المعينين من قبل مفوضية الاتحاد الإفريقي.

ومع أول أيام هذا الأسبوع، اليوم الإثنين، تعثرت جولة السبعة أيام في مهدها، بعد تغيب السودان ليتم تأجيل الاجتماع برمته إلى الأحد المقبل.

وذكرت وزارة الموارد المائية المصرية، أن الاجتماع شارك فيه وزراء المياه من مصر وإثيوبيا والوفود الفنية والقانونية من الدولتين والمراقبين والخبراء المعينين من قبل مفوضية الاتحاد الإفريقي، ولم تُشارك دولة السودان.

حضور مصر الاجتماع السداسي لمفاوضات سد النهضة
حضور مصر الاجتماع السداسي لمفاوضات سد النهضة

وقالت إنه تم إنهاء الاجتماع والاتفاق على رفع الأمر لوزيرة العلاقات الدولية بدولة جنوب إفريقيا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، بحيث يتم بحث الخطوات المستقبلية خلال الاجتماع السداسي الوزاري المقرر عقده الأحد المقبل، خاصة أن مسار المفاوضات يتطلب مشاركة الدول الثلاث للوصول لاتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

يذكر أن مصر، جددت ـ وفق بيان للخارجية الأحد –  تمسكها بضرورة التوصل في أقرب فرصة ممكنة إلى اتفاق على سد النهضة، وقبل بداية المرحلة الثانية من ملء خزان السد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى