الموقعخارجي

السفير أشرف حربي لـ”الموقع”: مصر تحاول احتواء أي انهيارات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني

كتب – أحمد إسماعيل علي

تقوم مصر، حاليا بحراك دبلوماسي كبير لدعم لقضية الفلسطينية، وذلك من خلال إيفاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، للواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، إلى فلسطين وإسرائيل، من أجل العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإطلاق مسار المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك إتمام المصالحة الفلسطينية، ودعم إعمار قطاع غزة.

كما استقبل وزير الخارجية سامح شكري، أمس الأحد، وزير خارجية إسرائيل، جابي أشكنازي، في زيارة هي الأولى من نوعها لمصر منذ 13 عاما، وبالتزامن مع زيارة اللواء عباس كامل، إلى الأراضي الفلسطينية، وعقده جلستي مباحثات منفصلتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو”، ثم تسليمه رسالة من الرئيس السيسي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن”.

الحراك المصري

وفي هذا السياق، قال السفير أشرف حربي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، عضو المجلس المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن “الحراك المصري يأتي بناء على تطور حصل في المواقف كلها بالنسبة للملف الفلسطيني، والصراع العربي الإسرائيلي، والفلسطيني الإسرائيلي بصفة خاصة”.

وأضاف السفير أشرف حربي، في تصريحات خاصة لـ“الموقع”: “التطور الذي حصل أن هناك إدارة أمريكية جديدة تتفهم أو تحاول وضع أسس وطريق جديد تعمل عليه من أجل حل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، أو المشاكل بين فلسطين وإسرائيل، والشرق الأوسط بصفة عامة”.

وتابع: “من ناحية أخرى، التصعيد الذي حصل في الفترة الأخيرة بالأراضي المحتلة وأحداث منطقة الشيخ جراح في القدس، أدى إلى تصعيد الأزمة، وأصبح الموضوع ليس فقط غزة أو حماس أو بعض الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وإنما أيضا موضوع جيل الشباب الفلسطيني الذي يعيش داخل إسرائيل وفي المناطق التي تقع تحت الاحتلال داخل الأراضي الفلسطينية”.

وقال السفير أشرف حربي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن “كل هذه العوامل، والتغيير الذي حصل في المناخ، وأيضا مفاوضات إيران والولايات المتحدة، كل ذلك أثر تأثيرا كبيرا جدا على حلحلة التفاوض الذي توقف فترة الإدارة الأمريكية السابقة، وكان ضد القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، وأيضا ضد الرؤية العربية التي ترى أنه لا حل ولا سلام إلا أن يكون هناك حل دائم وعادل للشعب الفلسطيني في أن يكون له حقوقه كافة، وأن الحل في إطار دولتين هو الذي يرتضاه كل المجتمع الدولي”.

حلحلة جميع الملفات

وواصل قائلا: “بالتالي هذه الفترة تشهد حلحلة لجميع الملفات سواء الملف الفلسطيني – الفلسطيني، أي الصراعات الموجودة بين الفصائل الفلسطينية وبعضها وعدم تفهمها في أشياء كثيرة، وهذا هو الجهد الذي يقوم به الجانب المصري في الفترة الحالية، لكي يكون هناك اتفاق بين الفصائل الفلسطينية حتى نستطيع أن ندخل بجبهة واحدة في فترة التفاوض المقبلة، بعد ما لاحظنا أن هناك مؤشرات إيجابية من جانب الإدارة الأمريكية لبايدن، لحلحلة المشكلة الفلسطينية في إطار حل الدولتين”.

وأضاف عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: “من ناحية أخرى، هناك مشاكل داخلية في إسرائيل بالنسبة لتشكيل حكومة جديدة، حيث نلاحظ عدم استقرار سياسي داخلي في إسرائيل”، موضحا بالقول: “مصر تحاول بقدر الإمكان أن تكون الطرف الذي يحتوي أي انهيارات قد تنتج عن هذه الفترة غير المستقرة سواء من الجانب الإسرائيلي أو الجانب الفلسطيني، حتى نستطيع الاحتفاظ بأقل حد ممكن من السلام والأمن للشعب الفلسطيني، الموجود حاليا، وأن لا يحدث للهدنة تصدع ويبدأ الضرب والنزاع الدموي والقتال من جديد بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية”.

مفهوم واحد للتفاوض

وتابع: “كل التحرك المصري الذي تبذله على كل الجبهات، وزيارة وزير خارجية إسرائيل لمصر أيضا في هذا الإطار، حيث تبدأ القاهرة مرحلة تعيد ما تهدم في السنوات الماضية سواء على صعيد الموقف الأمريكي أو فترة ما يسمى ثورات الربيع العربي والتفكك الذي حصل داخل بعض الأنظمة في المنطقة”.

واختتم حديثه لـ”الموقع”، قائلا: “كل هذه المحاور، تضعها الحكومة المصرية أمامها وتحاول أن تربط وتصل إلى صيغة إيجابية أو طريق نستطيع أن نسير فيه نحو السلام العادل والدائم للفلسطينيين، وأيضا يكون هناك أمن واستقرار في المنطقة بصفة عامة، وخصوصا أنه يوجد تداعيات وملفات أمنية أخرى خاصة بالتيارات الإسلامية، ومن هنا يأتي الحوار مع حماس والفصائل الفلسطينية إذ قد تضم بعض العناصر التي تؤدي إلى انهيار عملية السلام مرة أخرى، إذا لم نستطع أن نحتويها ونحاول بقدر الإمكان التوصل إلى مفهوم واحد في التفاوض مع الجانب الإسرائيلي لحل الأزمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى