الموقعخارجي

الدكتور عباس شراقي لـ”الموقع”: “المتاهة الإفريقية” عطلت مجلس الأمن لحل أزمة سد النهضة

الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة لـ”الموقع”

يجب الانتباه إلى أن تعلية إثيوبيا الممر الأوسط سيكون بداية لإجراءات الملء الثاني لسد النهضة

كان منطقيا أن يطلع السودان مصر على التوتر الحدودي خصوصا وهناك تعاون عسكري على مستوى عال

 غير مقبول في الظروف الحالية أن يكون للقاهرة والخرطوم مطالبا مختلفة بشأن حل أزمة السد

مصر لا تمانع السودان في الاستعانة بالمتخصصين لكن خبراء  الاتحاد الإفريقي “على أدهم”

إثيوبيا تطمع في منطقة الفشقة السودانية التي تعتمد على الري في الزراعة.. لذا طالبت بحصة مائية 

على مصر والسودان الاكتفاء من دور الاتحاد الإفريقي بعد 7 أشهر عطل فيها مجلس الأمن

كتب – أحمد إسماعيل علي

 

قال خبير مصري في الشؤون الإفريقية، إن تبادل الزيارات بين مصر والسودان، ينتظر أن يفضي إلى موقف واحد بشأن أزمة سد النهضة، مقترحا على الدولتين التوجه في مجلس الأمن، والخروج من ما أسماه “المتاهة الإفريقية”.

وحمل الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، جنوب إفريقيا مسؤولية إفساد جلسات مجلس الأمن، “سابقا”، لحل أزمة السد، عندما طلبت حلها إفريقيا، واستغرقت سبعة أشهر، لكن بلا طائل.

الرئيس عبدالفتاح السيسي يستقبل وفدا سودانيا رفيع المستوى الخميس الماضي
الرئيس عبدالفتاح السيسي يستقبل وفدا سودانيا رفيع المستوى الخميس الماضي

وأكد أهمية أن ترى إثيوبيا من مصر والسودان موقفا واحدا في مجلس الأمن، خصوصا وأن المجلس كان مقتنعا بعدم اتخاذ أديس أبابا، قرارات أحادية بشأن النيل لأنه نهر دولي.

التعاون العسكري المصري السوداني

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه مع التوتر الشديد على الحدود السودانية الإثيوبية، كان ضروريا إطلاع الأشقاء في السودان مصر على تلك التطورات، خصوصا أن هناك تعاون عسكري على مستوى عال، ولأول مرة في تاريخ العلاقات المصرية السودانية، أن تتم مناورات عسكرية منذ نحو شهر.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ“الموقع”، تعليقا على استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي للوفد السوداني رفيع المستوى، الخميس الماضي، في ظل التوتر الذي تشهد الحدود ما بين السودان وإثيوبيا: “التعاون العسكري يسمح بأن يكون هناك إطلاع للقاهرة بكل التطورات الحدودية السودانية الإثيوبية”.

وقال: الزيارة جاءت لبحث التوتر على الحدود الذي تطور وأصبح يوجد تدخل عسكري، وطائرة سودانية انفجرت على الحدود، وسبب الانفجار غير معلوم، وهناك طائرة إثيوبية اخترقت الأجواء السودانية، والسودان أعرب عن قلقه بهذا التطور، لذا أصبح هناك استخدام للقوة العسكرية على الحدود، وقتل أربع نساء وطفل منذ أيام على يد قوات إثيوبية.

الدكتور عباس شراقي
الدكتور عباس شراقي

تنسيق واجب

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، حول زيارة وزير الري المصري إلى السودان تزامنا مع زيارة الوفد السوداني للقاء الرئيس السيسي، إنها تأتي في إطار التنسيق الواجب لتبني رؤية واحدة، خصوصا في الظروف التي نحن بصددها غير مقبول أن يكون لمصر والسودان مطالب مختلفة.

وأوضح: “بما أن مصر والسودان دولتي مصب يجب أن يتفقوا على موقف واحد في مواجهة إثيوبيا، وكان يفترض ذلك منذ بداية أزمة سد النهضة”.

وتابع قائلا:”مصر والسودان يمكن أن يختلفا مع بعضهما، لكن في النهاية يجب أمام إثيوبيا أن يخرجا برؤية واحدة، والحقيقة هذا الكلام يفترض بناء على اتفاقية 1959، التي قسمت المياه بين مصر والسودان، وهي الاتفاقية المطبقة والمعترف بها رسميا، والسودان دائما يجدد احترامه وتنفيذه لها وهذا شيء تقدره مصر”.

وقال: من بنود هذه الاتفاقية إذا كانت هناك قضية أو نقطة خلافية في حوض النيل، على مصر والسودان دراسة هذه القضية ليتخذا موقفا موحدا.

وأضاف: “المبدأ مصر والسودان لا يصلح أن يكونا برأيين في أي مشكلة، خصوصا بحوض النيل سواء كان في اتفاق عنتيبي أو سد النهضة، وهذا لم يحدث منذ البداية حتى الآن”.

الخلاف بين القاهرة والخرطوم

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، لـ“الموقع”: الاقتراح السوداني الذي شهدته الاجتماعات الأخيرة خلال الشهرين الأخيرين، بأنه غير راض عن منهج المفاوضات ويريد دور فعال لخبراء الاتحاد الإفريقي، مصر تؤيد الاقتراح ما عدا تحديد السودان دور لخبراء الاتحاد الإفريقي فقط.

وأضاف “شراقي”: لدينا 11 مراقبا وخبيرا من الجهات المختلفة، منهم مجموعة من الاتحاد الإفريقي، وهناك من الاتحاد الأوروبي وغيرهم من البنك الدولي وأمريكا، فلماذا تخصيص وجود خبراء الاتحاد الإفريقي فقط هم الذين يتكلمون؟

خبراء الاتحاد الإفريقي

وأوضح أن خبراء الاتحاد الإفريقي “على أدهم”، وخصوصا في  المجالات الشائكة التي يدور النقاش حولها وتحتاج إلى خبرة عالية، في مجال تشغيل السدود والنماذج الرياضية.

وقال الدكتور “شراقي”: “نقول إنه آن الأوان للخبراء يكون لهم دور، لكن التي أبطلت مفعولهم إثيوبيا في بداية المفاوضات، لأنها اشترطت على الخبراء والمراقبين الأجانب ألا يتحدثوا في هذه المفاوضات إلا إذا طلب منهم، وهذا معناه أنهم متفرجون أو شهود فقط، لكن نحن نريدهم يشاركوا ليصل دورهم لدرجة الوساطة، بمعنى أن الخبراء يمكن أن يقترحوا بعض الحلول لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث”.

سد النهضة
سد النهضة

موقف موحد ضروري

وقال بخصوص زيارة وزير الري للسودان في إطار التنسيق الواجب لتبني رؤية واحدة، خصوصا في الظروف التي نحن بصددها غير مقبول أن يكون لمصر مطالب والسودان له مطالب مختلف.

وأوضح: بما أن مصر والسودان دولتي مصب يجب أن يتفقوا على موقف واحد في مواجهة إثيوبيا، وكان يفترض ذلك منذ بداية سد النهضة.

وتابع قائلا:”مصر والسودان يناقشوا قضايا الخلافية ويتفقوا موقفنا ما سيكون أمام إثيوبيا، ليصير موقف واحد.. نختلف مع بعض لكن في النهاية ننخرج أمام إثيوبيا برؤية واحدة، والحقيقة هذا الكلام يفترض بناء على اتفاقية 1959، التي قسمت المياه بين مصر والسودان، وهي الاتفاقية المطبقة والمعترف بها رسما والسودان دائما يجدد احترامه وتنفيذه لها وهذا شيء تقدره مصر”.

وقال: من بنود هذه الاتفاقية إذا كانت هناك قضية أو نقطة خلافية في حوض النيل على مصر والسودان دراسة هذه القضية ويتخذا موقفا موحدا.

وأضاف: المبدأ مصر والسودان لا يصلح أن يكون برأين في أي مشكلة خاصة بحوض النيل سواء كان في اتفاق عنتيبي أو سد النهضة، وهذا لم يحدث منذ البداية حتى الآن”.

الخلاف بين القاهرة والخرطوم

وقال الاقتراح السوداني الذي شهدته الاجتماعات الأخيرة خلال الشهرين الأخيرين، وقال السودان إنه غير راض عن منهج المفاوضات ويريد دور فعال لخبراء الاتحاد الإفريقي، موضحا أن مصر تؤيد الاقتراح ما عدا تحديد السودان دور لخبراء الاتحاد الإفريقي فقط.

وأضاف: لدينا 11 مراقبا وخبيرا من الجهات المختلفة منهم مجموعة من الاتحاد الإفريقي، وهناك من الاتحاد الأوروبي وآخرين من البنك الدولي وأمريكا، فلماذا تخصيص وجود خبراء الاتحاد الإفريقي فقط هم الذين يتكلمون؟

خبراء الاتحاد الإفريقي

وأوضح أن خبراء الاتحاد الإفريقي “على أدهم”، وخصوصا في المجالات الشائكة التي يدور النقاش حولها وتحتاج إلى خبرة عالية، خصوصا في مجال تشغيل السدود والنماذج الرياضية.

وقال: نحن نقول أنه آن الأوان إن الخبراء يكون لهم دور والتي أبطلت مفعولهم إثيوبيا في بداية المفاوضات لأنها اشترطت الخبراء والمراقبين الأجانب ألا يتحدثوا في هذه المفاوضات إلا إذا طلب منهم، وهذا معناه أنهم متفرجون أو شهود فقط، لكن نحن نريدهم يشاركوا ويصل دورهم لدرجة الوساطة، بمعنى أن الخبراء يمكن أن يقترحوا بعض الحلول لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.

رئيس المجلس السيادي السوداني ورئيس وزراء إثيوبيا ـ أرشيفية
رئيس المجلس السيادي السوداني ورئيس وزراء إثيوبيا ـ أرشيفية

التوتر الحدودي السوداني الإثيوبي

ورجوعا إلى التوتر على الحدود بين السودان وإثيوبيا على منطقة الفشقة السودانية، قال الدكتور عباس شراقي، لـ“الموقع”: “هذا الخلاف قديم ولكن لم يكن في صورة توتر كما هو عليه الآن”.

وشرح جذور الأزمة قائلا: “إن بعض الميليشيات الإثيوبية على حدود السودان كانت تسيطر على بعض الأراضي في منطقة الفشقة، لكن الجيش السوداني كان يغض الطرف عنها، على اعتبار أنها ليست سيطرة عسكرية، بل توغل من بعض المنتفعين الإثيوبيين في صورة “بلطجة”.

وأضاف الجيش السوداني لم يكن متداخل أو لديه سيطرة كاملة أو حماية على هذه المنطقة، والسكان السودانيون في تلك الأراضي استسلموا للإثيوبيين بسبب الاعتداء عليهم وإرغامهم على أشياء دون أن يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم.

وتابع: “الإثيوبيون انتزعوا بعض الأراضي لزراعتها، وأجروا بضها بالقوة، مقابل مبلغ زهيد، دون أن يستطيع أن يحرك السوداني ساكنا.

وتابع قائلا:”لم يكن هناك احتلال إثيوبي عسكري، بل منطقة تنتهكها الميليشيات الإثيوبية، نزع الجيش السوداني يده منها، لكن في الفترة الأخيرة بدأت تتدخل قوة عسكرية إثيوبية من الجيش الإثيوبي وتؤيد هذه الميليشيات للسيطرة فعليا على “الفشقة”، وأصبحت أديس أبابا طامعة في هذه الأراضي.

أطماع إثيوبيا في الفشقة

وأوضح أن إثيوبيا ليس لديها أراض قابلة للزراعة بالري، وهي عبارة عن مناطق جبلية، لكن المنطقة شرق السودان “الفشقة” مسطحة وصالحة للزراعة والأرض جيدة جدا ومساحتها على الأقل مليون فدان، وبالنسبة لإثيوبيا تعتبر مساحة كبيرة لزراعتها بالري الذي تفتقده.

وقال: طمع إثيوبيا في هذه الأراضي هو الذي جعلها في السنتين الأخيرتين، تطمع وتقول أريد حصة مائية رغم أنها لو لم تأخذ هذه الأرض  المياه لن تفيدها، لأنه ليس لديها أراض بالري، ولكن واضح أن إثيوبيا “عاملة حسابها لتسيطر على هذه الأراضي وستحتاج مياه لريها لحسابها”.

ولفت إلى أنه كان من الممكن أن تتفق أديس أبابا مع الحكومة السودانية للاستفادة من الأرض لتزرعها بطريقة قانونية، لكنها كانت مرتبة للسيطرة على هذه الأراضي بالقوة، وبالتالي المطالبة بحصة من مياه النيل.

تأثر مفاوضات سد النهضة

ورأى أن تصاعد التوتر الفترة الأخيرة، له تأثير على مفاوضات سد النهضة، لأن الأجواء اختلفت، والسودان أصبح يعرب كثيرا عن خطر تشغيل سد النهضة عليه دون اتفاق خصوصا على سد روصيرص.

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، لـ“الموقع”: “نبرة السودان أصبحت متقاربة لحد كبير مع الاتجاه المصري، لكن ما تزال غير متطابقة، ويجب في الفترة الحالية أن يتطابق الموقفين المصري السوداني، بأن يجتمعوا ويتخذوا موقفا واحدا”.

مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي

واقترح الدكتور “شرقي”، على مصر والسودان، الاكتفاء من دور الاتحاد الإفريقي، والذي نال فرصته لمدة سبعة أشهر، في حين أنه في البداية طلب ثلاثة أسابيع فقط لإنهاء مشكلة أزمة سد النهضة، لكنه خلال تلك المدة عطل لنا مجلس الأمن، ليتسلم هو ملف السد.

وقال: “فترة الاتحاد الإفريقي بقيادة جنوب إفريقيا على وشك الانتهاء نهاية الشهر، وبعد ذلك الكونغو الديمقراطية، لكننا لا نريد الدخول متاهات الاتحاد الإفريقي مرة أخرى، تحت قيادة الكونغو الديمقراطية، لأنه كمؤسسة إفريقية ليس لديها الكفاءة ولا القوة في حل مثل هذه القضايا”.

وواصل قائلا: “لو كان الاتحاد الإفريقي لديه الآليات لحل تلك القضايا، كانت مصر حلتها ونحن رؤساء الاتحاد قبل جنوب إفريقيا لمدة سنة كاملة، لو كان هناك خبراء وجهات قوية داخل الاتحاد، لكن تدخل رئيس جنوب إفريقيا لتسلم ملف السد كان بهدف إبطال جلسة مجلس الأمن، وهذا ما حصل بالفعل”.

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبيسد النهضة الإثيوبي

مصر والسودان

ووجه الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، النصيحة للمفاوضين المصري والسوداني، بالاتفاق على كتابة مذكرة تتضمن مطلبا واحد تقدم لمجلس الأمن، لمطالبة إثيوبيا للعودة للمفاوضات وعدم اتخاذ أي قرارات أحادية أخرى بشأن تخزين وملء السد، إلا بعد الاتفاق وعدم تعلية الممر الأوسط لأنه يعتبر تخزين إلا بعد الاتفاق”.

تعلية الممر الأوسط

وعد دكتور “شرقي”، تعلية الممر الأوسط، بداية لإجراءات التخزين الثاني وهو ما يمكن أن تقود به إثيوبيا الأيام المقبلة وليس في يوليو المقبل، لافتا إلى أن الأقمار الصناعية ستظهر هل بدأ الإثيوبيون في تعلية الممر؟ وهو الذي يعني التعلية أي بداية التخزين كما حدث السنة الماضية بل إن الملء هذه السنة سيكون أكبر.

واختتم قائلا: يجب أن تطلب مصر والسودان، من إثيوبيا بعدم التعلية من الآن، وأمامها فرصة للتعلية لكن بعد الاتفاق، حيث يتبقى على شهر يوليو خمسة أشهر، وهي فرصة جيدة جدا، والتعلية يمكن أن تتم في شهر واحد فقط”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى