الموقعخارجي

الدكتورة بسمة بن سليمان لـ”الموقع”: الرئيس قيس سعيد يسير “خطوة خطوة” للقضاء على الإخوان

كتب – أحمد إسماعيل علي

قالت الدكتورة بسمة بن سليمان، الأستاذة بالجامعة التونسية، إن القرارات التصحيحية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، والتي تضمنت تجميد البرلمان، كانت أكثر من ضرورية، وربما تأخرت كثيرا.

وأضافت، في حوارها مع موقع “الموقع”: تونس قضت عشرية سوداء بمعنى الكلمة، تضمنت اغتيالات وإرهاب وانتشار للفكر المتطرف في المدارس الموازية، وحدوث تفكيك للدولة من الداخل.

ولفتت إلى أن كل الفكر الإخواني المدمر كان ينتشر بطريقة غريبة، لذا قرارات الرئيس جاءت في وقت صعب جدا، خصوصا مع تفشي وباء كورونا وفشل الحكومة “التي كان يترأسها هشام المشيشي” والإخوان في إدارة الأزمة.

وقالت الدكتورة بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة: الرئيس قيس سعيد يسير خطوة خطوة للقضاء على الإخوان، لأنهم تفشوا وموجودون في كل المنظمات والإدارات إضافة لطريقتهم في التسرب للوزارات ولهم أموال ولوبي وغعلام يدعمهم وجمعيات مشبوهة منتشرة حتى في القرى وكل الأماكن بتونس، حتى اقاصي المدن من شمالها لجنوبها في البلاد.

ووصفت الدكتورة بسمة بن سليمان، “الإخوان” بأنهم كالأخطبوط والسرطان يجب علاجه بطريقة استراتيجية، خطوة خطوة.

وعن قرار غلق قناة الزيتونة الإخوانية في تونس قالت الدكتورة بسمة بن سلمان، إن الإخوان أصبح لهم أذرع إعلامية وقناة “الزيتونة” تحديدا خارج القانون، وليس لها أي ترخص، وعندما كان الإخوان في الحكم كانت “إيدها طايلة”، وتبث كلاما مدمر فيه شحن ودعوة للكراهية، ومؤخرا كانت تشكك في المسار التصحيحي للرئيس قيس سعيد.

وقالت إن هذا القرار صائب وكان من الضروري إغلاق تلك القناة.

وعن حكومة الدكتورة نجلاء بودن، وكونها أول سيدة تونسية تترأس الوزراء، قالت إن اختيار امرأة لرئاسة الحكومة رمزية عالية وفي هذا الظرف على وجه الخصوص، لأن الفكر الإخواني يستهدف النساء ويحاول استخدامهم لخدمة الإيديلوجيا الخاصة به والتي هي ضد حرية المرأة وواحترامها وكرامتها.

وتطرقت إلى الاستراتيجية التي يفكر بها الرئيس قيس سعيد، قائلة  إن الأحزاب أثبتت أنها جزءا من الأزمة في تونس وليست جزءا من الحل، موضحة أن البرلمان شهد صراعات وخصومات ومصالح وتوافقات مغشوشة، وكل ذلك دمر تونس.

وتابعت: الدكتورة نجلاء بودن سيدة مفكرة ولها مستواها الأكاديمي وتعرف الإدارة والمسائل البنكية والمالية أيضا، وهي من من طبقة مستنيرة وهي امرأة وطنية وليس لها في إيديلوجيات أو أي توجه سياسي له حسابات خاصة، ولكن الوطنية هي التي تحركها، قائلة: نحن نثق في المرأة التونسية لكي تمنح أفضل ما عندها.

وقالت إن المرأة والشباب سيكون لهم دورا في الحكومة، مشيرة إلى أن الشباب هو الذي أعلن الثورة في “2011”، وقد همش واستخدم  لشيوخ التكفير و”المسائل المتخلفة”.

وعن أبرز التحديات التي تواجه حكومة الدكتورة نجلاء بودن، بعد غدلائها باليمين الدستورية، قالت الدكتورة بسمة بن سليمان، أن أول التحديات يتمثل في التحدي الصحي الخاص بالتطعيم ضد كورونا، والثاني الشأن الاقتصادي.

وقالت الدكتورة بسمة بن سليمان: أهم شيء تحريك الاقتصاد الراكد وطمأنة المستثمرين للاستثمار في تونس وبما يساهم في تشغيل الشباب.

وتابعت: التحدي الثالث، أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل، ضرورة تشغيلهم ووضعهم في الأماكن المناسبة التي تحرك الوضع في تونس للأفضل.

واعتبرت أن التحدي الرابع هو الأمني، وهو أولوية، خصوصا في مواجهة للإرهاب وتأمين الحدود من جهة ليبيا والجزائر، والتصدي للخلايا النائمة والذئاب المتفردة، مشددة على أن الدولة يجب أن تكون لها يد من حديد لضرب هؤلاء المارقين والخارجين وغير المؤمنين بالوطن.

وردا على سؤال بشأن حزب النهضة التونسي وما شهده من انشقاقات في صفوف قياداته ودلالة ذلك قال الدكتورة “بسمة”: هذه له دلالتان، الأولى أنهم اختلفو “مثل الذي سرقوا مع بعض واختلفوا على المسروق”، موضحة ان راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، لديه المال، وهو المتحكم بالحزب لأنه يملك كل مقدراته من أموال قد تكون مشبوهة من الخارج.

المسألة الثانية، الإخوان حتى ولو اختلفوا، لكنهم يظلوا إخوان، وانشقاقتهم مراوغة ومناورة حتى يتجددوا مثل الأفعى التي تغير جلدها لتظهر في شكل جديد.

وقالت الدكتورة بسمة بن سليمان: قد يعلنوا عن حزب تحت أي مسمى آخر وبقيادات أخرى، ولكن يظلوا خطرا على تونس طالما لم يحل حزبهم تماما ولم يتم حظر بمنع مشاركتهم في الحياة السياسية.

وعن محاولة “الغنوشي” حشد النواب لتحدي قرار الرئيس التونسي بتجميد مجلس النواب، قالت إن البرلمان في حكم المنتهي، لأن هناك ملفات فساد مفتوحة ومحاسبات في الطريق، وأعضاء في البرلمان متورطون.

ثانيا: هذا البرلمان، إن تمت انتخابات لن تتم إلا بعد تعديلات دستورية وتصحيح للقانون الانتخابي، لأن المشكلة الكبيرة في القانون الذي وضعه الإخوان طريقة الانتخاب على القوائم.

وقالت: “نحن بلد صغيرة 12 مليون نسمة ولدينا أكثر من 200 حزب وكلهم فاتحين حوانيت”، مضيفة أن هذا يشتت ويجعل الإخوان هم الكتلة الأكبر، لذلك يجب تغيير القانون الانتخابي.

ولفتت إلى وجود رؤية للرئيس قيس سعيد، حول المجالس التشاركية التي تنتخب والتمثيل يكون بطريقة مختلفة، مضيفة “أظن سيكون هناك استفتاء حول هذه التغييرات، بحيث الانتخابات تسير في الاتجاه السليم، وليس بالوضعية القديمة التي تعيد إنتاج برلمان الإخوان من جديد، وهذا خطير جدا.

وعن حل حزب النهضة التونسية، قالت الدكتورة بسمة بن سليمان:”لا بد من ذلك، لكن صعب في الظرف الحالي.. تفكيكهم شيئا فشيء”، مضيفة”الدمار الذي حل في تونس في سنة أو سنتين يلزم وقت”.

وقالت: نحتاج لتضامن كل العرب والدول المحيطة بنا، وأعتقد أن الكل مؤمن إقليميا وعربيا أن تونس في حاجة لهذا التصحيح وتقف من جديد لترجع إلى دورها كرمزية للاستنارة الثقافية والانفتاح والحوار والتعايش.

وعن العلاقات المصرية التونسية، قالت بسمة بن سليمان، نحتاج إلى دعم مصر ونصحها لترشدنا من خلال تجربتها مع الإخوان، خصوصا وأنها أكثر الناس دراية بهذه الجماعة.

وأضافت: كل ما هو نصح ودعم ومؤازرة ثقافيا واقتصاديا، يساعد تونس، وفي النهاية كلنا عرب ومشاكلنا وتحدياتنا واحدة والتعاون والتواصل يشجع ويدعم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى