فن وثقافة

الحنجرة الذهبية في ذكراها الـ 47 .. مازالت تتربع على عرش الغناء العربي

كتبت – أميرة السمان

اعتاد الجمهور المصري وخاصة عاشقي الزمن الجميل على إحياء ذكرى النجوم الكبار سواء ذكرى ميلاد أو رحيل، واليوم تحل علينا ذكرى وفاة “كوكب الشرق” أم كلثوم.

ولدت “ثومة” وأسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي في31 ديسمبر 1898 ولكن تاريخ ميلادها المثبت في السجلات 4 مايو 1908 بمحافظة الدقهلية ووالدها إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة التابعة للسنبلاوين، وكانت وهي في العاشرة من عمرها تحفظ وتغني القصائد والتواشيح مع أخيها خالد في بيت شيخ البلد أمام عدد من أهل قريتها فأحبوها.

وأصبحت أم كلثوم وهي في سن صغير المصدر الرئيسي لدخل الأسرة، لذا لم يكن هناك عراقيل أمامها تمنعها من الغناء حيث أن والدها أيضا كان ضمن بطانة ابنته الصغيرة، وهو الذي قدمها للشيخين زكريا أحمد وأبوالعلا محمد في أثناء وجودهما بالسنبلاوين لإحياء ليالي رمضان عام 1916 فطلبا منه أن يسافر إلي مصر المحروسة ومعه وابنته وقبل بعد إلحاح من الشيخين، فكانت هذه هي الخطوة الأولي في مشوار الآنسة أم كلثوم كما كان يلقبها محبيها وذلك عام 1923 وبدأت بإحياء حفلات في قصور شخصيات معروفة وفي 1924 تعرفت على الشاعر أحمد رامى عن طريق الشيخ أبوالعلا في إحدى الحفلات.

واستمر التعاون بينهما طوال مسيرتها وكان مصدرا رئيسيا لتثقيفها ثم تعرفت على محمد القصبجى الذي بدأ ثم بدأ في إعدادها فنيا ومعنويا وشكل أول تخت موسيقى، وفي 1928 غنت «إن كنت أسامح وأنسى الآسية» فحققت الأسطوانة أعلى مبيعات وبرز نجمها وفي 1935 غنت «على بلد المحبوب ودينى» من ألحان ملحن شاب آنذاك وهو رياض السنباطى ليستمر التعاون بينهما بعد ذلك لما يقرب من 40 عاما، وفي 22 يناير 1975 وكانت قبل وفاتها تجري بروفة أغنية «أوقاتي بتحلو» من تلحين سيد مكاوي لكن حالة إغماء انتابتها لتبدأ معها رحلة المرض.

وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب لها قصيدة احتفاء بنصر أكتوبر، لكنها توفيت قبل إنجاز هذه الأغنية التي يقول مطلعها «للي شبابك في جنود الله والحرب في قلوبهم صيام وصلاة» وتصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف والإذاعة والتليفزيون و«زي النهارده» في مثل هذا اليوم الموافق 3 فبراير 1975 كسا الوجوم وجوه المصريين حين تم الإعلان عن وفاة سيد الغناء العربي أم كلثوم.

وكان لكوكب الشرق مكانة كبيرة في قلوب محبيها سواء في مصر أو في الوطن العربي بل وفي جميع دول العالم حيث كانت تُحيي حفلات عديدة في دول أوربا وخاصة العاصمة الفرنسية باريس.

ألقابها الفنية

كوكب الشرق هو اللقب الذي أطلقه كروان الإذاعة محمد فتحي، على السيدة أم كلثوم

قيثارة السماء، فقد أطلقه عليها طاهر الطناحي في كتابه «حديقة الأدباء»

ثومة وهو اللقب الشعبي أطلقه الوسط الفني عليها وكذلك عائلتها

الست
سيدة الغناء العربي
زعيمة الطرب العربي
نبع الغناء النبيل في الكيان العربي
النموذج الأمثل لما يجب أن يكون عليه الفنان صاحب الرسالة
عصامية
كروان الشرق
الهرم الرابع
الحنجرة الذهبية
معجزة الغناء المصرية

وصفها الكتاب بعدة أوصاف:
قال أحمد رامي إني أحتشد لسماعها كما استقبل عيدا من أعياد الدهر.

وكتب لها عباس محمود العقاد قصيدة بدأها قائلا أيها الكوكب الذي أسعد الأرض باللقاء وطرح سؤالا في نهاية قصيدته وكأنه يقول لها ما سرك العبقري؟.

فيما قال مصطفي أمين أنها شخصية غير عادية، إنها مثل النيل والأهرام إنها المرأة الوحيدة في العالم التي مكثت أكثر من ثلاثين عاما، وهي سيدة الغناء في منطقة واسعة تمتد من المحيط الهندي إلي المحيط الأطلسي.

أما فكري أباظة فيثير أسئلة أخري عن لغز أم كلثوم فيقول :أسأل نفسي دائماً أهي فقط ملكة الطرب؟ أم ملكة «خفة الروح»؟ أم ملكة الذوق السليم في زيها؟ أم ملكة البر والإحسان مما يعرفه أحد من عشاقها والمعجبين بها ؟.

ووصفها أنيس منصور فقال : أم كلثوم أذابت الناس فيها أو ذابت هي في الناس، فهي تغني لهم أو هم يغنون لها أو هي تصفق لهم وهم يغنون لها» فهي المطربة الوحيدة في العالم التي تغني الأغنية الواحدة في ساعة وفي ساعتين.

أم الموسيقار حلمي بكر: «شئنا أم لم نشأ فإن أم كلثوم تظل أبرز رمزغنائي مازال يضيء حياتنا رغم توهاننا الغنائي، ورغم المسكنات أو المنشطات الغنائية، ولعل مسابقات الأصوات من الشباب للأطفال تدلل على ما أقول فكثير من الأصوات المتقدمة تختار أغانيها لأنها تكشف عن الموهبة الحقيقية أم كلثوم لم تختف من حياتنا، إحنا اللي اختفينا من حياتنا وذوقنا الغنائي».

ويضيف: «حين غنت في باريس قال الإعلام الفرنسي عنها أنها صوت معجز حبى به الله مصر ولا يتكرر إلا كل قرنين أو قرن من الزمان، وقالوا هذا بأدلة وقياسات علمية إن أم كلثوم في حد ذاتها تمثل 5 أو ست أجيال غنائية منذ ثومة الصبية إلى ثومة الكبيرة وكل من غنوا في زمانها اختفوا وبقيت هي متجددة، وقد أنجب صوتها الكثير من الملحنين الكبار منهم السنباطي والقصبجي وزكريا وبليغ والموجي وغيرهم فصوتها ملعب فني كبير يكشف عن الموهوب والكفء إذا ما خاض مضماره أم كلثوم التي ماتت مازالت موجودة وكثيرين من المطربين الأحياء ماتوا وهم على قيد الحياة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى